وقال أيضاً – حفظه الله تعالى –: معلقاً على قول عوف بن مالك – راداً على من قال : ( ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء أرغب بطوناً ولا أكذب ألسناً ولا أجبن عند اللقاء– : كذبت، ولكنك منافق، لأخبرن رسول الله صلى الله عليه وسلم فذهب عوف إلى رسول الله ليخبره فوجد القرآن قد سبقه) (1)
قال – حفظه الله – : فيه احترام أهل العلم وعدم السخرية منهم أو الاستهزاء بهم؛ لأن هذا المنافق قال: ( ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء ) يريد بذلك العلماء، والعلماء ورثة الأنبياء، وهم قدوة الأمة، فإذا طعنا في العلماء فإن هذا يحدث الخلخلة في المجتمع الإسلامي، ويقلل من قيمة العلماء، ويحدث التشكيك فيهم .
نسمع ونقرأ من بعض دعاة السوء من يقول: هؤلاء علماء حيض، علماء نفاس، هؤلاء عملاء للسلاطين، هؤلاء علماء بغلة السلطان، وما أشبه ذلك وهذا القول من هذا الباب والعياذ بالله وليس للعلماء ذنب عند هذا الفاسق إلا أنهم لا يوافقونه على منهجه المنحرف .
فالوقيعة بالمسلمين عموماً ولو كانوا من العوام لا تجوز؛ لأن المسلم له حرمة، فكيف بولاة أمور المسلمين وعلماء المسلمين. فالواجب الحذر من هذه الأمور، وحفظ اللسان والسعي في الإصلاح ونصيحة من يفعل هذا الشيء. (2) اهـ
__________
(1) صحيح لغيره :
أخرجه ابن أبي حاتم في التفسير ( 6/1829رقم 10046 ) من حديث كعب بن مالك بسند حسن. قاله الشيخ مقبل الوادعي . وأخرجه ابن جرير في الجامع ( 6/409 رقم 16928 ) وابن أبي حاتم في التفسير ( 6/1829 رقم 10047 ) من حديث عبد الله بن عمر وسنده حسن . وانظر : الصحيح المسند من أسباب النزول (71).
(2) إعانة المستفيد ( 2/191 ).