الموضوع
:
الورع وترك الشبهات ..
عرض مشاركة واحدة
#
1
03 Nov 2014, 11:07 AM
فراشة الربيع
وسام الشرف - قروب ـ رياحين الإخاء جزاها الله خيرا
SMS ~
[
+
]
اللهم لا تصعب علينا أمرآ ، ولا تؤخر لنا دعوة ، وارضنا بجميل قدرك علينا..
لوني المفضل
Cadetblue
رقم باحث :
12360
تاريخ التسجيل :
May 2012
فترة الأقامة :
4937 يوم
أخر زيارة :
28 Jul 2017 (08:48 PM)
الإقامة :
القاهرة
المشاركات :
2,344 [
+
]
التقييم :
19
معدل التقييم :
بيانات اضافيه [
+
]
الورع وترك الشبهات ..
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الورع وترك الشبهات
** ~ ** ~ ** ~ ** ~ ** ~ **
عن النُعمان بن بشيرٍ رضي الله عنهما قالَ: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقُولُ:.
((.إن الحلالَ بينٌ ، وإن الحرام بينٌ، وبينهما مُشتبِهاتٌ لا يعلمهن كثيرٌ من الناسِ، فمن اتقى الشبُهاتِ؛ استبرا لدينه وعرضهِ، ومن وقع في الشبهاتِ؛ وقع في الحرام، كالراعي يرعى حول الحمى يُوشك أن يرتع فيه، ألا وإن لكلّ ملكٍ حمى، ألاَ وإنَّ حمى الله محارمهُ، الاَ وإن في الجسد مضغةً إذا صلحت؛ صلح الجسدُ كلهُ، وإذا فسدت: فسد الجسد كلهُ: ألا وهيَ القلبُ)).
متفق عليه.
** ~ ** ~ ** ~ ** ~ ** ~ **
الشرح.:
قسم النبي صلى الله عليه وسلم الأمور إلى ثلاثة أقسام: حلال بيّن، ومشتبه..
** ~ ** ~ ** ~ ** ~ ** ~ **
الحلال البيّن؛ كحلَّ بهيمة الأنعام، والحرام البين؛ كتحريم الميتة، والدم، ولحم الخنزير، وما أشبه ذلك، وكلّ ما في القرآن من كلمة.((.أحلَّ))فهو حلال، ومن كلمة.((حرّم)).فهو حرام، فقوله تعالى:.(.وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ.)(البقرة: 275).هذا حلال بيّن، وقوله تعالى:.(.وَحَرَّمَ الرِّبا.)(البقرة: 275)هذا حرامٌ بيّن..
** ~ ** ~ ** ~ ** ~ ** ~ **
هناك أمور مشتبهات تخفى على الناس، وأسباب الخفاء كثيرة، منها ألا يكون النصُّ ثابتاً عند الإنسان، يعني يتردد: هل يصح عن الرسول عليه الصلاة والسلام أو لا يصح، ثم إذا صح قد تشتبه دلالته: هل يدل على كذا أو لا يدل؟ ثم إذا دلّ على شيء معين فقد يشتبه: هل له مخصص إن كان عاماًّ؟ هل له مقيد إن كان مطلقاً؟ ثم إذا تبين قد يشتبه: هل هو باقٍ أو منسوخ..
** ~ ** ~ ** ~ ** ~ ** ~ **
المهم أن أسباب الاشتباه كثيرة، فما هو الطريق إلى حل هذا الاشتباه؟ والجواب: أن الطريق بينه النبي صلى عليه الصلاة والسلام فقال:.((.فمن اتقى الشبهات؛ استبرأ لدينه وعرضه)).من أتقاها يعني تجنبها إلى الشيء الواضح البيّن؛ فقد استبرأ لدينه وعرضه..
** ~ ** ~ ** ~ ** ~ ** ~ **
استبرأ لدينه: حيث سلم من الوقوع في المحرم. ولعرضه: حيث سلم من كلام الناس فيه؛ لأنه إذا أخذ الأمور المشتبهة؛ صار عرضة للكلام فيه، كما إذا أتى الأمور البينة الواضح تحريمها..
** ~ ** ~ ** ~ ** ~ ** ~ **
ثم ضرب النبي صلى الله عليه وسلم مثلاً لذلك بالراعي راعي غنم أو إبل أو بقر.((.يرعى حول الحمى)).يعني حول الحمى الذي حماه أحد من الناس لا يرعى فيه أحد، ومعلوم أنه إذا حمي؛ ازدهر وكثُر عشبه أو كثر زرعه؛ لأن الناس لا ينتهكونه بالرعي، فالراعي الذي يرعى حول الحمى، يوشك أن يقع فيه؛ لأن البهائم إذا رأت الخضرة في هذا المحمي، ورأت العشب، فإنها تنطلق إليه وتحتاج إلى ملاحظة ومراقبة كبيرة..
** ~ ** ~ ** ~ ** ~ ** ~ **
ومع ذلك لو لاحظ الإنسان وراقب، فإنه قد يغفل ، وقد تغلبه هذه البهائم، فترتع في هذا الحمى.((.كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يقع فيه))..
** ~ ** ~ ** ~ ** ~ ** ~ **
ثم قال صلى الله عليه وسلم :.((.ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت ؛ صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب))...
** ~ ** ~ ** ~ ** ~ ** ~ **
((.مضغة)).يعني قطعة لحم صغيرة بقدر ما يمضغه الإنسان، صغيرة لكن شأنها عظيم، هي التي تدبر الجسد.((.إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله)).ليست العين، ولا الأنف، ولا اللسان، ولا اليد، ولا الرجل، ولا الكبد، ولا غيرها من الأعضاء، إنما هي القلب، ولهذا كان الرسول عليه الصلاة والسلام يقول:.((.اللهم مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك، اللهم مصرف القلوب صرَّف قلوبنا إلى طاعتك))..
** ~ ** ~ ** ~ ** ~ ** ~ **
فالإنسان مدار صلاحه وفساده على القلب. ولهذا ينبغي لك أيها المسلم أن تعتني بصلاح قلبك، فلاح الظواهر وأعمال الجوارح طيب، ولكن الشأن كل الشأن في صلاح القلب، يقول الله عن المنافقين:(وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ.) (المنافقون: 4).(وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ.).من الهيئة الحسنة، وحسن عمل الجوارح، وإذا قالوا ، قالوا قولاً تسمع له من حسنه وزخرفته، لكن قلوبهم خربة والعياذ بالله.(.كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ.)(المنافقون: 4) ليس فيها خير..
** ~ ** ~ ** ~ ** ~ ** ~ **
فأنت اعتنِ بصلاح القلب، انظر قلبك هل فيه شيء من الشرك؟ هل فيه شيء من كراهة ما أنزل الله؟ هل فيه شيء من كراهة عباد الله الصالحين؟ هل فيه شيء من الميل إلى الكفار؟ هل فيه شيء من موالاة الكفارة؟ هل فيه شيئاً من الحسد، هل فيه شيء من الغل؟ هل فيه شيء من الحقد؟ وما أشبه ذلك من الأمراض العظيمة الكثيرة في القلوب، فطهر قلبك من هذا وأصلحه، فإن المدار عليه..
** ~ ** ~ ** ~ ** ~ ** ~ **
(أَفَلا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ).(وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ).(إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ).(العاديات:9-11)، هذا يوم القيامة، العلم على الباطن، في الدنيا العمل على الظاهر، مالنا إلا ظواهر الناس، لكن في الآخرة العمل على الباطن، أصلح الله قلوبنا وقلوبكم..
** ~ ** ~ ** ~ ** ~ ** ~ **
قال تعالى:.(يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ).(الطارق:9). (تُبْلَى).يعني تختبر السرائر فمن كان من المؤمنين؛ ظهر إيمانه، ومن كان من أهل النفاق؛ ظهر نفاقه والعياذ بالله..
** ~ ** ~ ** ~ ** ~ ** ~ **
لذلك أصلح قلبك يا أخي، لا تكره شريعة الله، لا تكره عباد الله الصالحين، لا تكره أي شيء مما نزَّل الله، فإن كراهتك لشيء مما نزَّل الله كفر بالله تعالى، نسأل الله لنا ولكم الهداية والتوفيق والصلاح..
** ~ ** ~ ** ~ ** ~ ** ~ ** ~ **
وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
** ~ ** ~ ** ~ ** ~ ** ~ ** ~ **
تقبلوا تحياتي
ولا تنسوني من صالح دعائكم
فراشة الربيع
•
أريد أن أتوب .. ولكن .. !!
•
هنيئا لك أخي المسلم هذه الثمرات !
•
شرح الصدور .. بما لا ينفع الأموات بالقبور .
زيارات الملف الشخصي :
926
إحصائية مشاركات »
فراشة الربيع
المواضيـع
الــــــردود
[
+
]
[
+
]
بمـــعــدل : 0.47 يوميا
وسائط MMS
فراشة الربيع
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى فراشة الربيع
البحث عن المشاركات التي كتبها فراشة الربيع