عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 08 Jun 2015, 11:42 PM
فراشة الربيع
وسام الشرف - قروب ـ رياحين الإخاء جزاها الله خيرا
فراشة الربيع غير متصل
Egypt    
SMS ~ [ + ]

اللهم لا تصعب علينا أمرآ ، ولا تؤخر لنا دعوة ، وارضنا بجميل قدرك علينا..
لوني المفضل Cadetblue
 رقم باحث : 12360
 تاريخ التسجيل : May 2012
 فترة الأقامة : 4937 يوم
 أخر زيارة : 28 Jul 2017 (08:48 PM)
 الإقامة : القاهرة
 المشاركات : 2,344 [ + ]
 التقييم : 19
 معدل التقييم : فراشة الربيع is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
فقه سرور القلب ومراتبه ..




بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
## ## ## ## ## ##

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

{2}

فقه سرور القلب

السرور على ثلاث مراتب:

الأولى:
سرور ذوق طعم الإيمان، والإقبال على الله، والأنس به، وحلاوة مناجاته، والتلذذ بعبادته.

ففي القلب شعث لا يلمه إلا الإقبال على الله،

وفيه وحشة لا يزيلها إلا الأنس بالله،

وفيه حزن لا يذهبه إلا السرور بمعرفة الله، وصدق معاملته،

وفيه قلق لا يسكنه إلا الالتجاء إليه، والفرار منه إليه.

وفيه نيران حسرات لا يطفئها إلا الرضا بأمره ونهيه، والتسليم لقضائه وقدره،

وفيه فاقة لا يسدها إلا محبته، والإنابة إليه، ودوام ذكره.

الثانية:
سرور شهود العبد آلاء ربه ونعمه، وجماله وجلاله،

فيقبل على الطاعات مسرورًا، لأنه يراها غذاءً لقلبه، وسرورًا له، وقرة عين في حقه، ونعيمًا لروحه، يلتذ بها، ويتنعم بملابستها، أعظم مما يتنعم بملابسة الطعام والشراب.

فاللذات القلبية الروحانية أقوى وأتم من اللذات الجسمية، فلا يجد في العبادات كلفة، بل يسر بها، ويتلذذ بتكرارها والإكثار منها.

الثالثة:
سرور سماع الإجابة،

وهو سماع انقياد القلب والروح والجوارح لما سمعته الآذان، ويزيل بقايا الوحشة التي سببها ترك الانقياد التام.

وهو إذا دعا ربه سبحانه فسمع ربه دعاءه سماع إجابة، وأعطاه ما سأله أو أعطاه خيرًا منه،

حصل له بذلك سرور يمحو من قلبه آثار ما كان يجده من وحشة البعد.

فللعطاء والإجابة سرور وأنس وحلاوة في قلب العبد.

وللمنع وحشة ومرارة وضيق.

والفرح أعلى أنواع نعيم القلب ولذته وبهجته، ولا لذة له ولا سرور إلا بأن يكون ربه معبوده ومحبوبه ومطلوبه.

والفرح بالشيء فوق الرضا به،
فإن الرضا طمأنينة وسكون وانشراح،
والفرح لذة وبهجة وسرور، فكل فرح راضٍ، وليس كل راضٍ فرحًا.

والفرح صفة كمال، ولهذا يوصف الرب جل جلاله بأعلى أنواعه وأكملها،

كفرحه سبحانه بتوبة التائب أعظم من فرحة الواجد لراحلته، التي عليها طعامه وشرابه، في الأرض المهلكة، بعد فقده لها،

كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «لَلَّهُ أشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ، حِينَ يَتُوبُ إِلَيْهِ، مِنْ أحَدِكُمْ كَانَ عَلَى رَاحِلَتِهِ بِأرْضِ فَلاةٍ» متفق عليه .

والفرق بين فرح القلب، وفرح النفس ظاهر.
فإن الفرح بالله ومعرفته ومحبته ومحبة كلامه ودينه من القلب

☀كما قال الله سبحانه: {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} [يونس: 58].

⤴فهذا فرح القلب وهو من الإيمان، ويثاب عليه العبد.

والفرح يكون على قدر المحبة .. وعلى قدر المعرفة.

فالفرح بالله وأسمائه وصفاته ورسوله وسنته وكلامه محض الإيمان وصفوته ولبه، وله عبودية عجيبة، وأثر في القلب لا يعبر عنه،

والفرح بذلك أفضل ما يعطاه العبد، بل هو أجلّ عطاياه.

والفرح في الآخرة بالله ولقائه، بحسب الفرح به، ومحبته في الدنيا.
فهذا شأن فرح القلب.

وله فرح آخر، وهو فرحه بما من الله به عليه من معاملته، والإخلاص له، والتوكل عليه، والثقة به، وحسن عبادته.

وله فرحة أخرى عظيمة الشأن، وهي الفرحة التي تحصل له بالتوبة، فإن لها فرحة عجيبة لا نسبة لفرحة المعصية إليها البتة.

وسر هذا الفرح،
⤴إنما يعلمه من علم سر فرح الرب تعالى بتوبة عبده أشد من فرح العبد الذي أضل راحلته في أرض فلاة ثم وجدها.

وفوق ذلك فرحة أعظم من هذا كله،
⬅وهي فرحته عند مفارقته الدنيا إلى الله، إذا أرسل الله إليه الملائكة فبشروه بلقائه،

وقال له ملك الموت: أخرجي أيتها الروح الطيبة كانت في الجسد الطيب، أبشري بروح وريحان، ورب غير غضبان، فترجع الروح الطيبة إلى ربها راضية مرضية:

☀{يَاأَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (27) ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً (28) فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (29) وَادْخُلِي جَنَّتِي (30)} [الفجر: 27 - 30].

ومن بعدها أنواع من الفرح:
منها: صلاة الملائكة الذين بين السماء والأرض على روحه، وفتح أبواب السماء لها، وصلاة ملائكة السماء عليها، وكيف يقدر فرحها، وقد استؤذن لها على ربها ووليها فوقفت بين يديه، وأذن لها بالسجود فسجدت.

ثم يذهب إلى الجنة فيرى مقعده فيها، وما أعد الله له، ويلقى أهله وأصحابه فيستبشرون به ويفرحون.

وهذا كله قبل الفرح الأكبر يوم حشر الأجساد:

بجلوس المؤمن في ظل العرش .. وشربه من الحوض .. وأخذه كتابه بيمينه .. وثقل ميزانه .. وبياض وجهه .. وإعطائه النور التام .. وقطعه جسر جهنم .. وانتهائه إلى باب الجنة.

وقد أزلفت له في الموقف كما قال سبحانه:

☀{وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ} [ق: 31].

وتلقاه خزنتها بالسلام والترحيب والبشارة والإكرام.
وقدومه عل منازله وقصوره وأزواجه.
والنعيم الذي لم تره عين، ولم تسمعه أذن، ولم يخطر على قلب بشر.
فلله ما أعظم هذا النعيم، وما أشد فرح العبد به .. وما أخسر من أضاعه.

موسوعة فقه القلوب
فقه زاد القلوب في رمضان
جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة



لا تنسوني من صآلح دعائكم ....




 توقيع : فراشة الربيع



مواضيع : فراشة الربيع


رد مع اقتباس