عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: قَالَ لِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«لَا تَحْقِرَنَّ مِنَ الْمَعْرُوفِ شَيْئًا، وَلَوْ أَنْ تَلْقَى أَخَاكَ بِوَجْهٍ طَلْقٍ»
صحيح مسلم (4/ 2026)

أخي ..أختي ..
جدير بنا أن نعيش مع هذه الكلمات المشرقة من جوامع كلم النبي صلى الله عليه وسلم ..
قُولوا نصيحة .. قُولوا توجيه .. قُولوا دلالة ..
عَالَمُ الغيب لا نعرف منه شيئا إلا ما أخبرنا منه ربنا تبارك وتعالى في كتابه
أو نبيه صلى الله عليه وسلم في سُنَّتِه ..
ولذا :
فلا تحرم نفسك من عمل بسيط جدا ..قد يكون هو سببَ رضا الرب سبحانه !!
وهذا العمل هو الذي يدخلك الجنة !!

بغيٌ من بني إسرائيل دخلت الجنة بسقيا كلب !!
ورجل دخل الجنة في غصن شجرة فيه شوك فأزاله من طريق المسلمين لأنه يؤذيهم !!

فأول ما نحقِّر من أعمالنا : الابتسامة في وجه المسلم لأخيه والمسلمة لأختها !!
فيخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم بأن هذه الابتسامة قد تكون سبباً في دخولك الجنة .
قد تقوم هذه الابتسامة بمسح الهم والغم والنكد والضيق من صدر مسلم ..وهذا ليس بالحقير من الأعمال عند الله تعالى !!

إذا وجدت قطعة زجاج على الأرض ولها حواف قاطعة للصغار والكبار فنحِّها جانباً لعلها تكون سبباً في دخول الجنة ..

إذا رأيت طفلا يريد عبور الطريق والسيارات كثيرة ..فساعده في الوصول للجانب الآخر ..
لعل هذا يكون قد غيّر قَدَراً بموت الطفل بقَدَرِ مساعدتك له !!
فكم هو ما صنعت ؟؟!!
إذا وجدت شيخاً يعبر طريقا ويحمل متاعاً ثقيلا فساعده وأوصله بغيته ..لعل هذا يكون سبباً في دخولك الجنة ..

إذا علمت بخصومة اثنين من المسلمين ووجود مظلمة بينهما فأصلح بينهما !!

إذا رأيت مريضاً أو فقيراً أو مهموماً فادْع له بظهر الغيب وأخلص في الدعاء ..

إذا رأيت رجلا هرماً يحضر الجماعات في المسجد فادع له بالصحة والعافية وقم بالثناء عليه لتشجيعه ..

والأمثلة كثيرة ......

فإياك والحرمان !!

وأختم مقالتي هذه بقصةٍ مثلاً وتذكرة :

زُبيدة امرأة هارون الرشيد - رحمهما الله تعالى - حفرت بئرا يشرب منها الحُجاج ..
ويقال عنها بئر زبيدة أو عين زبيدة ...

وبعدما تُوفيت ..
رُؤيت في المنام ..
فسألوها..
ماذا صنع اللهُ بك ؟

قالت : غفر لي ذنوبي .

قالوا : لأجل البئر ؟

قالت : لا .. ولكن ..









بركعتين كنت أحافظ عليها في جوف الليل !!



اللهم يسِّرْ لنا عملا ومعروفا يكون سببا في دخولنا الجنة بفضلك وكرمك يا رب العالمين