بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اعلم أن الصغيرة تكبر بأسباب ,
منها الإصرار , والمواظبة .. , ولذلك قيل :
لا صغيرة مع إصرار , ولا كبيرة مع استغفار .... ,
* ** * ** * ** * ** * ** * ** *
فكبيرة واحده تنصرم ولا يتبعها مثلها _ لو تصور ذلك _
كان العفو عنها أرجى من صغيرة
يواظب العبد عليها .
* ** * ** * ** * ** * ** * ** *
ومثال ذلك قطرات من الماء تقع على الحجر على
توال فيه فتؤثر فيه , وذلك القدر من الماء لو صب عليه
دفعة واحدة لم يؤثر فيه , ولذلك قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم : " إن أحب الأعمال
أدومها الى الله وإن قل "
البخاري ومسلم
* ** * ** * ** * ** * ** * ** *
ومما تصبح الصغائر به كبائر
أن يستصغرها العبد , فإن الذنب كلما استعظمه
العبد من نفسه صغر عند الله تعالى , لأن استعظامه
يصدر عن نفور القلب عنه وكراهيته له ,
وذلك النفور يمع من شدة
تأثره به .
* ** * ** * ** * ** * ** * ** *
واستصغاره يصدر عن الألف به ,
وذلك يوجب شدة الأثر في القلب , والقلب هو
المطلوب تنويره بالطاعات , والمحذور
تسويده بالسيئات , ولذلك لا
يؤاخذ بما يجرى عليه
في الغفلة .
* ** * ** * ** * ** * ** * ** *
وفي الحديث :
" المؤمن يرى ذنبه كالجبل فوقه
يخاف أن يقع عليه , والمنافق يرى
ذنبه كذباب مر على أنفه "
* ** * ** * ** * ** * ** * ** *
وقال بعضهم :
الذنب الذي لا يغفر قول العبد :
ليت كل ذنب عملته مثل هذا وإنما
يعظم الذنب في قلب المؤمن لعلمه بجلال الله .
* ** * ** * ** * ** * ** * ** *
فإذا نظر الى عظم من عصى به رأى الصغيرة
كبيرة , ويفهم ذلك ايضا من قول الصحابة رضي الله
عنهم للتابعين : إنكم لتعملون أعمالا هي في اعينكم
أدق من الشعر كنا نعدها على عهد رسول الله
صلى الله عليه وسلم من الموبقات .
* ** * ** * ** * ** * ** * ** *
إذ كانت معرفة الصحابة بجلال الله أتم ,
فكانت الصغائر عندهم بالإضافة الى جلال الله
تعالى من الكبائر .
* ** * ** * ** * ** * ** * ** *
والذنب يكبر أو يصغر بقدر العلم والمعرفه ,
فيعظم من العالم ما لا يعظم من الجاهل .
* ** * ** * ** * ** * ** * ** *
وصل الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
* ** * ** * ** * ** * ** * ** *
د / مجدي الشهاوي
تقبلوا تحياتي
ولا تنسوني من صالح دعائكم
فراشة الربيع