10 Jul 2014, 12:39 AM
|
|
|
|
|
|
مشرفة قروب ـ رياحين الإخاء جزاها الله تعالى خيرا
|
|
|
|
|
|
|
لوني المفضل
Cadetblue
|
|
رقم باحث : 8317 |
|
تاريخ التسجيل : Jan 2010 |
|
فترة الأقامة : 5760 يوم |
|
أخر زيارة : 08 Dec 2023 (11:50 PM) |
|
المشاركات :
2,584 [
+
]
|
|
التقييم :
18 |
معدل التقييم :
 |
|
بيانات اضافيه [
+
] |
|
|
|
|
التوحيد كل يوم
دروس عن التوحيد كل حين وكل وقت
عن عبادة بن الصامت -رضي الله عنه- أنه قال: قال رسول الله صل الله عليه وسلم : (من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله، وأن عيسى عبد الله ورسوله، وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، والجنة حق، والنار حق، أدخله الله الجنة على ما كان من العمل) أخرجه البخاري ومسلم.
قال النووي رحمه الله تعالى: (هذا حديث عظيم جليل الموقع، وهو أجمع - أو من أجمع- الأحاديث المشتملة على العقائد، فإنه صل الله عليه وسلم جمع فيه ما يُخرج عن ملل الكفر على اختلاف عقائدهم وتباعدها، فاقتصر صلى الله عليه وسلم في هذه الأحرف على ما يباين به جميعهم).
ففي هذالحديث عدة وقفات، أوجزها فيما يلي:
الوقفة الأولى: قوله صل الله عليه وسلم : (من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له..)، هذه كلمة عظيمة فاصلة بين الإيمان والكفر، لها مدلولها العظيم ومعناها الكبير، ومعنى قوله صل الله عليه وسلم : (من شهد أن لا إله إلا الله)، قال العلماء رحمهم الله تعالى: أي من تكلم بهذه الكلمة عارفا لمعناها، عاملاً بمقتضاها باطنا وظاهراً كما دلّ على ذلك قوله تعالى: (فاعلم أنه لا إله إلا الله)، وقوله جل وعلا: (إلا من شهد بالحق وهم يعلمون)، أما النطق بها من غير معرفة لمعناها ولا عمل بمقتضاها، فإن ذلك غير نافع بالإجماع.
ومعنى لا إله إلا الله: لا معبود بحق إلا إله واحد، وهو الله وحده لا شريك له، يدل عليه قوله تعالى: وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون)، وقوله تعالى: (ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت) النحل 36.
فنفهم من هذا أنه لا إله معبود بحق إلا الله سبحانه وتعالى، فهو المتفرد بالألوهية كما تفرد سبحانه بالخلق والرزق، والإحياء والإماتة، والإيجاد والإعدام، والنفع والضر، والإعزاز والإذلال، والهداية والإضلال، وغير ذلك من معاني ربوبيته، ولم يشركه أحد في خلق المخلوقات ولا في التصرف في شيء منها، وتفرد بالأسماء الحسنى والصفات العلى، ولم يتصف بها غيره ولم يشبهه شيء فيها، فكذلك تفرده سبحانه بالإلهية حقاً فلا شريك له فيها،
يقول سبحانه وتعالى: (ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل وأن الله هو العلي الكبير)لقمان 30
، ويقول جل وعلى: (ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله إذاً لذهب كل إله بمن خلق ولعلا بعضهم على بعض سبحان الله عما يصفون * عالم الغيب والشهادة فتعالى الله عما يشركون)المؤمنون الايه 90 --92،
ويقول جل من قائل: (قل لو كان معه آلهة كما يقولون إذاً لابتغوا إلى ذي العرش سبيلاً * سبحانه وتعالى عما يقولون علواً كبيرا * تسبح له السموات السبع والأرض ومن فيهن وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم إنه كان حليماً غفورا)الاسراء
، ويقول جل وعلا: (لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة وما من إله إلا إله واحد وإن لم ينتهوا عما يقولون ليمسن الذين كفروا منهم عذاب أليم)المائده 73،
وقال سبحانه: (إن هذا لهو القصص الحق وما من إله إلا الله وإن الله لهو العزيز الحكيم)ال عمران 62،
ويقول جل من قائل: (قل من رب السموات والأرض قل الله قل أفاتخذتم من دونه أولياء لا يملكون لأنفسهم نفعاً ولا ضراً قل هل يستوي الأعمى والبصير أم هل تستوي الظلمات والنور أم جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه فتشابه الخلق عليهم قل الله خالق كل شيء وهو الواحد القهار)الرعد 16...
إلى غير ذلك من الآيات الكثيرة التي تدل دلالة صريحة أو ضمنية على أن لا إله معبود بحق إلا الله سبحانه وتعالى، فكما تفرد سبحانه بالربوبية والخلق والرزق وغيرها، وكما تفرد سبحانه بأسمائه الحسنى وصفاته العلى، تفرد جل وعلا بالعبودية، فلا يجوز بأي حال عبادة أحد سواه.
الوقفة الثانية: لا يؤدي العبد حق هذه الشهادة إلا بأن يحقق شروطها، التي نظمها بعضهم بقوله:
وبشروط سبعة قيدت
فإنه لم ينتفع قائلها
العلم، واليقين والقبول
والصدق والإخلاص والمحبة
وفي نصوص الوحي حقا وردت
بالنطق إلا حيث يستكملها
والإنقياد، فادر ما أقول
وفقك الله لما أحبه
والمراد أنه لا ينتفع الذي ينطق الشهادة بمجرد النطق بها في الدنيا والآخرة، وإنما لا بد من تحقيق شروطها السبعة، وهي كالتالي:
1- العلم، والمقصود به: العلم بمعناها المراد منها نفياً وإثباتا، العلم المنافي للجهل، كما قال سبحانه وتعالى: (فاعلم أنه لا إله إلا الله)محمد 19.
وروى مسلم في صحيحه عن عثمان -رضي الله عنه- أنه قال: قال رسول الله صل الله عليه وسلم : (من مات وهو يعلم أنه لا إله إلا الله دخل الجنة).
فنفهم من هذا أنه لا بد من العلم بما تدلّ عليه، أما الذي ينطقها جاهلاً بها وبمعناها، فهذا لا يستفيد من هذا النطق.
2- اليقين، والمراد به: أن يكون قائل الشهادة مستيقناً بمدلولها يقيناً جازما منافياً للشك، يقول الله عز وجل: (إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون)الحجرات 15.
وجاء في الحديث الصحيح عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صل الله عليه وسلم : (أشهد أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله، لا يلقى الله بها عبدٌ غير شاك فيهما فيحجب عن الجنة).
فاشترط صل الله عليه وسلم في دخول قائلها الجنة أن يكون قالها غير شاك بها مستيقنا بها قلبه.
3- القبول، والمراد بذلك أن يقبلها بقلبه ولسانه، والآيات في هذا كثيرة، كلها تدل على أنه لا يستفيد منها إلا من قبلها، من ذلك قوله تعالى: (وكذلك ما أرسلنا من قبلك في قرية من نذير إلا قال مترفوها إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون * قال أو لو جئتكم بأهدى مما وجدتم عليه آباءكم قالوا إنا بما أرسلتم به كافرون * فانتقمنا منهم فانظر كيف كان عاقبة المكذبين)الزخرف23-25 .
4-الانقياد لما دلت عليه، قال تعالى: (ومن أحسن ديناً ممن أسلم وجهه لله وهو محسن)النساء 125،
وقال سبحانه: (ومن يسلم وجهه إلى الله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى)لقمان 22،
ومعنى (يسلم وجهه أي: ينقاد وهو محسن موحد، ومن لم يسلم وجهه لله فإنه لم يستمسك بالعروة الوثقى.
وفي هذا الحديث الصحيح: (لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به)، وهذا هو تمام الانقياد.
5- الصدق، المنافي للكذب، وذلك بأن يقولها صادقاً من قلبه، يواطئ قلبه لسانه، يقول الله تعالى في ذلك: (الم * أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون * ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين)العنكبوت 2و3.
وقال تعالى: في شأن المنافقين: (ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين * يخادعون الله الذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون * في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضاً ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون)البقره 8-9-10.
وجاء في الصحيح من حديث معاذ بن جبل - رضي الله عنه - عن النبي صل الله عليه وسلم أنه قال: (ما من أحد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله صدقاً من قلبه إلا حرمه الله على النار).
فاشترط في إنجاء من قال هذه الكلمة من النار أن يقولها صدقاً من قلبه، فلا ينفعه مجرد التلفظ بدون مواطأة القلب.
6- الإخلاص، وهو تصفية العمل الصالح بالنية عن جميع شوائب الشرك، يقول تعالى: (ألا لله الدين الخالص)الزمر 3،
ويقول سبحانه: (فاعبد الله مخلصاً له الدين)الزمر .
وفي الصحيح من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي صل الله عليه وسلم : (أسعد الناس بشفاعتي من قال لا إله إلا الله خالصاً من قلبه أو نفسه).
وفي الحديث الصحيح أيضاً عن عتبان بن مالك - رضي الله عنه - عن النبي صل الله عليه وسلم أنه قال: (إن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله).
7- المحبة: والمراد بذلك المحبة لهذه الكلمة ولما اقتضته ودلت عليه ولأهلها العاملين بها الملتزمين بشروطها وبُغْض ما ناقض ذلك، يقول الله عز وجل: (ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حباً لله)البقره 156،
ويقول سبحانه: (لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آبائهم أو أبنائهم أوإخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان...)المجادله 22.
وجاء في الحديث الصحيح عن أنس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صل الله عليه وسلم : (ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار).
|