عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 05 Nov 2014, 03:50 AM
نور الشمس
** أم عمـــر **
وسام الشرف - مشرفة قروب - أخوات البحث العلمي - جزاها الله تعالى خيرا
نور الشمس غير متصل
Saudi Arabia     Female
لوني المفضل Olivedrab
 رقم باحث : 13417
 تاريخ التسجيل : Dec 2012
 فترة الأقامة : 4717 يوم
 أخر زيارة : 21 Aug 2023 (03:12 PM)
 المشاركات : 8,847 [ + ]
 التقييم : 35
 معدل التقييم : نور الشمس is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
هل الجن المسخرة لسليمان عليه السلام مؤمنين أم كفرة عصاة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟



بسم الله الرحمن الرحيم

سؤال عن الجن الذين سخرهم الله لسليمان عليه السلام


سألت إحدى الأخـوات : هل الجن الذين سخرهم الله - عز وجل - لسيدنا سليمان عليه السلام - كانوا من المؤمنين أم من الكفرة العصاة ؟؟

أنا قرأت أنهم كانوا من العصاة بدليل قوله تعالى ( فما دلهم على موته إلا دابة الأرض تأكل من سأته فما خر تبينت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب مالبثوا في العذاب المهين )

وأن الله - عز وجل - لا يضع عباده المؤمنين من الجن في العذاب المهين .

فهل كانوا عصاة ؟؟؟؟

بارك الله فيكم .



_________


الجواب :

أولاً : بورك فيك

العصاة يُطلقون – غالباً - في مقابل التّقاة والكفار يُطلقون في مقابل المؤمنين


ثانياً :

الجن اسم جنس يشمل المؤمنين ، ويشمل الكفار وكفار الجن يُطلق عليهم الشياطين

قال سبحانه : ( وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَـكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ ) الآية .

وقال سبحانه وتعالى : ( وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَآئِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ )

وقال جل جلاله : ( إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ )

والآيات في هذا كثيرة ، وفيها دليل على أن اسم الشياطين يُطلق على كفرة الجن


ومن خلال الآيات تتبيّن الإجابة عن سؤالك

قال تبارك وتعالى عن تسخير الجن لسليمان عليه الصلاة والسلام : ( وَمِنَ الشَّيَاطِينِ مَن يَغُوصُونَ لَهُ وَيَعْمَلُونَ عَمَلاً دُونَ ذَلِكَ وَكُنَّا لَهُمْ حَافِظِينَ )

ثم المتأمل في دعوة نبي الله سليمان حينما قال : ( رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لاّ يَنبَغِي لأَحَدٍ مِّنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ )

فاستجاب الله دعائه فقال سبحانه : ( فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاء حَيْثُ أَصَابَ * وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاء وَغَوَّاصٍ * وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الأَصْفَادِ )

وقد صلى النبي صلى الله عليه وسلم صلاة ثم قال : إن الشيطان عرض لي فشدّ عليّ ليقطع الصلاة علي ، فأمكنني الله منه ، فَذَعَتـّهُ ، ولقد هممت أن أوثقه إلى سارية حتى تصبحوا فتنظروا إليه ، فذكرت قول سليمان عليه السلام : رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي ، فرده الله خاسيا .[ ذعته : خنقته ]

وفي رواية : إن عفريتاً من الجن .

فالتعبير هنا بتسخير الشياطين يدل على أن المُسخّرين هم كفرة الجن .

والتعبير في الآية الأخرى بـ ( الجن ) يدل على أن الجميع قد سُخّروا له

قال سبحانه : ( وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ )

وقوله : ( وَمِنَ الْجِنِّ مَن يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَن يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ )

فَدَلّ هذا على أن الجن ( مؤمنهم وكافرهم ) قد سُخِّروا لنبي الله سليمان عليه الصلاة والسلام .

وأن الوعيد بالعذاب واقع على من يزغ عن أمر ربِّه ، ويخرج عن طاعة نبيّه .

وأما قوله تعالى : ( فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلاّ دَابَّةُ الأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَن لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ )

فالتعبير هنا بـ ( الجن ) يشمل مؤمنهم وكافرهم .

والمقصود بالعذاب المهين هو العذاب المُذِلّ في العمل الشاق وقد لبثوا سنة كاملة في ذلك العمل الشاق ، كما قال أهل التفسير .

فائدة :

في قرية ( لينة ) في شمال المملكة توجد آبار ضيقة محفورة في صخور صلبة بأشكال متقنة ، وهي آبار كثيرة .

وقد ذكر ياقوت الحموي في معجم البلدان أن الجن حفروها لنبي الله سليمان عليه الصلاة والسلام ، وأنها تزيد على ثلاثمائة بئر .

قال ياقوت : و ( لِينَة ) موضع في بلاد نجد ، وبها ركايا عادية نقرت من حجر رخو ، وماؤها عذب زلال .

يُقال : إن شياطين سليمان احتفروه ، وذلك أنه خرج من أرض بيت المقدس يريد اليمن فتغدّى بلينة ، وهي أرض خشناء ، فعطش الناس وعز عليهم الماء ، فضحك شيطان كان واقفا على رأسه ! فقال له سليمان : ما الذي يضحكك ؟ فقال : أضحك لعطش الناس ، وهم على لجة البحر ، فأمرهم سليمان فضربوا بعصيهم ، فأنبطوا الماء . انتهى .

فهذا – إن صح الخبر – من تسخير الجن لنبي الله سليمان عليه الصلاة والسلام .

وهذا من جُملة العمل الشاق الذي كُلّفت به الجن ، وهو داخل في عموم ( العذاب المهين ) .

والله أعلم .

ويبدو لي الآن أن هذا السؤال مما عدّه العلماء من التّكلّـف .


كتبه
عبد الرحمن بن عبد الله بن صالح السحيم


http://www.saaid.net/Doat/assuhaim/fatwa/60.htm




 توقيع : نور الشمس



قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى:

‏🌱 اجعل نفسك دائماً في تفاؤل والذي يريده الله سيكون

‏ وكن مسروراً فرحاً واسع الصدر ،،

‏فالدنيا أمامك واسعة والطريق مفتوح ✨

‏فهذا هو الخير ،،،

‏ 📚 شرح رياض الصالحين - ج4 ص87

🦋🍃

رد مع اقتباس