مقدمة :
في عصرنا هذا ابتلينا بالتبذير والإسراف والتقليد ، فتجد أفراح المسلمين الآن إلا من رحم الله ، أكبر مثال على ذلك ، بداية من تجهيزات البيت وأثاثه ،والملابس والطعام والشراب ،وخاصة يوم العرس والزفاف ...
ويجتمع الناس من كل حدب وصوب ، فيهم السعيد ، والمهنأ والمبارك ، وفيهم المعجب والمراقب ، ولا يخلو الأمر من حاسد وجاهل ، وهذا حال البشر ...
ولا حول ولا قوة إلا بالله .
فإن لم يتحصن العروسين ، فقد يصيبهم الحسد أو العين ،قصدا أو بدون ... !
وكما جاء في الحديث :
[ أكثر من يموت من أمتي بعد كتاب الله وقضاؤه وقدره ، بالأنفس ]
يعني بالعين
الراوي : جابر بن عبد الله .
المحدث : الألباني في السلسلة الصحيحة 747
خلاصة الدرجة : إسناده حسن .
وقد حدث هذا كثيرا ، وظهرت عليهما آثاره سريعة .
فإما تصاب الزوجة في نفسها أو جسدها ، أو يصاب الزوج كذلك ! أو الأثنين معا ...
¤ الآثار والأعراض ¤
¤ قد يحدث صداع أومرض مفاجئ لكلاهما أو أحدهما .
¤ شجار وخلاف ، بينهما ، غير مبرر أو بين الأقارب والأهل ، من الطرفين .
¤ قد يحدث ربط للزوج أو الزوجة .
¤ عدم توفيق في إتمام ليلة البناء كما كانا يتمني الزوجان .
¤ قد يفسد الطعام ، أو ينكسر الأثاث ، أو تتعطل الأجهزة ، وحدثني مرة أخ ،
أن النار اشتعلت في البيت في ليلة زفافه بصورة غريبة وسريعة ، والله سلم .
¤ بل قد يحدث الخلاف والطلاق ، نسأل الله السلامة والعافية للمسلمين ... !
يقول فضيلة الشيخ ابن جبرين رحمه الله :
( لا شك أن الإصابة بالعين معروفة الإمارات والعلامات الظاهرة ،
وقد تظهر إذا كان الشخص أو المال أو متصف بالصفات التي يتميز بها عن غيره ،فحدث فيه ما غيرها فجأة من مرض ، أو نفرة أو كسرأو حادث مروري ..
أو نحو ذلك ،ثم إن المريض بالعين قد يصاب في بصره إذا كان حديد البصر
وفي سعيه إذا كان شديد السعي ، وفي ماله الكثير الحسن بالتلف أو الكساد أو الهلاك ، أو في سيارته الفارهة ، وقصره المشيد ، وزوجته الحسناء ، وأولاده الكثيرين ...
ونحو ذلك ، فيحدث ما لا يتوقع من الموت والهدم والدمار والتعطيل ...
ونحو ذلك ،ومتى مرض وذهب المستشفى ، فبعد الكشف والتحاليل
وجد سليما صحيحا ، لم يعرف الأطباء علته ، ويتألم ولا يعلمون ما فيه ،
ثم يعالج بالرقية والأسباب
التي يعالج بها المعيون فيبرأ بإذن الله ) .
المنهل المعين في إثبات حقيقة الحسد والعين 123/124
¤ العلاج ¤
في هذا الحالة ...
أفضل شئ ، كما جاء في السنة أن نحدد .. من الشخص الحاسد أو العائن
" المتهم " ويغتسل أو يتوضأ ، ثم يغتسل المصاب بهذا الماء فيبرأ بإذن الله .
وتزول الأعراض والآثار .
وهذا هو العلاج المباشر .
¤ لكن :
في مثل الأفراح يكون العدد كبير جدا من الطرفين ، وفيهم بالتأكيد أناس كثير غير معروفين ، فصعب أن نتهم أحد بعينه ، أو يكون غادر أو سافر أو نتحرج
أو يرفض .. الخ !
فما الحل ؟
¤ الحــــل :
كما ثبت بالتجربة وفتاوي العلماء أن نحصل علي أي أثر للشخص المتهم ،
وفي مثل هذا المكان وهذا العدد ..
نحتال ... ؟
بأن نأخذ المشايات التي علي الأرض ووطئتها الأقدام ،
أو نمسح بقماشة مقابض الأبواب ،
مسح المقاعد ، أو أكواب الشراب ... الخ .
وننصح بالإسراع في ذلك .
وتوضع في إناء به ماء ، ويغتسل منه الزوجان ، فيكون الشفاء بإذن الله .
وقد أفتى بجواز ذلك فضيلة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله حيث قال :
( وهناك طريقة أخرى .. ولا مانع منها أيضا ، وهي أن يؤخذ شئ من
شعاره أي .. ما يلي جسده من الثياب كالثوب ،
والطاقية والسروال وغيرها ، أو التراب إذا مشي عليه
وهو رطب ، ويصب علي ذلك ماء ،يرش به المصاب أو يشربه ، وهو مجرب ) .
من القول المفيد علي كتاب التوحيد 1/94 .
بالإضافة ..
لتحصين البيت ورشه ، بماء الرقية ،
وتلاوة سورة البقرة ، وكثرة الإستغفار والدعاء .
¤ الوقاية :
وأهم سبل الوقاية بعد التوكل علي الله :
¤ التحصن بالأذكار والأوراد النبوية ، وخاصة أذكار الصباح والمساء .
¤ وكذلك أذكار الأحوال .. خاصة الخروج من البيت .
¤ المحافظة على الصلاة والوضوء .
¤ عدم الإسراف والمبالغة في مثل تلك المناسبات ..
¤ تذكير الناس في تلك التجمعات ، بالأدعية المناسبة من السنة ، كالدعاء بالبركة ...وتمني الخير لأصحاب الدعوة .
¤ تجنب دعوة الحاسدين المتهمين إذا اشتهر هذا عنهم وثبت .
( فإن كل ذي نعمة محسود ) .
¤ الإحسان إلى الحاسد ، وإكرامه وعدم حرمانه ، وتجنب شره وعدم إظهار
النعم أمامه وأخذ الحذر .
ونذكر بالحديث النبوي
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم :
(( إذا رأي أحدكم من نفسه أو ماله أو من أخيه ما يعجبه ، فليدع له بالبركة ،
فإن العين حق ))
رواه ابن السني والحاكم 4/216 ، وصححه الألباني
ودمتم في حفظ الرحمن
وبارك الله في الجميع .
منقول