09 Jul 2014, 03:16 AM
|
|
|
|
|
|
مشرفة قروب ـ رياحين الإخاء جزاها الله تعالى خيرا
|
|
|
|
|
|
|
لوني المفضل
Cadetblue
|
|
رقم باحث : 8317 |
|
تاريخ التسجيل : Jan 2010 |
|
فترة الأقامة : 5760 يوم |
|
أخر زيارة : 08 Dec 2023 (11:50 PM) |
|
المشاركات :
2,584 [
+
]
|
|
التقييم :
18 |
معدل التقييم :
 |
|
بيانات اضافيه [
+
] |
|
|
|
|
فتنة التصوير
الباب الواحد والستون
ما جاء في المصورين
أي من عظم عقوبة الله لهم وعذابه .
وقد ذكر النبي صل الله عليه وسلم العله : وهي المضاهاة بخلق الله ، لأن الله تعالى له الخلق والأمر ، فهو رب كل شيء ومليكه ، وهو خالق كل شيء ، وهو الذي صور جميع المخلوقات ، وجعل فيها الأرواح التي تحصل بها الحياة .
عن أبي هريرة t قال : قال رسول الله صل الله عليه وسلم :
[قال الله تعالى : ومن أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي ، فليخلقوا ذرة أو ليخلقوا حبة أو ليخلقوا شعيرة ] . رواه البخاري [ 5953 ] ومسلم [ 2111 ]
ولهما عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال: [أشد الناس عذاباً يوم القيامة الذين يضاهئون بخلق الله]. رواه البخاري [ 5954 ] ومسلم [ 2106 ]
ولهما عن ابن عباس : سمعت رسول الله صل الله عليه وسلم يقول : [ كل مصور في النار ، يُجعل له بكل صورة صورها نفس يعذب بها في جهنم ] .رواه البخاري [ 2225 ] ومسلم [ 2110 ]
ولهما عنه مرفوعاً : [ من صور صورة في الدنيا كلف أن ينفخ فيها الروح ، وليس بنافخ ] . رواه البخاري [ 5963 ] ومسلم [ 2110 ]
ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ [ ومن أظلم ] : أي لا أحد أظلم .
[ يخلق كخلقي ] أي ممن ذهب خالقاً .
[ فليخلقوا ذرة ] اللام للأمر ، والمراد به التحدي والتعجيز ، وهذا من باب التحدي .
[ ذرة ] واحدة الذر ، وهي النمل الصغار .
[ أو ليخلقوا حبة ] أو للتنويع ، أي انتقل من التحدي بخلق الحيوان ذي الروح إلى خلق الحبة التي هي أصل الزرع وليس لها روح .
المعنى الإجمالي :
يخبر الله تعالى في هذا الحديث القدسي على لسان نبيه محمد صل الله عليه وسلم ، أنه لا أحد أظلم من أولئك المصورين ، الذين أرادوا بتصويرهم أن يشابهوا الله في خلقه ، ثم يتحداهم عز وجل بأن يخلقوا مثل أضعف مخلوقاته ، الحبة المنظورة وهي البذرة ، أو يخلقوا مثل أضعف مخلوقاته ، وهي حبة الحنطة والشعير ، وذلك تعجيزاً لهم وتحقيراً لشأنهم ، كما قال تعالى : { إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذباباً ولو اجتمعوا له وإن يسلبهم الذباب شيئاً لا يستنقذوه منه ضعف الطالب والمطلوب }الحج 73 .
مناسبة الحديث للباب :
حيث دلّ الحديث على تحريم التصوير ، لأن فيه مشابهة لخلق الله ، وذلك شرك مع الله في ربوبيته .
ما يستفاد من الحديث :
أن المصور إذا قصد بالصورة مضاهاة خلق الله فهذا شرك أكبر في باب الربوبية ، لأنه اعتقد مماثل لله في الخلق والتصوير ، وقد قال تعالى : {هل تعلم له سمياً} مريم 65
وهذا استفهام بمعنى النفي .
وقال : { ولم يكن له كفواً أحد }الاخلاص .
وقال : { فلا تجعلوا لله أنداداً } البقره 22.
ولحديث الباب : [ أشد الناس عذاباً يوم القيامة ... ]صحيح البخاري .
استدل بحديث الباب : [ فليخلقوا حبة ... ] مجاهد ومن وافقه من أهل العلم ، على أن تصوير ذوات الأرواح ـ كالجبال والشجر والزرع ـ يحرم .
وذهب جمهور العلماء إلى الجواز .
لِما أخرجه أبو داود والنسائي بسند جيد في حديث جبريل أنه قال للرسول صل الله عليه وسلم
وقال ابن عباس لرجل استفتاه في التصوير قال : ( سمعت رسول الله صل الله عليه وسلم ( يقول : كل مصور في النار )
ثم قال ابن عباس : ( إن كنت لا بد فاعلاً فاصنع الشجر وما لا نفس له ) .
البخاري (2225) ومسلم (2110)
وهذا القول هو الراجح .
وحديث : [ فليخلقوا حبة ... ] محمول على من صور ليضاهي .
كيف الجمع بين قوله صل الله عليه وسلم في حديث عائشة :
[ أشد الناس عذاباً يوم القيامة الذين يضاهئون بخلق الله ] وبين كون المشرك أشد الناس عذاباً يوم القيامة ؟
الجمع من وجوه :
الوجه الأول : أن الحديث على تقدير [ من ] أي : أن من أشد الناس عذاباً يوم القيامة ، بدليل أنه قد جاء بلفظ :
[ إن من أشد ... ] .
الوجه الثاني : أن الأشد به لا تعني أن غيرهم لا يشاركهم ، بل يشاركهم غيرهم ، قال تعالى : { ادخلوا آل فرعون أشد العذاب } غافر 46.
الوجه الثالث : أن الأشدية نسبية ، يعني : أن المصورين أشد الناس عذاباً بالنسبة للعصاة الذين لم تبلغ معصيتهم الكفر لا بالنسبة لجميع الناس .
قال الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله : ( هذا أقرب الوجوه ) .
حكم التصوير :
له أحوال :
الحالة الأولى : تصوير ما يصنعه الآدمي ، فهذا جائز ، مثل : لو صور إنسان سيارة خطها بيده ، فهذا جائز .
الحالة الثانية : أن يصور ماله ظل ، أي : ماله جسم على هيكل إنسان أو بعير أو أسد ، فهذا حرام ، بل هي من كبائر الذنوب ، لقوله صل الله عليه وسلم
[ أشد الناس يوم القيامة المصورون ... ] .
الحالة الثالثة : أن يصور ما لا روح فيه مما لا يخلقه إلا الله ، ولكنه فيه حياة ، إلا أنها ليست نفساً ، كتصوير الأشجار والزرع ، وما أشبه ذلك ، فجمهور أهل العلم على جوازه كما سبق .
الحالة الرابعة : أن يصور الجبال والأودية والبحار مما يخلقه الله ، لكن ليس فيه حياة ، فهذا جائز بالاتفاق .
مسألة : ما لا تبقى معه حياة :
أي هو أساساً من ذوات الأرواح ، لكن أزيل عنه الرأس ، كصورة الإنسان مقطوع الرأس .
هذه الصورة تجوز ، لحديث جبريل عند أبي داود والنسائي بسند جيد : [ فمر برأس التمثال فليقطع ] .
فدل هذا على أن التمثال المقطوع الرأس جائز .
ولحديث : [ إنما الصورة الرأس ] .
مسألة : لو فصل الرأس عن الجسم بممر بينهما ، أو قطع خط ، هل تجوز الصورة ؟
لا تجوز الصورة ، لأن الحديث : [ فمر برأس التمثال فليقطع ] والقطع هنا بمعنى الكسر ، أما جعل ممراً أو خطاً ،
فيقال : لا يزال الأمر باقياً .
الصورة الممتهنة :
صور ذوات الأرواح الممتهنة .
هذه الصور جائزة بشرط الامتهان ، والامتهان حالاته معدودة :
كأن يوطأ عليه ، أو يتكأ عليه ، أو ينام عليه ، أو يستند عليه ، لحديث النمرقة : فإن فيه تصاوير فقطعت فجعلت وسادتين وحديث جبريل وفيه :
[ ومر بالستر فليقطع ويجعل منه وسادتان منبوذتان توطآن ] .
الصور التي عمت بها البلوى ويشق التحرز ، منها :
كالصور التي على العلب والمواد الغذائية .
فهذه لا بأس بها بشروط :
1. أن تعم بها البلوى .
2. أن يشق التحرز منها .
3. أن تكون الصورة غير مقصودة من المشتري .
والدليل عموم قوله تعالى :
{ ما جعل عليكم في الدين من حرج }الحج 78.
الصور تمنع دخول الملائكة .
أما الصور الممتهنة والتي عمت بها البلوى ، فهذه لا تمنع الملائكة ، وكذلك الصور التي لا روح فيها .
أما صور ذوات الأرواح ، أو التي فيها مضاهاة لخلق الله ، فهذه تمنع دخول الملائكة .
قال النبي صل الله عليه وسلم :
[ لا تدخل الملائكة بيتاً فيه كلب ولا صورة ] .
قوله [ الملائكة ] هل [ ال ] للعموم ؟ فلا تدخل حتى الحفظة والرقيب ؟ أو أن المقصود بها هنا ملائكة الرحمة ؟
الصحيح الثاني .
اقتناء الصور :
أولاً : أن يقتنيها لتعظيم المصوَّر ، لكونه ذا سلطان أو جاه أو علم أو عبادة ، فهذا حرام بلا شك ، ولا تدخل الملائكة بيتاً فيه هذه الصورة ، لأن تعظيم ذوي السلطان باقتناء صورهم ثلم في العقيدة .
ثانياً : أن يقتنيها للذكرى ، كالذين يصورون صغار أولادهم لتذكرهم حال الكبر ، فهذا حرام .
عقوبة المصور كما جاء في الأحاديث :
1. أنه أشد الناس عذاباً .
. 2 يجعل الله له في كل صورة روحاً يعذب بها في نار جهنم
.3. يكلف أن ينفخ فيها الروح وليس بنافخ .
4. أنه ملعون .
5. أنه في النار .
هذا والله أعلم وأحكم ..
أُخِذ هذا الدرس من كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد للإمام محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله- .. شرح الشيخ سليمان اللهيميد -حفظه الله-
|