• والوجه الثاني : أنَّ هذه الدولة السعودية تحكم بكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، في جميع شئونها، وهذا من فضل الله عليهم وعلينا، فكيف تضغط على العلماء في إصدار الفتاوى، بل هذا يخالف الواقع؛ إذ أن المعروف والمشاهد أن العلماء يصدرون الفتاوى على حسب ما يدل عليه الدليل من القرآن والسنة دون تقيد بمذهب معين .
ونطالب كل من يدعي أن العلماء مضغوط عليهم من ولاة الأمر أن يذكروا مثالاً واحداً أفتى فيه أهل العلم بسبب الضغط عليهم، ولكن هيهات، هيهات.
وقد سئل الشيخ الفوزان – حفظه الله تعالى – : قبل فترة وزع شريط ، والشريط يتكلم فيه أحد قواد إحدى الجماعات في الأردن، يتكلم عن هيئة كبار العلماء – عندنا في البلاد السعودية – والشريط فيه نوع خبث، الذم فيما يشبه المدح يتكلم ويمدح أهل العلم عندنا، ويقول أما ما يوجد عندهم من أخطاء في بعض الفتاوى فإنما صدرت بسبب الضغوطات من ولاة الأمر في تلك البلاد والشريط وزع فلعلكم تلقون الضوء حول هذا ؟
فأجاب – حفظه الله تعالى – : الحمد لله أنه اعترف بالحق وبين فضل هؤلاء العلماء، أما قوله: أنهم يفتـون بسبب ضغوطـات فهو قول باطل وعلماء هذه البلاد – ولله الحمد – هم أبعد الناس عن المجاملات فهم يفتون بما يظهر لهم أنه هو الحق.
وهذه فتاواهم موجودة – ولله الحمد – ومدونة وأشرطتهم موجودة، فليأتنا هذا المتكلم بفتوى واحدة تعمدوا فيها الخطأ بموجب ضغط وأنهم أجبروا على هذا الشيء.
أما الكلام والدعاوى واتهام الناس فهذا لا يعجز عنه أحد، كلٌ يقوله، لكن الكلام في الحقائق (1).
__________
(1) محاضرات في العقيدة والدعوة (3/326) .