عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 03 Jun 2015, 02:52 PM
الابن البار
مراقب قروب أنوار العلم جزاه الله خيرا
الابن البار غير متصل
لوني المفضل Cadetblue
 رقم باحث : 2964
 تاريخ التسجيل : Jul 2008
 فترة الأقامة : 6332 يوم
 أخر زيارة : 12 May 2020 (08:02 PM)
 المشاركات : 1,051 [ + ]
 التقييم : 10
 معدل التقييم : الابن البار is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
حكم قول: النبي محمد مبعوث بالسيف رحمة للعالمين



السؤال

ما حكم قول: إن نبينا محمدًا مبعوث بالسيف رحمة للعالمين، كمن يقول: "والصلاة والسلام على المبعوث بالسيف رحمة للعالمين"؟ فما نعلمه هو قوله تعالى: (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)، ونعلم حديث المصطفى -صلى الله عليه وسلم-: بعثت بين يدي الساعة بالسيف حتى يعبد الله وحده لا شريك الله ... ).
وشكرًا لكم.
الفتوى

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فكأن إشكال السائل يقوم على أن السيف لا يجتمع مع الرحمة! وهذا ليس بصحيح؛ فإن الجهاد بالسيف كان سببًا عظيمًا لرحمة الناس؛ حيث أزال الكثير من العوائق ومهد الطريق لمعرفة كثير من الناس بالدين الحق ودخولهم فيه أفواجًا، ونجى الله به كثيرًا من المستضعفين، وأزال به كثيرًا من مظاهر الظلم وأسبابه، وأقام به معالم العدل وأركانه، وهذا في جملته رحمة ظاهرة. وقد نص القرآن على الفتنة -وهي الكفر- أشد من القتل، ثم قال تعالى: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ} [البقرة: 193].
وليس من شرط حصول الرحمة أن تأتي بنفع محض لجميع الناس دفعة واحدة، بل يكفي أن تكون سببًا لإزالة الضرر والفساد عن أكثر الناس ولو تضرر بعضهم في معيشته، كما يكفي أن يكون ما بعدها أفضل مما قبلها، ولو بقي معها شيء من الضرر كان سيعظم ويشتدد لولا مجيئها. وراجع لمزيد الفائدة الفتوى رقم: 289012.
وعلى ذلك؛ فلا حرج في قول: إن نبينا محمدًا -صلى الله عليه وسلم- بعث بالسيف رحمة للعالمين. وإن كان إطلاق لفظ القرآن أولى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} [الأنبياء: 107].

والله أعلم.





رد مع اقتباس