عرض مشاركة واحدة
قديم 02 Jun 2015, 03:02 AM   #2
بالقرآن نرتقي
مشرفة قروب ـ رياحين الإخاء جزاها الله تعالى خيرا


الصورة الرمزية بالقرآن نرتقي
بالقرآن نرتقي غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 8317
 تاريخ التسجيل :  Jan 2010
 أخر زيارة : 08 Dec 2023 (11:50 PM)
 المشاركات : 2,584 [ + ]
 التقييم :  18
 مزاجي
لوني المفضل : Cadetblue
رد: أسبـاب زيادة الإيمان للأستاذه أناهيد حفظها الله



كم مرة بخلنا في الإحسان ونحن نحفظ {إن الله يحب المحسنين}؟!كم مرة نسينا غفلنا أنه أتت لك فرصة أن تكون في هذه اللحظة ممن يحبهم الله في هذه اللحظة تحسن فيحسن الله إليك؟ كم مرة استفزونا الناس؟ وبعد ذلك نعيش الاستفزاز ويمارس علينا ونحن نستجيب له! وكان المفروض أن هذا كله ينقطع بأن الله يحب المحسنين؛ فأحسن بكلمة واحدة فينقطع الأمر كله ثم أنجح في الاختبار وينتهي الموضوع.

قد تقول: لكن الغفلة واردة؟!
نعم الغفلة واردة ومتكررة وتحصل لا بأس، لكن من غير المعقول أن هذه الغفلة الواردة تكون من أول ما أنا أفهم إلى أن أموت وأنا لا أرجع أبداً ولا أفهم ليس منطقياً!! لكن أفهم وبعد ذلك أنسى هذا أمر أخر، ثم لازم تلاحظوا أمراً مهماً وقد ذكرناه سابقاً مراراً أن كل واحد فينا ابتلي بنقطة ضعف، هذه نقطة الضعف التي دائماً يرتد فيها ويتقدم. سبق أن مرّ علينا الحديث:((إن الله قسم بينكم أخلاقكم كما قسم بينكم أرزاقكم)) وعندما مرّ معنا اتفقنا ما المقصود بالأخلاق؟ يعني الطباع الجبلية؛ الله ـ عز وجل ـ ابتلى واحد بالغضب هذا طبعه الجبلي، وأصبحت هذه نقطة اختباره، هذا الطبع الجبلي الذي عنده ماذا يحصل له؟ يتعلم يتعلم بعد ذلك يفهم ويتقدم قليلاً بعد ذلك يرتد وبعد ذلك يجاهد ويتقدم ويرتد خلاص هذه نقطة ضعفك، لا تناقش في نقطة ضعفك كلمني عن باقي أحوالك، الأشياء العادية التي لم تبتلى فيها بطبع.

واحد ابتلي بأنه مبذر وواحد ابتلي بأنه غضوب وواحد ابتلي بأنه بخيل، هذه صفات جبلية ابتلي بها الإنسان اختبار له، ما مقدار مجاهدته فيها؟ هذه نقاط الضعف يحصل فيها أن يتقدم الإنسان ويعود، لكن أنا لا أكلمك عن نقطة الضعف هذه، هذه النقاط ممكن يبتلى الإنسان أنه شحيح وبعد ذلك هذا اليوم الذي يخرج فيه عشرة ريال قد أنجز إنجازاً يرى نفسه أنجز إنجازاً جزاه الله خيرًا، وبعد أيام يقول: لا، المفروض أن هؤلاء يعملوا ليس المفروض أن نعطيهم كذا وكذا، الآن رجع إلى الوراء بعد ما أعطى عشرة ريال رجع إلى الوراء، نقول: هذا يتردد ويذهب وكل مرة أكلمه وأزيده حتى يتحسن في النقطة هذه يجاهد فقط هذه النقطة، لكن المفروض في باقي الصفات كلما تعلم المفروض أن يتقدم، لا يبقى في مكانه في كل شيء، وإلى الوراء في كل شيء، في حب الدنيا إلى الوراء يزيد ويزيد؛ يعني هذا أمر مهم أن تفهم عن نفسك ما نقطة ضعفي؟ أحياناً نقطة الضعف عند إنسان حبه للأنس فلا يريد أن يخلو، طوال الوقت يريد أن يذهب عند هؤلاء ويخرج عند هؤلاء هذه نقطة ضعف موجودة جداً في النساء دائماً يحبوا الأنس، فكّرْ قليلاً، نقول: هذا لمن هذا طبعه سيأتي زمن لن تأنس فيه بأحد فكر في تلك الوحشة الحقيقية وابحث عن أنيس!

إن الإنسان يُعذر في تردده بين تقدم وتأخر عندما يكون الله عز وجل ابتلاه بطبع، يعني لا أقارن واحد الله ابتلاه أن يكون شحيحاً بواحد ربنا ابتلاه بأن يكون كريماً. والابتلاء بمعنى الاختبار، أقول له: انظر كيف أخوك ما شاء الله لا يأتي له راتب إلا ويدفع منه. لا يصح هذا الكلام، لماذا؟ لأن هذا لم يبتلى مثل هذا، ونقول له: أنت الشهر الذي سبق كنت متقدم ماذا حدث لك؟ يفهم أن ساحة الجهد القوي عند هذا هي هذه النقطة.

المقصد: أن العلم النافع هو علم يأخذه الإنسان ويحوله إلى يقين، ليس مجرد معلومة. كم من المرات نتكلم عن كمال صفاته؟! كم مرة نقول: ربِّ الناس، ملك الناس، إله الناس كم مرة نقول؟! أين إحساسنا بربوبيته وملكه ـ سبحانه وتعالى ـ وكمال صفاته ـ سبحانه وتعالى ـ ؟ كل هذا فيه ضعف، نتيجة معلومات لكن لا يوجد عين بصيرة ترى هذه المعلومات وتحولها إلى اليقين.

يكفي أنا وقفت عند هذه الآية والباقي سيأتي لكن أريد أن تتصوروا أثر العلم على الإنسان . أمليكم أرقام الآيات التي مضت لأنها غدًا سوف تكون موضوع نقاشنا: (مررنا على آل عمران 18، وسنمر على النساء 162 وسنمر على الإسراء 107 - 109 ،) وفي المسند وغيره من حديث أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً، سهل الله له به طريقاً إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع، وإن العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض حتى الحيتان في الماء، وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما إنما ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر))

لاحظ نحن نتكلم عن العلاقة بين الإيمان والعلم، الإيمان نهايته إلى الجنةـ نسأل الله من فضله ـ والعلم نهايته للسالك فيه للجنة، فاستووا في النهاية، فالعلم هو الذي بالإيمان الذي تكون النتيجة الدخول إلى الجنة. (وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع) لماذا هذا الوصف بالذات؟ الملائكة الذين وصفهم الله أن لهم أجنحة مثنى وثلاث ورباع يزيد في الخلق ما يشاء، وفي رواية عن جبريل: أن له ستمائة جناح !! وهم خلق الله العظيم لماذا تأتي لطالب العلم الضعيف في بنيته وقدرته يمشي على الأرض فتضع لهأجنحتها؟! يعني هذا طالب العلم لابد أن يحمل ذلاً عظيماً لله، ذل وانكسار قوي فيه الدور الذي من أجله خُلق، هو خلق عبداً، هناك أناس يخرجوا عن هذه العبودية وهذه الوظيفة، وهناك أناس يلزموا هذه الوظيفة لكنها ليست بقوة وليست بأدب، وهناك أناس عندهم قوة قيام بهذه الوظيفة عبودية ذل قلب منكسر، فهذا يرحل وقلبه منكسر لله فأتت الملائكة العظام لهذا الذليل المنكسر لربه فذلت له وضعت أجنحتها له رضًا بما يصنع تواضعاً منها لهذا المنكسر. ومما يشهد لهذا الحديث المعروف:((من تواضع لله رفعه)) فتصوري عبد يأتي منكسر ذليل يبذل جهده وأنفاسه واهتمامه في أن يعرف ربه، في أن يعرف ماذا يحب ربه؟ ماذا يحب الله؟ هذا من أعظم اهتمامات هذا العبد، من هو الله؟ هذا من اهتماماته، يسعى لذلك وهو ذليل يريد بهذا العلم أن يزداد عند ربه فكان هذا الجزاء من جنس العمل، سعى ذليلاً، فذلّ له العظماء. (وإن العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض حتى الحيتان في الماء)ولك أن تتصور كيف العلم سبب لزيادة الإيمان؛ يعني إذا الملائكة تضع أجنحتها لهذا، وإذا الحيتان في البحر تستغفر له !

من في السماوات: يعني الملائكة.
من في الأرض: عدي من في الأرض إلى أن تبلغي لأعظم مخلوق موجود في الأرض وهو الحوت، واعلم أن هذا الحوت الذي يكلموك عن عظمته وعن ارتفاعه وإلى أخره هذا له علاقة بك وأنتِ طالبة علم تطلبي العلم وتعلميه، ماذا يفعل لك؟ يستغفر لك، فمن المؤكد أن إيمانًا يزيد، يعني الملائكة وهذه الدواب التي تدب على الأرض أو التي تسبح في البحر كلها تسأل الله أن يغفر لك ذنبك، فيمشي طالب العلم على الأرض طاهراً، فإذا كان طاهراً خالياً من الذنوب، فإذاً هذا موعود بزيادة الإيمان، أصبح عمله سببًا لزيادة إيمانه.

لابد أن تتصوري العلاقة العظيمة، في الحديث الآخر: (حتى النملة في جحرها)ولذلك لا تمر عليك النملة يا طالب العلم كما يمر عليك أي شيء، ترى أنت لك علاقة بالنملة كما لك علاقة بالحوت ما علاقتك؟ هذه من بين ذكرها وتسبيحها لربها تخصّك باستغفار، فانظر كيف العلاقة العظيمة. ماذا تتصور قلب عبد وحال عبد يستغفر له هؤلاء؟ أنت تعرف كم عدد الملائكة ؟! عدد عظيم، إذا كان البيت المعمور يدخل له كل يوم في رواية مئة ألف وفي رواية سبعون ألف لا يعودون إليه مرة أخرى ! كم عددهم يعني ؟! وكل هؤلاء يستغفرون لك. ولما الأطهار يستغفرون لبني آدم ماذا تظن أنه حادث ؟ فأكيد أن يكون قلبك مهيأ لزيادة
الإيمان، لابد أن يكون هذا الطريق سببًا لزيادة الإيمان. ثم يقول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةوفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب)
كثير من يقول: أنا الآن حاسس في قلبي إيمان وحب للدين فلأدخل مباشرة على العمل لأن الناس يحسبون إنجازاتهم بكم ركعة صليت؟ وكم جزء خلصت؟ هكذا نفكر فماذا يقول الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ حتى نتجه كما ينبغي ؟ ماذا يقول ؟ (وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب) تصور واحد يعبد وواحد يطلب العلم، الذي يطلب العلم فضله على العابد كفضل القمر المنير الذي يشترك مع الكواكب في علوه وفي كونه كوكبًا ، لكن يزيد عليهم بأنه منير، ينتفع هو وينفع غيره، وهذا وجه المقارنة والفارق بين هذا وذاك.

((وإن العلماء ورثة الأنبياء لم يورثوا دينارًا ، ولا درهما إنما ورثوا العلم ، فمن أخذه أخذ بحظ وافر))
يقال لك: هذه تركة فلان هذه ورثة فلان تعال لك نصيب فيها، هكذا العلم والأنبياء، أنت الآن يقال لك: ترك لك النبي-صلى الله عليه وسلم-هذه الورثة هذه التركة، تعالي خذي نصيبك منها، من هذا أحد يأتي ويقول له: ترى فلان الفلاني العظيم ترك لك شيء من الميراث تعال وخذه؟ من هذا الذي يترك؟ ثم لما يكون هذا العظيم هو النبي الكريم على ربه، من هذا الذي يبخل على نفسه أن يقبل على الميراث؟ لكن المحروم من حرمه الله.

لابد أن هناك علة أشغلتنا عن هذا، وهذه العلة ستظهر لنا في سورة الحديد وسورة يونس وستظهر في مواطن عدة أن هناك علة أشغلتنا، والله ـ عز وجل ـ يقول {وَاللّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلاَمِ }[1] أين أنتم يقوم عن دار السلام؟ ما الذي أشغلنا عن دار السلام؟ فقط اقرأ الآيات التي قبل ستعرف ما الذي أشغلنا عن دار السلام، وهذه هي وقفات التأمل التي نرجوها، من أجل أن يتبين لنا ما الذي صرف قلوبنا عن هذا الميراث عن هذا الأمر عن هذه العلاقة. يعني تصوري تدبي على الأرض ودواب الأرض تستغفر لك تدبي على الأرض وأهل السماء يستغفرون لك، هذا كله أمر مدهش، لكن أين يذهب هذا الاهتمام؟ أين تذهب هذه الرعاية والعناية التي المفروض تكون بعد ما نعرف هذه المعلومات.

[1] سورة يونس:25







 
 توقيع : بالقرآن نرتقي





بالقرآن نرتقي


رد مع اقتباس