الموضوع: رؤيا الأطفال
عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 26 May 2014, 12:16 AM
بالقرآن نرتقي
مشرفة قروب ـ رياحين الإخاء جزاها الله تعالى خيرا
بالقرآن نرتقي غير متصل
لوني المفضل Cadetblue
 رقم باحث : 8317
 تاريخ التسجيل : Jan 2010
 فترة الأقامة : 5760 يوم
 أخر زيارة : 08 Dec 2023 (11:50 PM)
 المشاركات : 2,584 [ + ]
 التقييم : 18
 معدل التقييم : بالقرآن نرتقي is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
رؤيا الأطفال



رؤيا الأطفال



من الناس يظن أن رؤيا الأطفال لا أهمية لها والواقع أنها قد تكون أصدق من رؤى الكبار؛

الحمد لله رب العالمين،والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
ونقف اليوم مع آية يعلمنا فيها يعقوب - عليه السلام - أسلوباً فريداً في التربية والتوجيه، يقول الله - تعالى-:
"إِذْ قَالَ يُوسُفُ لَأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ قَالَ يَا بُنَيَّ لا تَقْصُصْ رُؤْياكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْداً إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ" (يوسف:4، 5).

أسلوب رائع في التعامل بين الأب وابنه، فيعقوب - عليه السلام - يربي أبناءه على الرجوع إليه كلما حدث لهم ما يثير انتباههم، حتى يوجههم التوجيه المناسب، فأنت ترى ابنه يوسف –عليه السلام- يرى رؤيا فيبادر بقصها على أبيه ولا يتردد، وهذا يشير إلى طبيعة العلاقة الحميمة بينهما.

ثم لما قص عليه الرؤيا أولاها ما تستحقه من الاهتمام، فلا هو أهملها كما يفعل الكثيرون، ولا هو بالغ في الاهتمام بها. كثير من الناس يظن أن رؤيا الأطفال لا أهمية لها والواقع أنها قد تكون أصدق من رؤى الكبار؛ لأنهم ما زالوا على الفطرة ولم يتعودوا الكذب وفي الحديث الصحيح "أصدقكم رؤيا أصدقكم حديثاً"(1). كذلك المبالغة في الاهتمام برؤى الصغار ليس أمراً مرضياً؛ لأنه ربما دفعهم إلى الكذب لينالوا ما يرونه من تشجيع.
ومن اللفتات في هذه أن يوسف - عليه السلام - لم يقصص رؤياه على أبيه أمام إخوته، وهذا ما ينبغي أن يراعى لئلا تدفع المنافسة الصغار لاختلاق الرؤى.
وفي تأكيد أبيه على عدم قصها مصداقاً لما روي عن نبينا - صلى الله عليه وسلم - وصححه بعض أهل العلم(2) "اقضوا حوائجكم بالكتمان، فكل ذي نعمة محسود"، وإذا كان هذا قد يقع بين الإخوان، فوقوعه مع العامة أحرى، ومراعاته إذن أولى.

قوله: "إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً" (يوسف: من الآية4) فهمها يعقوب - عليه السلام-؛ لأنه كان ممن يعبر الرؤى، وعلم ما سيحدث لابنه من عز وشرف، لذا نبهه ألا يقص الرؤيا على إخوته لئلا يحسدوه عليها، ثم لم يكتف بالنهي لئلا يبقى في نفس الصغير شيء، فيتساءل لم يكد له إخوانه؟ وماذا صنع لهم! فقال له: إنهم سيفعلون ذلك بكيد من الشيطان فبقيت في نفس يوسف - عليه السلام - فعلل بها في آخر القصة "مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي" (يوسف: من الآية100)، وهنا إشارة لواجب الآباء في السيطرة على مشاعر أبنائهم بحسن التوجيه لئلا ينشأ بينهم التباغض والحسد.

الشيخ : أ.د.ناصر العمر




 توقيع : بالقرآن نرتقي





بالقرآن نرتقي

رد مع اقتباس