|
أسماء الله الحسنى ~ كنوز وأسرآر !!!!!
تعالوا بنا أيها الأحبة ولتمشي أقدامُ المحبةِ على أرضِ الاشتياق إلى جنة أسماء ربنا تبارك وتعالى ، ولندخل بساتينها النضرة ، ولنقطف من فضائلها زهرة ، ولنرتشف من عسلها قطرة .
- أولاً : (( الأسماء الحسنى من أعظم أسباب دخول الجنة )) :
لمن عرفها وآمن بها وأدَّى حقَّها . فعن أبي هريرة (( رضي اللَّه عنه )) قال: قال رسول اللَّه.صل الله عليه وسلم: (( لله تسعةٌ وتسعون اسمًا مائة إلاَّ واحدة لا يحفظها أحدٌ إلا دخل الجنة ))..وفي رواية : (( من أحصاها دخل الجنة "
ثانيًا : الأسماء الحسنى تعرِّفك باللَّه عزَّ وجلَّ :
عن أبي بن كعب رضي اللَّه عنه أن المشركين قالوا للنبي صل الله عليه وسلم : يا محمد ، انسب لنا ربك ، فأنزل الله تعالى :.{ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ }.
ثالثًا : معرفة الأسماء الحسنى أصل عبادة الله تبارك وتعالى :
قال بعض العلماء : أول فرض فرضه اللهُ على خلقه معرفته ، فإذا عرَفه الناس عبدوه ، وقال تعالى :.{ فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ }[ محمد : 19 ].. فينبغي للمسلمين أن يعرفوا أسماء الله وتفسيرها ، فيعظموا اللَّه حقَّ عظمته .
قال : ولو أراد رجل أن يتزوج أو يُزَوِّجه أو يُعامله طلب أن يعرف اسمه وكنيته ، واسم أبيه وجدِّه ، وسأل عن صغير أمره وكبيره ، فاللَّه الذي خلقنا ورزقنا ونحن نرجو رحمته ونخاف من سخطته أولى أن نعرف أسماءه ، ونعرف تفسيرها.
فمثلًا : فمن عرف أنه حييُّ كريم قوي فيه رجاؤه وازداد فيه طمعه ، فقد قال النبي عليه الصلاة والسلام : (( إن ربكم تبارك وتعالى حَييٌّ كريم يستحي مِن عبده إذا رفع يديه إليه أن يردَّهما صفرًا ))
رابعًا : الأسماء الحسنى أعظم الأسباب لإجابة الدعاء :
قال تعالى :
.{ وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا }.[ الأعراف : 180 ]..
فدعاء الله بأسمائه الحسنى هو أعظم أسباب إجابة الدعوة وكشف البلوة ، فإنه يرحم ؛ لأنه الرحمن ، الرحيم ، ويغفر ؛ لأنه الغفور ،
وكان النبي.صلى الله عليه وسلم.يسأل اللَّه بأسمائه الحُسنى ويتوسل إليه بها ، فكان يقول : (( أسألك بكل اسم هو لك ، سمَّيت به نفسك ، أو علَّمته أحدًا من خلقك ، أو أنزلته في كتابك ، أو استأثرت به في علم الغيب عندك ؛ أن تجعل القرآن ربيع قلبي ... ))
وقد دخل رسول اللَّه.صلى الله عليه وسلمالمسجد ، فسمع رجلاً يقول : اللهم إني أسألك أني أشهد أنك أنت اللَّه لا إله إلا أنت ، الأحد الصمد الذي لم يَلد ولم يُولد ولم يكن له كفوًا أحد .
فقال : (( لقد سألت اللَّه بالاسم الذي إذا سُئِل به أعطى ، وإذا دُعي به أجاب )) .
وفي رواية فقال : (( والذي نفسي بيده ، لقد سأل الله باسمه الأعظم الذي إذا دُعِي به أجاب ، وإذا سُئِل به أعطى )) .
وفي رواية لأحمد : أنه سمع رجلاً يقول بعد التشهد : اللهم إني أسألك يا اللَّه الأحد الصمد ، الذي لم يَلد ولم يُولد ولم يكن له كفوًا أحد أن تغفر لي ذنوبي ، إنك أنت الغفور الرحيم . فقال رسول اللَّه.صلى الله عليه وسلم.: (( قد غُفِرَ له ، قد غُفِرَ له ))..ثلاثًا ".
خامسًا : إن اللَّه يحب من أحب أسماءَه الحسنى :
عن عائشة رضي اللَّه عنها أن النبي.صلى الله عليه وسلم.بعث رجلاً على سَريَّة ، وكان يقرأ لأصحابه في صلاتهم ، فيختم بـ.{ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ }.، فلما رجعوا ذكروا ذلك للنبي.صلى الله عليه وسلم.، فقال : (( سلوه لأي شيء يصنع ذلك ؟ )) فسألوه ، فقال : (( لأنها صفة الرحمن ، وأنا أحبُّ أن أقرأ بها )) . فقال النبي.صلى الله عليه وسلم.: (( أخبروه أن الله يحبه )).
وفي حديث آخر ، قال الرجل : إني أحبها . فقال : (( حُبُّك إياها أدخلك الجنة )).
سادسًا: دعاء اللَّه بأسمائه الحسنى أعظم أسباب تفريج الكروب وزوال الهموم:
عن ابن مسعود رضي اللَّه عنه عن رسول اللَّه.صلى الله عليه وسلم.أنه قال : (( ما أصاب أحدًا قط همٌ ولا حزنٌ ، فقال : اللهمَّ إني عبدك ، ابن عبدك ، ابن أَمتك ، ناصيتي بيدك ، ماضٍ فيَّ حكُمك ، عدلٌ فيَّ قضاؤُك ، أسألك بكل اسم هو لك ، سميَّت به نفسك ، أو علَّمته أحدًا من خلقِك ، أو أنزلته في كتابك ، أو استأثرت به في علم الغيبِ عندك ، أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي ، ونور صدري ، وجلاء حزني ، وذهاب همي ، إلا أذهب اللَّه همَّه وحزنه وأبدل مكانه فرحًا )) . فقيل : يا رسول اللَّه ، أفلا نتعلمها ؟ فقال : (( بلى ينبغي لكل من سمعها أن يتعلمها )).
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : كان النبيُّ.صلى الله عليه وسلم.يدعو عند الكرب يقول : لا إله إلا اللَّه العظيمُ الحليمُ ، لا إله إلا الله ربُّ السماواتِ والأرضِ ورب العَرشِ العظيم.
وفي رواية للنسائي وصححه الحاكم عن علي: لقنني رسول الله.صلى الله عليه وسلم.هؤلاء الكلمات وأمرني إن نزل كرب أو شدة أن أقولها .
سابعًا : الأسماء الحسنى أصل كل شيء :
قال تعالى :.{ هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ }.[ الحديد : 3 ]..
وقال رسول اللَّه.صلى الله عليه وسلم.: (( اللهم أنت الأول ، فليس قبلك شيء ، وأنت الآخر فليس بعدك شيء ... ))
فإن اللَّه هو الأول فلم يسبقه شيءٌ ، وكل شيء دونه إنما هو من خلقه ومن ثمرة أفعاله ومن آثار أسمائه وصفاته .
قال ابن القيم رحمه اللَّه : وكما أن كل موجود سواه فبإيجاده ، فوجود من سواه تابع لوجوده ، تبع المفعول المخلوق لخالقه ، فكذلك العلم بها أصل للعلم بكل ما سواه ، فالعلم بأسمائه تبارك وتعالى وإحصاؤها أصل لسائر العلوم ، فمن أحصى أسماءَه كما ينبغي للمخلوق أحصى جميع العلوم ؛ إذ إحصاء أسمائه أصل لإحصاء كل معلوم ؛ لأن المعلومات هي من مقتضاها ومرتبطة بها
. ومن أمثلة ذلك :
الأصل في الخلق أن اللَّه هو (( الخالق )) ، فلا يوجد خلقٌ غير خلقه ، ولا يوجد خالق سواه . قال تعالى :.{ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ }.[ الرعد : 16 ]..
والأصل في الرزق أن اللَّه هو الرزَّاق . قال تعالى :.{ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ }.[ الذاريات : 58 ].. فهو الرزَّاق ولا رازق سواه ، وكل رزق إنما هو رازقه ، وما من عطاءٍ إلا وهو الذي أعطاه ، قال تعالى على لسان نبيه موسى :.{ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى }.[ طه : 50 ]..
والأصل في الرحمة أن اللَّه تبارك وتعالى هو الرحمن والرحيم ، فكل رحمة مشتقة من رحمته ، فها هي الرحم قد اشْتق اسمها من اسمه الرحمن ، قال رسول اللَّهصلى الله عليه وسلم.فيما يرويه عن ربه تبارك وتعالى أنه قال : (( أنا الرحمن وهي الرحم شققت لها اسمًا من اسمي ... "
إخواني:
كل ما نراه من رحمات بين الخلائق ليست إلا آثار رحمة واحدة لرب الأرض والسماوات ؛ اللَّه الرحمن الرحيم تبارك وتعالى . قال رسول اللَّه.صلى الله عليه وسلم.: (( إن اللَّه خلق الرحمة يوم خلقها مائة رحمة )) -
وفي حديث آخر : (( كل رحمة طباق ما بين السماء والأرض - فأمسك عنده تسعًا وتسعين رحمة ، وأرسل في خلقه كلهم رحمةً واحدة )) .
وفي رواية : (( إن للَّه مائة رحمة ، أنزل منها رحمة واحدة بين الجن والإنس والبهائم والهوام ، فبها يتعاطفون وبها يتراحمون ، وبها تعطف الوحشُ على ولدها -
وفي رواية : حتى ترفع الدابَّةُ حافرها عن ولدها خشية أن تصيبه ، وأخَّر اللَّهُ تسعًا وتسعين رحمة يرحم بها عباده يوم القيامة )).
فكل رحمة مهما عظُمت إنما هي من اللَّه على الحقيقة ، فأعظم الناس رحمة بالناس هو رسول اللَّه.صلى الله عليه وسلم.، قد وصفه اللَّه بقوله :.{ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ }.[ التوبة : 128 ].، فما هذه الرحمة العظيمة والأخلاق الكريمة إلا نسيم من رحمة اللَّه عز وجل . قال تعالى :.{ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ }.[ الأنبياء : 107 ].. وقال تعالى :.{ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ }.[ آل عمران : 159 ]..
إخـوتـاه :
كل الرحمات من اللَّه ، فلا يرسلها غيره ولا يمسكها سواه . قال تعالى :.{ مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلاَ مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلاَ مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ }.[ فاطر ]
|