|
رد: نونية القحطاني في بيان عقيدة السلف الصالح و الرد على أهل البدع
ولربما تسقيه كأساً ثانياً *** وكلاهما برضاً بها حلوانِ
يتحدثان على الأرائك خلوة *** وهما بثوب الوصل مشتملانِ
أكرم بجنات النعيم وأهلها *** إخوان صدق أيما إخوانِ
جيران رب العالمين وحزبه *** أكرم بهم في صفوة الجيرانِ
هم يسمعون كلامه ويرونه *** والمقلتان إليه ناظرتانِ
وعليهم فيها ملابس سندس *** وعلى المفارق أحسن التيجانِ
تيجانهم من لؤلؤ وزبرجد *** أو فضة من خالص العقيانِ
وخواتم من عسجد وأساور *** من فضة كسيت بها الزندانِ
وطعامهم من لحم طير ناعم *** كالبخت يطعم سائر الألوانِ
وصحافهم ذهب ودر فائق *** سبعون الفاً فوق ألف خوانِ
إن كنت مشتاقاً لها كلفاً بها *** شوق الغريب لرؤية الأوطانِ
كن محسناً فيما استطعت فربما *** تجزى عن الإحسان بالإحسانِ
واعمل لجنات النعيم وطيبها *** فنعيمها يبقى وليس بفانِ
أدم الصيام مع القيام تعبداً *** فكلاهما عملان مقبولانِ
قم في الدجى واتل الكتاب ولا تنم *** إلا كنومة حائر ولهانِ
فلربما تأتي المنية بغتة *** فتساق من فرش إلى الأكفانِ
يا حبذا عينان في غسق الدجى *** من خشية الرحمن باكيتانِ
لا تقذفن المحصنات ولا تقل *** ما ليس تعلمه من البهتانِ
لا تدخلن بيوت قوم حضر *** إلا بنحنحة أو استئذانِ
لا تجزعن إذا دهتك مصيبة *** إن الصبور ثوابه ضعفانِ
فإذا ابتليت بنكبة فاصبر لها *** الله حسبي وحده وكفاني
وعليك بالفقه المبين شرعنا *** وفرائض الميراث والقرآنِ
علم الحساب وعلم شرع محمد *** علمان مطلوبان متبعانِ
لولا الفرائض ضاع ميراث الورى *** وجرى خصام الولد والشيبانِ
لولا الحساب وضربه وكسوره *** لم ينقسم سهم ولا سهمانِ
لا تلتمس علم الكلام فإنه *** يدعو إلى التعطيل والهيمانِ
لا يصحب البدعي إلا مثله *** تحت الدخان تأجج النيرانِ
علم الكلام وعلم شرع محمد *** يتغايران وليس يشتبهانِ
اخذوا الكلام عن الفلاسفة الأولى *** جحدوا الشرائع غرة وأمانِ
حملوا الأمور على قياس عقولهم *** فتبلدوا كتبلد الحيرانِ
مرجيهم يزري على قدريهم *** والفرقتان لدي كافرتانِ
ويسب مختاريهم دوريهم *** والقرمطي ملاعن الرفضانِ
ويعيب كراميهم وهبيهم *** وكلاهما يروي عن ابن أبانِ
لحجاجهم شبه تخال ورونق *** مثل السراب يلوح للظمآنِ
كل يقيس بعقله سبل الهدى *** ويتيه تيه الواله الهيمانِ
فالله يجزيهم بما هم أهله *** وله الثنا من قولهم براني
من قاس شرع محمد في عقله *** قذفت به الأهواء في غدرانِ
لا تفتكر في ذات ربك واعتبر *** فيما به يتصرف الملوانِ
والله ربي ما تكيف ذاته *** بخواطر الأوهام والأذهانِ
أمرر أحاديث الصفات كما أتت *** من غير تأويل ولا هذيانِ
هو مذهب الزهري ووافق مالك *** وكلاهما في شرعنا علمانِ
لله وجه لا يحد بصورة *** ولربنا عينان ناظرتانِ
وله يدان كما يقول إلهنا *** ويمينه جلت عن الأيمانِ
كلتا يدي ربي يمين وصفها *** وهما على الثقلين منفقتانِ
كرسيه وسع السموات العلا *** والأرض وهو يعمه القدمانِ
والله يضحك لا كضحك عبيده *** والكيف ممتنع على الرحمنِ
والله ينزل كل آخر ليلة *** لسمائه الدنيا بلا كتمانِ
فيقول هل من سائل فأجيبه ؟ *** فأنا القريب أجيب من ناداني
حاشا الإله بأن تكيف ذاته *** فالكيف والتمثيل منتفيانِ
والأصل أن الله ليس كمثله *** شيء تعالى الرب ذو الإحسانِ
وحديثه القرآن وهو كلامه *** صوت وحرف ليس يفترقانِ
لسنا نشبه ربنا بعباده *** رب وعبد كيف يشتبهانِ
فالصوت ليس بموجب تجسيمه *** إذ كانت الصفتان تختلفانِ
حركات السننا وصوت حلوقنا *** مخلوقة وجميع ذلك فاني
وكما يقول الله ربي لم يزل *** حياً وليس كسائر الحيوانِ
وحياة ربي لم تزل صفة له *** سبحانه من كامل ذي الشانِ
وكذاك صوت إلهنا ونداؤه *** حقاً أتى في محكم القرآنِ
وحياتنا بحرارة وبرودة *** والله لا يعزى له هذانِ
وقوامها برطوبة ويبوسة *** ضدان أزواج هما ضدانِ
سبحان ربي عن صفات عباده *** أو أن يكون مركباً جسداني
أني أقول فأنصتوا لمقالتي *** يا معشر الخلطاء والإخوانِ
إن الذي هو في المصاحف مثبت *** بأنامل الأشياخ والشبانِ
هو قول ربي آيه وحروفه *** ومدادنا والرق مخلوقانِ
من قال في القرآن ضد مقالتي *** فالعَنْهُ كل إقامة وآذانِ
هو في المصاحف والصدور حقيقة *** أيقن بذلك أيما إيقانِ
وكذا الحروف المستقر حسابها *** عشرون حرفاً بعدهن ثماني
هي من كلام الله جل جلاله *** حقاً وهن أصول كل بيانِ
حاء وميم قول ربي وحده *** من غير أنصار ولا أعوانِ
من قال في القران ما قد قاله *** عبد الجليل وشيعة اللحيانِ
فقد افترى كذباً وأثماً واقتدى *** بكلاب كلب معرة النعمانِ
خالطتهم حيناً فلو عاشرتهم *** لضربتهم بصوارمي ولساني
تعس العمي أبو العلاء فإنه *** قد كان مجموعاً له العميانِ
ولقد نظمت قصيدتين بهجوه *** أبيات كل قصيدة مئتانِ
والآن أهجوالرفضى وحزبه *** وأذيع ما كتموا من البهتانِ
يا معشر المتكلمين عدوتم *** عدوان أهل السبت في الحيتانِ
كفرتم أهل الشريعة والهدى *** وطعنتم بالبغي والعدوانِ
فلأنصرن الحق حتى أنني *** أسطو على ساداتكم بطعاني
الله صيرني عصا موسى لكم *** حتى تلقف افككم ثعباني
بأدلة القرآن أبطل سحركم *** وبه أزلزل كل من لاقاني
هو ملجئي هو مدرئي وهو منجني *** من كيد كل منافق خوّانِ
إن حل مذهبكم بأرض أجدبت *** أو أصبحت قفراً بلا عمرانِ
والله صَيَّرني عليكم نقمة *** ولهتك ستر جميعكم أبقاني
أنا في حلوق جميعهم عود الحشا *** أعيى أطبتكم غموض مكاني
أنا حية الوادي أنا أسد الشرى *** أنا مرهف ماضي الغرار يماني
بين إبن حنبل وإبن إسماعيلكم *** سخط يذيقكم الحميم الآنِ
داريتم علم الكلام تشزراً *** والفقه ليس لكم عليه يدانِ
الفقه مفتقر لخمس دعائم *** لم يجتمع منها لكم ثنتان
|