عرض مشاركة واحدة
قديم 28 Nov 2014, 01:08 AM   #4
بالقرآن نرتقي
مشرفة قروب ـ رياحين الإخاء جزاها الله تعالى خيرا


الصورة الرمزية بالقرآن نرتقي
بالقرآن نرتقي غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 8317
 تاريخ التسجيل :  Jan 2010
 أخر زيارة : 08 Dec 2023 (11:50 PM)
 المشاركات : 2,584 [ + ]
 التقييم :  18
 مزاجي
لوني المفضل : Cadetblue
رد: كيف نرضى عن الله ؟ " للأستاذة أناهيد السميرى "



المسألة الثالثة التى تُسبب عدم الرضا : تعظيم المصيبة.
تعظيم الناقص طبع لابن آدم في أن يرى ما نقص عليه عظيمًا،
والسبب في ذلك ثلاثة أمور،
فكلما رأيت شيئًا نقص عليك ورأيته عظيمًا، اعلم أن أحد هذه الثلاثة أمور شاركتك في هذه المشاعر
:

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة1 . المحيط، والناس، والعادات و التقاليد، والمجتمع.
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة2 . الطمع.
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة3.الجهل، أن يكون جاهلاً.

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نبدأ بتفصيل النقطة الأولى:
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة1. (المحيط و العادات و التقاليد).
في كثير من الأحيان تحصل أحداث على خلاف الهوى، لكن فقدان هذا الشيء في إتمام هذا الشيء لا شيء.
مثال: يمكن أن يتزوج ابني أو ابنتي دون أن يكون هناك فرحٌ كبير، أو أن هذا مانع للزواج،
كنّا قد خطّطنا أن نقيم زواجًا وكل شيء، ولأيّ ظرف كان ما استطعنا،
فطيلة الوقت العروسان والأهل يندبون حظّهم أنهم ما استطاعوا أن يقيموا الزواج،
ما السبب؟ كل الناس المحيطين حولهم يقولون: كيف ستزوجون ابنكم الأول دون حفل زواج ؟ لا يصح هذا!،
في شرع مَن لا يصح هذا؟! هل هم لا يستطيعون أن يتزوجوا ويقيموا بيتًا إلا إذا أقاموا هذا الحفل العظيم؟!
وكل الناس ينظرون لهم بنظر النقص، وأنكم مساكين وليس لكم حظّ، وحظّك في ابنتك الأولى يا خسارة!
ومن هذا الكلام الذي يشعرك أن مصيبة عظيمة حلّت عليك!
ثم تعال،
ما المشكلة؟ ما بالكم تتكلمون عن أن مصيبة عظيمة حصلت؟
قال: "لأن ابنتنا ستتزوج ولم نستطع عمل هذا كله" وهل هذا من شروط نجاح الزوج؟! ربما العكس،
فلا تفعل لهم هذا الأمر العظيم لأن
أَعْظَمُ النِّسَاءِ بَرَكَةً أيسرهنّ مَؤُونَةً، فالمسألة أصبحت عكسية!
في كثير من الأحيان يكون
الناقص لا شيء ولا يكدر الحياة، والناس الذين حولك يوصلون لك مشاعر أن المفقود هذا شيئًا عظيمًا،
وكأن لا شيء بدون هذا الشيء! اتركهم، حرِّر المسائل واجعل عندك عقلاً،
هل هو حقيقة مفقود أو لا يُعتبر شيئًا ؟ وعلى ذلك قِس،
كم مِن ناس عندهم قدرة أن يكون لهم بدل الخادمة اثنتين، والزوج غير موافق،
وكل الجيران يقولون لهم: لو أنا مثلك أطلب، لماذا يحبس عنك الأموال؟!، وهي قادرة على أن تخدم أهل بيتها،
ثم تلزم طلب الحول والقوة من الله. هل أنسى كل فضل وإكرام هذا الزوج والاستقرار العائلي وأقلب الدنيا لأجل هذا الشيء؟
وكل الناس يقولون لك: (الذي هو أقل منك مستوىً عنده!) أرأيتم كيف يحدد لك المجتمع إذا كان هذا شيئًَا عظيمًا أو لا؟
ألقهم وراء ظهرك
ولذلك اترك هذه الاستشارات الأسرية الداخلية في البيوت والمجالس، هؤلاء لو صمتوا -جزاهم الله خيرًا- لحُلّت كثير من مشاكل المجتمع
.
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة2 .الطمع.
من الأسباب التي تجعلك ترى المفقود كل شيء أنك طمعان، فقد أعطاك الكثير،
وأنت على هذا الناقص القليل ترى أن الحياة كدرت!
فقد يقدّر الله -عز وجل- على بعض الأشخاص أن ينقص عليهم شيء من الحياة،
وإذا نقص عليك شيء، نقص على غيرك شيء،
ثم أنه لما يُنقِص عليك يعطيك ويكملك، فكم من أعمى قوّى الله -عز وجل- فيه عقله وذكاءه،
قوّى فيه سمعه ودقته،
ألا ترى مِن أمثال هؤلاء الشيخ ابن باز -رحمه الله-؟
فكان يُقرأ عليه أمثال صحيح البخاري ثم يقوله سَرْدًا من قوة ما معه من ذاكرة -رحمه الله-،
فهذا كله يُعْلِمْك أنه قد يكون هناك مفقود لكن يقابله عطاء أكثر، فلا تكن طامعًا،
ووجود هذا لم يكن ينفعك،
وعلى هذا ذرية غير موجودة، بيت ملك غير موجود ..الخ لا تطمع،
اقبل بما أعطاك الله إياه
.

أذكركم بقصة قديمة: أن مَلكًا كان عنده خادم ووزير، فكان الملك يرى ما في خادمه مِن سعادة،
و يرى ما في نفسه مِن كدر، وكان يرى الخادم لا شيء عنده، فما باله سعيد و أنا الملك عندي وعندي ولست سعيدًا؟!
فسأل الوزير: ما بال الخادم أسعد مني في حياته؟ فقال له الوزير: جرِّب معه قصة التسعة والتسعين،
ضع 99 دينارًا عند بابه في الليل واطرق بابه وانظر ماذا يحدث.
فعل الملك ماقاله له، أخذ الرجل تلك الـ 99 دينارا، فلما عدها قال: (أكيد أن الدينار الباقي وقع في الخارج)
فخرج هو وأهل بيته كلهم يفتشون، فذهب الليل عليهم، فغضب الأب، يبحث وما وجد، فثار عليهم على دينار بعد أن كان هادئًا!
وأصبح اليوم الثاني متكدّر الخاطر؛ لأنه لم ينم الليل! فذهب إلى الملك فعلم الملك ما معنى الـ 99:
أنك تنسى 99 نعمة في حق الله وتخرج تبحث ليلك كله على نعمة مفقودة!
مابالك تطمع هذا الطمع؟!
استمتع بالتسعة والتسعين ثم إن عِوض هذه المفقود جنات النعيم إذا صبرت
.

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة3 . الجهل.
جهلك بأن الحياة تسير بدون هذه الأشياء، جهلك أنك يمكن أن تنجح لكن ليس من هذا الطريق،
جهلك أن الذي يصلح لك ولقدراتك هذا العطاء وليس هذا، جهلك أنه لا يصلح لك جيران من هذا النوع،
جهلك أنك لا تستطيع أن تمسك هذه القيادة
.
تريد أن تكون مديرًا وتترقّى لكنك جاهل لا تصلح أن تكون مديرًا،
ما دمت في مكانك هذا فسمعتك طيبة، لو أصبحت مديرًا ستتشوه سُمْعتك!
لأنك لست على قدر تلك المسؤولية، فأنت جاهل بما يصلحك فلا تطمع،
لا ترى أن المفقود كل شيء لأنك جاهل ما هو هذا الشيء المستقبلي؛ لأننا لما نكون جهالاً وتكون لدينا مطامع ورغبات ولا نجدها،
بسبب جهلنا تتكدر حياتنا، لأننا لانعرف أن ما حُجب عنا فيه الخير الكثير
.

أسأل الله لي ولكم أن نكون من الراضين عنه -سبحانه وتعالى- ومن الموفقين في عبادته كما يحب ويرضى.
انتهى اللقاء ولله الحمد والمنة.

تم بحمد الله



 
 توقيع : بالقرآن نرتقي





بالقرآن نرتقي


رد مع اقتباس