|
رد: صور الشرك في الواقع المعاصر
7- ومن شرك العصر ما يسمى تطوير الذات ذاتياً بالإعتماد على الذات وطاقتها، وضابطه أن ينسب لطاقات الذات البشرية ما لا تستطيعه عادة ولا بسبب المحسوس أو منصوص عليه، وهو نوع من شرك الفلاسفة لأن فيه إلحاداً في نسبة الإستغناء إلى الذات البشرية، وبعضه إلى وصف السحر أقرب، ولا يغير من حقيقته تغيير اسمائه برخرف القول ولا تزيينه بألفاظ شرعية.
8- ومن شرك العصر ما يلحق بشرك العرافين والكهان، مثل ما يُزعم أنه علم تحليل الخط عند من يزعم أنه يعرف منه ماضي الشخص ومستقبله، وتحليل الصورة الشخصية ثم زعم ذلك، فهو كالتحليل بالأبراج ولا يغير شيئاً من حقيقته تسميته تحليلاً.
10-ومن شرك العصر الذهاب إلى عروض الحواة والسحرة، ومتابعتهم كالذهاب إليهم، وتقديم صنيعهم في برامج التلفاز على أنه مواهب رعاية للسحر وإعانة وإثابة عليه، فإن ذلك مما قد يختلط فيه سحر وخداع، وقد يكون سحراً محضاً، ولا فرق في ذلك بين ساحر يلبس (بدلة وكرافتة)، غريبة وساحر معمم، حيث أن بعض القنوات الفضائية تسمي المعمم مشغوذ أو نصاباً، ولكنها لا تسمي الحواة او السحرة الذين يلبسون زي الغربيين نصابين أو مشعوذين، وصار هذا الفرق الذي في المظهر هو الفرق عندهم بينهما، والذهاب إليهم أشد كفراً أعني المهندمين لأنهم لا يدعون إلى الإسلام ولا إلى الرقية الشرعية كالسحرة المعممين، فلا شبهة لأحد في الذهاب إليهم، ومن يذهب إليهم يستحسن فعلهم ويتفاخرون به وينشرونه في القنوات والله اعلم
9- ومن شرك العصر شرك الموالاة والإتباع والتشبه، وانتشر انتشاراً كبيراً، وبعضهم من بذل المودة مع الحب أو بذل مودة من غير حب، كما قال تعالى (أحب إليكم من الله ورسوله) وقوله (تسرون إليهم بالمودة)
وبعضهم تشبه بلا بذل مودة ولا حب قال النبي صلى الله عليه وسلم (من تشبه بقوم فهو منهم)، وبعضه من تمني عشاق الدنيا مقام الكفار بلا تشبه كقوله تعالى (يا ليت لنا مثل ما أوتي قارون إنه لذو حظ عظيم)
10- ومن شرك العصر احتقار المسلمين خاصة وتوقير غيرهم والغلظة عليهم والجرأة عليهم والخنوع لغيرهم والسخرية بهم والتحبب لغيرهم سواء أكان أقوى أو مساوياً أو أضعف، وأجلى صوره حين يشتد المسلم على عامله المسلم ويرفق بعامله الكافر، ومنهم من يتذرع ويتترس بأن الكافر أنفع وأتقن وأأمن، وهذا يجعل شركه دنيوياً. وهذا من الذلة للكفار والعزة على المسلمين، وهو من استصغار المسلم للإسلام في قلبه وتعظيمه للكفر، فإن كان فيه احتقار لحقيقة الإيمان أو المسلم لإسلامه أو تعظيم الكافر لكفره أو لحقيقة الكفر فهذا كافر وإن صلى وصام وإن أدعى أنه لا يقصده وله تفصيل نفس الكتاب ويُرجع لشروح كتاب التوحيد لا سيما شرح الشيخ صالح آل الشيخ لكتاب التوحيد ونحوها
11-من شرك العصر من يكره شريعة الإسلام ويستقبحها ويحب شريعة غير الله ويستحسنها، أو يبلغ به ذلك أن يجعلها جميعاً شرائع مقبولة من قبيل المذاهب الأربعة، بداعي أنها كلها صحيحة والمهم بعد إثبات الربوبية كما يزعمون، وينفي الخلاف بينها، أو يرجع بعد هذا التصحيح لها جميعاً إما الإسلام، أو يرجح غيره، فمن وافقهم على ذلك قربوه وأشهروه ومن خالفهم عدوه جاهلاً بالإسلام متخلفاً ومتشدداً،وربما أوقعوا به الأذى وهو مذهب معاصر يكثر في رجال السياسية والفكر وبعض الفقهاء، ولكنه منتشر في القدم، وهو مذهب فلسفي خبيث وانتشر عند اليهود والنصارى كما ذكر ذلك ابن تيميه.
12- ومن شرك العصر حضور وشهادة ومشاركة من يقرر تحليل ما حرم الله أو حرمة ما أحل الله من استفتاءت وبرلمانات وما شابهها تحت أي ذريعة، ومنهم من يعلل ذلك بأنه أمر يفرضه العصر لابد منه
13- من شرك العصر من كره الإسلام لظنه وقوع ضرره به أو عدم رفعه الضرر عنه أو بالعكس، سواء بسواء كقول المنافقين في قوله تعالى (ربنا لما كتبت علينا القتال) وقول بني اسرائيل لموسى عليه السلام (أوذينا من قبل أن تأتينا ومن بعد ما جئتنا)
14- ومن شرك العصر شرك المدح والذم، وهو ترك التصديق أو تنفيذ الأمر خوف من ذم غير الله أو سخطه أو طلباً لمدح غير الله او رضاه، من أهل المعاصي والنفاق والكفر، فإن كان اصغر كإخفاء طاعة فنفاق ورياء، وإن كان أكبر كتحريم مباح أو إباحة محرم فهذا كفر جحد، وإن كان إقراراً فهو كفر عناد وشرك بالله العظيم ونظيره شرك أبو طالب، ومنا مظاهره (ماذا يقول العالم عنا) !
15- ومن شرك العصر نسبة الكوارث إلى أسبابها الطبيعية، ولا إلى الله، ونفي أن يكون ذلك بسبب ظلم العباد وتكذيب كون الطاعون عذاباً ورحمة وشهادة ونفي أن يكون الكسوف والخسوف تخويفاً من الله، وجعله فرحاً أو إنكار أن تكون آثار المعذبين مما يخوف الله به، أو أن السحاب أو الريح مما يخوف الله به، وهذا شبيه بشرك الملحدين في نسبة خلق الخلق إلى أسبابه الطبيعية، وهو إلحاد افتقار المخلوق وتشريك له مع الله في غناه.
16- ومن شرك التصديق وشرك التكذيب اعتقاد أن اسماء الله الحسنى لا يستجلب بها الشفاء أو يستجلب بالدعاء الشفاء، ويعتقد أو يصدق من ينسب الشفاء إلى الأسباب الطبيعية، وقد ينسبون الرقية إلى النصب والشعوذة ويحرمون أخذ الأجرة عليها.
17-من صدق مع الله مشرعاً غيره فقد أشرك في التصديق، إما موجباً كالمعتزلة أو محرماً كالمشركين، أو إباحياً كالقرامطة
والتوحيد ودراسته والإقبال عليه بشرى خير للمؤمن، والإدبار عنه والإبتعاد عنه وعدم دراسته نذير شؤم ومصيبة من المصائب فمن رأى نفسه لا تقبل دراسة التوحيد وطاوعها على ذلك فليكبر عليها تكبير الجنائز وليكبر عليها اربعاً
هذا والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين
منقول
|