عرض مشاركة واحدة
قديم 28 Nov 2014, 01:07 AM   #3
بالقرآن نرتقي
مشرفة قروب ـ رياحين الإخاء جزاها الله تعالى خيرا


الصورة الرمزية بالقرآن نرتقي
بالقرآن نرتقي غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 8317
 تاريخ التسجيل :  Jan 2010
 أخر زيارة : 08 Dec 2023 (11:50 PM)
 المشاركات : 2,584 [ + ]
 التقييم :  18
 مزاجي
لوني المفضل : Cadetblue
رد: كيف نرضى عن الله ؟ " للأستاذة أناهيد السميرى "



نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةالمسألة الثانية التى تُسبب عدم الرضا عن الله : النسيان.
وأخبر الله -عز وجل- عن هذه الصفة في بني آدم
كما في سورة طه: {وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا}
النسيان وما أدراك ما النسيان! ماذا نقصد بالنسيان؟
نسيان النعم
وهذا النسيان ابتلينا به مِن عند آدم -عليه السلام-

هذه علة عليلة كلنا نشترك فيها " نسيان النعم "
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةما تفاصيل هذا الطبع ؟
نحن عندنا ذاكرة، المفروض أن نغتنمها في أن نُبقِي الذكر الحسن لربنا،
كل مرة أخرجك الله مِن الأزمة لا تتذكر الأزمة، تذكر الإخراج،
ولك في ذلك سلفٌ حسن، يوسف -عليه السلام- قال في وصف الأحداث؟
{وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ}
ما قال: ودخلت وخرجت، فقط تكلم عن الخروج،
فهكذا العبد الراضي عن ربه الذي يعلم أن ربّه لطيف، عنده ذاكرة حسنة،
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة ذاكرة: كيف خرجنا من الأزمة.نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
كل آخر شهر يمر ذوي الدخل المحدود بالأزمات ويخرجهم الله، ويأتيهم الرزق مِن حيث لا يحتسبون،
ويجدون مائة أو مائتين محشورة هنا أو هنا، فتكون فرجًا عظيمًا،
أو يأتيهم أحد يقول لهم: استدنت منكم قبل سنتين، فنقول: تعال جزاك الله خيرًا، وهناك مشاعر بهجة أن فرجًا أتى.
فتأتي الشهر القادم وقد فُرّج عنك الشهر الماضي فتقول: هل كل مرة ستُعاد الكرة وسيأتي شخص استدان منا؟!
فبدلًا من أن تزداد ثقة بالملك الرزاق يُنسيك الشيطان الفرج الأول، وليس ذلك فقط، بل يجعله لا شيء،
يجعله بسبب الدين الماضي، لكن مَن ذكّره في ذاك الوقت بالدين؟
كيف قلبت الصفحات فوجدت هذه الـ 100 ريال داخل الكتاب؟
مالُك قد يكون محبوسًا عند أشخاص فيأتيك الله به في الوقت المناسب،
فالنسيان طبع ابن آدم.
نحن نستخدم ذاكرتنا في الأحزان، نطرب بإعادة سلسلة الأحزان، وكل شخص له دفتر يكتب فيه مآسيه!
على مَن تكتب مآسيك ؟! على الرحمن الرحيم ؟! على الملك القدوس السلام؟!
على الجبار الذي جبر قلبك؟! هل لما يجبر قلبك وينسيك تقوم أنت تقلب صفحات الأسى ؟!
وهذا الكلام أخُص به الشباب؛ لأن الشيطان قد تخبطهم، شياطين الإنس والجن بالطبع،

و هناك مَن رسم لهم رسما. في كثير من دفاتر الشباب التي أطّلع عليها في المناسبات كلامًا لو حاسبنا الله عنه لذهبت بركات البلاد والعباد!
لماذا ؟ كلها كفران بالنعمة ،
لا تكلمك إلا عن شخص كأنه في سجن كبير و قحط عظيم!
ما هكذا تعامل ربك!
حتى أنك تحرر الأسى ولا تحرر كيف أكرمك وأنعم عليك وأعطاك وأغناك وجعلك محفوظ النسب ومكرمًا وجعلك من أهل السنة والدين طريقك!
هل كل هذا تنساه ولا تذكر إلا ما نقص من هواك ؟!
نعم يمر الناس بأزمات لكن أليس لهذه الأزمات الرب الكريم الذي يخرجك منها؟
فعندما تريد أن تتذكر وتُبقي لك ذاكرة تذكر عطاءه ورحمته، لا أن تبقي في ذاكرتك كل الأسى الذي عشته!
عشت قبل 10 سنوات أسى وها أنا أراك بصحة جيدة فما بالك لا تذكر عطاياه؟ ما بالك تنسى
{وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ} ؟ أين أنت من هذه الآية ؟
الأسى إنما هو منزلة عالية، كل ما مررت به من آلام لن يذهب، ستجده في الصفحات مكتوبًا صبرًا يعليك في منازل الجنة،
لا تتصور أن ربك ينسى شيئًا {فِي كِتَابٍ لَا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنْسَى} ،
لكن لا تُبقي في كتابك وذاكرتك إلا ما يزيدك رضا عن الله.
لماذا لما ندخل الأماكن لا يذكر أهلها في هذه الأماكن إلا ما آساهم؟
نكون عشنا 10 سنوات حياة طيبة ثم افترقنا على نوع أسى، فلماذا لما أراك بعد عشر سنوات لا أتذكر إلا مقطع الأسى؟!
ماذا عن مقطع الآمال والحياة الطيبة التي عشناها؟! هل كلها تذهب؟! هذه ليست فقط صفة النسيان،
بل أيضًا
صفة النكران والجحود، فخَف الله في نفسك وأبنائك

تكون المرأة متزوجة منذ 30 أو40 عامًا ولا تذكر زوجها إلا بسوء! أبعد هذه العشرة وهذا العمار؟! أتظنّ أن حياة تخلو من كدر؟!
ألم تعرف وصف الحياة ووصف خلقك؟ {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ}
لا يمكن أن تأتي الحياة مخالفة لذلك وهذه سنة الله، والكبد هذا مؤقت، كلها 60 أو 80 سنة، كلمح البصر،
كأنك دخلت مِن باب وخرجت من الآخر، ثم -نسأل الله عز وجل من فضله- الخلود في جنات النعيم.
مرحلة تعيشها فلا تكلمني عن الأسى الذي فيها،
كلمني عن العطايا واللطف والنقل من ضعف إلى قوة ومن جهل إلى علم، كل شيء يمشي من أجل أن يوصلك إلى الله

فهل تنكر نعمة الله؟! هل تنكر أن علمًا انتشر؟! هل تنكر أن جهلاً انكشف؟
هل تنكر أن طعامًا تأكله من أطايب الطعام؟! هل تنكر أن كل نعيم من نعيم أهل الدنيا تراه؟

وكل هذا غمضة عين، اسأل أنعم أهل الدنيا، سيخبرك أن ما مضى من نعيم كالحلم!
اذهب واجمع أموالك واسكن في أفخم فندق، 7 نجوم،
واجلس خمسة أيام ثم اخرج في اليوم الخامس، هذه الـ 5 أيام لا شيء،
لا جدران الفندق ستحملها معك، ولا الفخامة التي فيها ستكون سببا لسعادتك في مستقبل الأمر، ولا أي شيء،

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة وهكذا الدنيا نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
كمُقيم في نعيم فغادره سريعًا! فإذا كانت متاع الغرور فما بالك لا ترى فيها عطاء الله؟! ما بالك تنظر فقط للنقص؟!

هذه الصفة: (نسيان عطايا الله) توصل العبد أحيانًا إلى جرائم في حق الربّ، وإلى سبّ لله،
و إلى أن يكون جحودًا كفورًا بنعمة الله،
فلا تكن مثل هذا.

ألا ترى أن الله في سورة الإنسان قسم الناس إلى قسمين : {إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا}
ثم انظر إلى ما وراءك وكيف نقلك الله وأعطاك الله، وكيف أنه سبحانه وتعالى حفظ عليك بدنك وسمعك وبصرك،
وأهمّ مافي هذا كله أنه حفظ عليك قلبك، فهذه كلها من النِّعَم التي تُذكر فتُشكر.

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

لا تجعل لك ذاكرة سيئة عن الحياة، اجعل لك ذاكرة طيبة عن أفعاله -سبحانه وتعالى-،
هو الذي شرح صدرك ومتّعك بالصحة و العافية، وأنامك بلا قلق، وأحياك بلا تعب
.
والله كثير ممن يأكلون لا يعرفون معنى أن تأكل هنيئًا مريئًا!
هذه القناة التي تدخل فيها اللُّقمة كم من ميّت مات بسبب اختناقه في هذه المنطقة!
كم من شخص من المرضى والله لا يهنؤون بلقمة يأكلونها، لا تصل اللقمة للمريء أبدًا، هؤلاء الأشخاص بالآلاف،
يرى الناس يأكلون وما يستطيع أن يأكل إلا سوائل، وبالماء يَشْرَق!

لابد أن نستعرض كمية الأمراض التي تتصل بأن تأكله هنيئًا مريئًا.
أنت تأكل متى تريد ومتى تشتهي، وهذا مسكين يقول: إذا كان هذا مصنوعًا من الدقيق فلا أستطيع أن آكله لأنه يتجمع فينقبض في المريء،
و إذا كان مصنوعًا من كذا فلا أستطيع أن آكله" إلى هذه الدرجة !
ثم أن مثل هؤلاء غالباً لا يستطيعون أن يأكلوا إلا شيئًا مُسكّرًا ليذوب سريعًا في الفم، ويكون مصابًا بالسكر فلا يستطيع أن يتهنأ به!
فتجده يأكل على أضيق المسائل، وأنت تأكل ما تريد، وقتما تريد، دون أن تفكر!
أليست هذه نِعَم ؟!
مشاهد بسيطة من مثل هذا تجعلك تعرف ما قيمة ما أُنعم عليك،
لكن مصيبة النسيان تجعل العبد بمجرد أن يأتي شيء على غير هواه ينسى كل النعم التي كان فيها وينسى كل فضل الله عليه،

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة فاجعل هذه ذاكرة تجترّها ليلاً ونهارًا : " حفظك ، جعلك من أهل الإسلام ، كل مفقود لاشيء مادامت الفتنة ليست في ديني،
كل شيء لا يساوي شيئًا مادمت لازلتُ حيًّا أستطيع أن أتوب وأعود وأشتري جنات النعيم بهذه الساعات الباقية من حياتي
."
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

لابد تفهم أن النسيان علّة عليلة أخذت القوم بعيدًا وخصوصًا النساء أصحاب المشاعر الفياضة ، وقت الآلام نعبّر تعبيرًا لا ينتهي،
يأتي شخص يقول لك: أنا عاجز عن أن أصف لك المشاعر التي مرّت عليّ في هذه الأزمة،
ويجلس ساعة كاملة يصف فقط مشاعره في الأزمة، ثم ماذا بعد أن خرجت؟ صف لي مشاعرك بعد الأزمة؟!
يقول: أنا عاجز عن أتكلم، ويسكت! هذا الذي يحصل! .
حتى لما تجد شخصا يتكلم عن فرج الله يختصر، و لما يتكلم عن المصيبة التي وقع فيها يفصّل بدقة!
فما بالك تتكلم عن الكريم الرحيم بهذا الأسلوب ؟ ثم أننا غالبا ننسى،
فيقول لك: السيل، المطر، الرياح، السحاب، فعل وفعل، وكأن هذه ليست مُسخرة، وكأنها ما وراءها مَن أرسلها!
فحالات النسيان التي نعيشها سبب لما نراه من عدم الرضى.

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةأريد أن نجمع عاملين إلى هنا:
1.
ادفع هواك و لا تجعله حاكمًا على أفعال الله، اختيار الله خير من اختيارك.
2.
نظِّف ذاكرتك واجعلها قويّة فيما عشته مِن التفريج والخروج مِن الأزمات، وفي المواقف التي عاشها مَن حولك في مثل هذا.

لما تجلس في مجلس لا تكلم الناس عن أقدار وَقَعَت مِن الله على الخلق مِن جانب السوء،
كلمهم عن أقدار وَقَعَت من الله على الخلق وكيف فرجها عليهم، حدّث بنعمة الله.
وإذا وجدت قومًا يخيفونك مِن الكريم العليم بأن مصيبةً ستحصل، وجفافًا سيكون،
وغرقًا سيكون -إلى آخر الكلام الذي تسمعه-
كن مؤمنًا به وبرحمته، وكن على يقين أن استغفارًا وتوبة سبب لتفريج هَمٍّ واقع
.
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةاتفقنا على أمرين:
1_ انتبه لهواك، ولاتجعله حَكَمًا على أفعال الله، ولا تجعله سببا للرضا والسخط.
2_ قَوّي ذاكرتك واجعلها في الخير والبركة، وادفع عنك ذاكرة الأحزان.

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

مِن النعم أن تكون ممن ينسى فينسى الأحزان ويُبقي فقط مواطن الفرج التي تزيدك ثقة،
فالذي ذاكرته قوية في هذا الأمر لما تأتيه أزمة مثل التي أتت قبل 4 أو 5 أو 10سنوات له ولم يكن له شيء يعطيه أولاده،
ثم يتذكر أني كنت مثل هذا وأسوأ ففرجها الله، فيأتي أولاده يسألونه: ماذا سنفعل؟!
فيقول: "والله ليرزقنا الله، والله سيفرجها الله علينا، والله أن فرجه آتٍ وسيأتي أقرب ما يكون
ومثل هذا الواثق إذا أقسم على الله أبرَّه، تجده على يقين وثقة بالله،
ليس في ذاكرته عن الله إلا كل خير لا عن فلان وفلان؛ لأن فلانًا أعطاني اليوم لكنه لن يعطيني غدًا،
لا تحتفظ بذاكرتك اتجاه الناس وتقول: دعني أخرج من ذاكرتي الطبيب الذي كنا معه أو المدير الذي عاشرناه فربما ينفعنا. تبحث عنه فتجده ميّتًا!
فيُقال لك: {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ}
واترك عنك الخلق المرزوقين، وثِق بالرَّزَّاق الكريم -سبحانه وتعالى-.


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

يُتبع ...........



 
 توقيع : بالقرآن نرتقي





بالقرآن نرتقي


رد مع اقتباس