موسوعة دراسات وأبحاث من الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح - عرض مشاركة واحدة

21 May 2014, 10:07 AM

أولا نقول للأخ الفاضل الكريم سندباد حياك الله تعالى أخا كريما ولكن لا يجوز لنا إن نتكلم بدون علم
قال الله تَعَالَى : وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ( الْإِسْرَاءِ : 36 ) . وَقَالَ تَعَالَى : وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَنْ تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ ( الْحَجِّ : 3 - 4 ) . وَقَالَ تَعَالَى : [ ص: 234 ] وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ ( الْحَجِّ : 8 - 9 ) . وَقَالَ تَعَالَى : وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنَ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ( الْقَصَصِ : 50 ) . وَقَالَ تَعَالَى : إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَى ( النَّجْمِ : 23 ) . إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الْآيَاتِ الدَّالَّةِ عَلَى هَذَا الْمَعْنَى .

وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَا ضَلَّ قَوْمٌ بَعْدَ هُدًى كَانُوا عَلَيْهِ إِلَّا أُوتُوا الْجَدَلَ ثُمَّ تَلَا : مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا [ الزُّخْرُفِ : 58 ] . رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ ، وَقَالَ : حَدِيثٌ حَسَنٌ . وَعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ أَبْغَضَ الرِّجَالِ إِلَى اللَّهِ الْأَلَدُّ الْخَصِمُ . خَرَّجَاهُ فِي ( ( الصَّحِيحَيْنِ ) ) .
وثانيا في دخول الجني في بدن الإنسي قال الله تعالى
( الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ) سورة البقرة 275

قال الإمام الطبري في تفسيره
وَبِمِثْلِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ :
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ :

قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ : فَقَالَ - جَلَّ ثَنَاؤُهُ - : الَّذِينَ يُرْبُونَ الرِّبَا الَّذِي وَصَفْنَا صِفَتَهُ فِي الدُّنْيَا " لَا يَقُومُونَ " فِي الْآخِرَةِ مِنْ قُبُورِهِمْ " إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ " يَعْنِي بِذَلِكَ : يَتَخَبَّلُهُ الشَّيْطَانُ فِي الدُّنْيَا ، وَهُوَ الَّذِي يَخْنُقُهُ فَيَصْرَعُهُ " مِنَ الْمَسِّ " يَعْنِي : مِنَ الْجُنُونِ .

عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ : " الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ " قَالَ : ذَلِكَ حِينَ يُبْعَثُ مِنْ قَبْرِهِ .

عَنْ قَتَادَةَ قَوْلَهُ : [ ص: 10 ] " الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ " الْآيَةَ ، وَتِلْكَ عَلَامَةُ أَهْلِ الرِّبَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، بُعِثُوا وَبِهِمْ خَبَلٌ مِنَ الشَّيْطَانِ .

وعن الرَّبِيعِ فِي قَوْلِهِ : " الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ " قَالَ : يُبْعَثُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَبِهِمْ خَبَلٌ مِنَ الشَّيْطَانِ . وَهِيَ فِي بَعْضِ الْقِرَاءَةِ : ( " لَا يَقُومُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " ) .

وعَنْ جُوَيْبِرٍ عَنِ الضَّحَّاكِ فِي قَوْلِهِ : " الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ " قَالَ : مَنْ مَاتَ وَهُوَ يَأْكُلُ الرِّبَا بُعِثَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُتَخَبِّطًا ، كَالَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ .

و عَنِ السُّدِّيِّ : " الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ " يَعْنِي : مِنَ الْجُنُونِ .

وقَالَ ابْنُ زَيْدٍ فِي قَوْلِهِ : " الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ " . قَالَ : هَذَا مَثَلُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، لَا يَقُومُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَعَ النَّاسِ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يُخْنَقُ مِنَ النَّاسِ ، كَأَنَّهُ خُنِقَ ، كَأَنَّهُ مَجْنُونٌ . [ ص: 11 ]

قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ : وَمَعْنَى قَوْلِهِ : " يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ " يَتَخَبَّلُهُ مِنْ مَسِّهِ إِيَّاهُ . يُقَالُ مِنْهُ : " قَدْ مُسَّ الرَّجُلُ وَأُلِقَ ، فَهُوَ مَمْسُوسٌ وَمَأْلُوقٌ " كُلُّ ذَلِكَ إِذَا أَلَمَّ بِهِ اللَّمَمُ فَجُنَّ . وَمِنْهُ قَوْلُ اللَّهِ - عَزَّ وَجَلَّ - : ( إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا ) [ الْأَعْرَافِ : 201 ] وَمِنْهُ قَوْلُ الْأَعْشَى :

وَتُصْبِحُ عَنْ غِبِّ السُّرَى وَكَأَنَّمَا ***** أَلَمَّ بِهَا مِنْ طَائِفِ الْجِنِّ أَوْلَقُ
وثالثاً في ردنا هذا دليلا على التلبس الكامل ويوضح لأختنا الفاضلة نور الشمس إستفسارها ويؤيد كلام شيخنا الفاضل أبو معاذ المغربي
أشكر أختي الفاضلة الكريمة نور الشمس
وشيخنا أخي الفاضل الكريم أبو معاذ المغربي
على إهتمامهم وحسن نصحهم وجميل ردهم
فجزاهم الله تعالى عن الجميع كل خير
وتقبلوا أجمل وأطيب دعواتنا