|
خطأ يقع فيه البعض عند قراءة سورة (التكاثر )
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ
أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ [1]حَتَّىٰ زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ[2]كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ[3]ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ[4]كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ[5]لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ[6]ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ[7]ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ[8]
قال تعالى: {{ كلا لو تعلمون علم اليقين <> لترون الجحيم <> }} {لترون}
هذه الجملة مستقلة ليست جواب «لو» ولهذا يجب على القارىء أن يقف عند قوله:
{{ كلا لو تعلمون علم اليقين}}
ونحن نسمع كثيراً من الأئمة يصلون فيقولون {{كلا لو تعلمون علم اليقين لترون الجحيم}}
وهذا الوصل إما غفلة منهم ونسيان، وإما أنهم لم يتأملوا الآية حق التأمل، وإلا لو تأملوها حق التأمل لوجدوا أن الوصل يفسد المعنى لأنه إذا قال
{{ كلا لو تعلمون علم اليقين لترون الجحيم }}
صار رؤية الجحيم مشروطة بعلمهم، وهذا ليس بصحيح، لذلك يجب التنبه والتنبيه لهذا من سمع أحداً يقرأ {{ كلا لو تعلمون علم اليقين لترون الجحيم }}
ينبه ويقول له: يا أخي هذا الوصل يوهم فساد المعنى، فلا تصل وقف،
أولاً: لأنها رأس آية، والمشروع أن يقف الإنسان عند رأس كل آية،
وثانياً: أن الوصل يفسد المعنى {{ كلا لو تعلمون علم اليقين لترون الجحيم }}
إذاً {{ لترون الجحيم}}
جملة مستأنفة لا صلة لها بما قبلها، وهي جملة قسمية،
فيها قسم مقدر والتقدير: والله لترون الجحيم، ولهذا يقول المعربون في إعرابها: إن اللام موطئة للقسم، وجملة «ترون» هي جواب القسم،
والقسم محذوف والتقدير «والله لترون الجحيم» و{{ الجحيم }} اسم من أسماء النار.
[ تفسير سورة التكاثر/ ابن عثيمين ]
|