عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 14 Mar 2014, 09:07 PM
بالقرآن نرتقي
مشرفة قروب ـ رياحين الإخاء جزاها الله تعالى خيرا
بالقرآن نرتقي غير متصل
لوني المفضل Cadetblue
 رقم باحث : 8317
 تاريخ التسجيل : Jan 2010
 فترة الأقامة : 5760 يوم
 أخر زيارة : 08 Dec 2023 (11:50 PM)
 المشاركات : 2,584 [ + ]
 التقييم : 18
 معدل التقييم : بالقرآن نرتقي is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
النَّهي عن التَّشبُّه بالحيوانات في الصَّلاة





نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

النَّهي عن التَّشبُّه بالحيوانات في الصَّلاة
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
الشيخ د. عبدالرزاق بن عبدالمحسن البدر

لقد شرَّف الله بني آدَم وكرَّمَهم في خلقِه لهم على أحسَن الهيئاتِ وأكملِها كما قال تعالى :
{وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا}[الإسراء: 70]، وقال تعالى :
{لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ}[التين: 4]
أي: يمشي قائمًا منتَصِبًا على رجلَيْه، ويأكُل بيَدَيْه ـ وغيرُه منَ الحيوانَات يمشِي على أربَع ويأكُلُ بفَمِه ـ، وجعَل له سمعًا وبصرًا وفؤادًا، يفقَهُ بذلكَ كلِّه وينتَفع به، ويفرِّقُ بينَ الأشياءِ، ويعرفُ منافعَها وخواصَّها ومضَارَّها في الأمور الدُّنيويَّة والدِّينيَّة.
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
فينبغي لعَبد الله المؤمن أن يعرفَ هذَا الشَّرَف الَّذي ميَّزَه اللهُ به، وأن يَربَأَ بنفسِه أن يتشبَّهَ بهذه الحيوانَات الَّتي شرَّفَه الله عليها، ولا سيَما في الصَّلاة الَّتي هيَ أشرَف أحوال العَبد، وقَد ثبتَ عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم الأمرُ بمُخالفَة سائر الحيوانات في هيئاتِ الصَّلاة؛ فنهى عن التفاتٍ كالتفاتِ الثَّعلب، وعن افتِراشٍ كافتِراشِ السَّبُع، وإقعَاءٍ كإقعَاءِ الكَلب، ونقْرٍ كنَقْر الغُرَاب، وبُرُوكٍ كبُرُوك البَعِير، ورَفْع الأيْدِي كأذنَابِ خَيْل شَمْس ـ أي حالَ السَّلام ـ؛ فهَديُ المُصَلِّي مخالفٌ لهدي الحيوانَات، والصَّلاة مُناجاةٌ لله وصِلةٌ بينَ العَبد وبينَ ربِّه وسيِّده ومَوْلاه، فينبغي أن تكونَ على أحسَن هيئاتِ العَبد وأفضَل صفاتِه.
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
روى أحمد وأبو داود وابن ماجه والنَّسائي عن عبدِ الرَّحْمَنِ بنِ شِبْلٍ ،
قَالَ
: نَهَى رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم عَنْ ثَلاَثٍ :

«عَنْ نَقْرَةِ الغُرَابِ، وعَنْ فَرْشَةِ السَّبُعِ، وأَنْ يُوطِنَ الرَّجُلُ المكَانَ الَّذِي يُصَلِّي فِيهِ كَمَا يُوطِنُ البَعِيرُ»(1).

وروى النَّسائي (2) عن أَنَس عن رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ :
«اعْتَدِلُوا في السُّجُودِ، ولَا يَبْسُطُ أَحَدُكُمْ ذِرَاعَيْهِ بَسْطَ الكَلْبِ».

وروى أبو داود (3) عن أبي هُرَيرة ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم :
«يَعْمِدُ أَحَدُكُمْ فِي صَلَاتِهِ، فَيَبْرُكُ كَمَا يَبْرُكُ الجَمَلُ».

وروى أحمد (4) عن أبي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : أَمَرَني رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم بثلاثٍ ، ونَهَانِي عن ثَلاَثٍ :
«أَمَرَنِي بِرَكْعَتَيِ الضُّحَى كُلَّ يَوْم، وَالوِتْرِ قَبْلَ النَّوْمِ، وصِيَامِ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، ونَهَانِي عَنْ نَقْرَةٍ كَنَقْرَةِ الدِّيكِ، وإِقْعَاءٍ كَإِقْعَاءِ الكَلْبِ، والْتِفَاتٍ كَالْتِفَاتِ الثَّعْلَبِ».

وروى مسلم، وأحمد والنَّسائي عن جابرِ بنِ سَمُرَةَ ، قَالَ :
«كُنَّا نُصَلِّي خَلْفَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَنُسَلِّمُ بِأَيْدِينَا، فَقَال : مَا بَالُ هَؤُلاَءِ يُسَلِّمُونَ بِأَيْدِيهِمْ، كَأَنَّهَا أَذْنَابُ خَيْلٍ شُمْسٍ، أَمَا يَكْفِي أَحَدُهُمْ أَنْ يَضَعَ يَدَهُ عَلَى فَخِذِهِ، ثُمَّ يَقُولُ: السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ، السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ»(5).

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
ونَقرةُ الغُراب أن يمسَّ بأنفِه أو جبهتِه الأرض كنَقْرة الطَّائر ثمَّ يرفَعُه دونَ أن يتمَكَّنَ المصلِّي منَ السُّجود
بوضْعِ جبهته على الأرضِ حتَّى يطمئنَّ ساجدًا.

وافتراشُ السَّبُع أن يمُدَّ ذراعَيْه على الأرض لا يرفعهما، ولا يُجافي مرفقَيْه عن جنبَيْه.

وإيطانُ البَعير أن يألَفَ الرَّجل مكانًا معلومًا منَ المسجد لا يصلِّي إلَّا فيه.

وإقعاءُ الكَلب أن يلصقَ إليَتَيْه بالأرض، وينصبَ ساقَيْه، ويضَعَ يدَيْه على الأرض.

والْتفَاتٌ كالتفاتِ الثَّعلب فيه كراهة الالتفات في الصَّلاة، وقَد وردت بالمنع منه أحاديث، وثبتَ أنَّ الالتفاتَ اختلاسٌ من الشَّيطان.

والخيلُ الشُّمس هي الَّتي لا تستَقرُّ، بل تضطربُ وتتحرَّكُ بأذنابها وأرجُلِها، والمراد عدم السُّكون وقتَ السَّلام، وذلك بالإشارة باليدَيْن إلى الجانبين كالخيل الشُّمس.
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
وقَد جمع هذه الأوصاف الصَّنعاني : بقوله :

إذا نحنُ قُمنا في الصَّـلاة فإنَّنا
نُهينا عن الإتيانِ فيها بستَّـــة
بُرُوك بعير والتفـاتٌ كثعلَب
ونقرُ غُراب في سُجود الفَريضَـة
وإقعاءُ كلب أو كبَسْط ذراعِه
وأذنابُ خَيْل عند فِعل التَّحيَّــة
وزدنا كتَدبيـح الحمار بمَدِّه
لعُنق وتصويبٍ لرأسٍ بركعَــة
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
يشير بما زاد إلى حديث أبي سَعيد، وفيه :
«وَإِذَا رَكَعَ أَحَدُكُمْ فَلاَ يُدَبِّحْ تَدْبِيحَ الحِمَارِ، وَلْيُقِمْ صُلْبَهُ»(6)، وتدبيحُ الحمار : هُو خفضُه لرأسِه، فلا يُدبِّح المصلِّي عند الرُّكوع بأنْ يخفِضَ رأسَه حالَ ركوعِه, لكنَّ الحديثَ ضعيفٌ, ويُغني عنه ما ثبت في «صحيح مسلم»(7)أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم «إِذَا رَكَعَ لَمْ يُشْخِصْ رَأْسَهُ، وَلَمْ يُصَوِّبْهُ».
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
وعلى كلٍّ ؛ فإنَّ الإسلامَ جاء مكرِمًا للمُسلم مُعْليًا مِن شأنِه بإبعادِه عن هذِه الهيئاتِ تَكْرمَةً له، ولاسيَما في هذه الحال الشَّريفَة الفاضِلَة ـ قيامه بين يدَي الله تبارك وتعالى راكعًا ساجدًا خاضعًا متذللًّاـ، فعلى المُسلم أن يربَأَ بنفسِه أن يتَّصِف بصفاتِ هذه الحيواناتِ، ويبتَعد بنفسِه عن ذلكَ، والله وحدَه الموفِّق والمُعين لا شريكَ له.
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
(1) أحمد (15532)، وأبو داود (862)، والنَّسائي (1112)، وابن ماجة (1429)، وحسَّنه الألباني في «الصَّحيحة» (1168).
(2) في «السُّنن الكبرى» (702)، وأخرجه التَّرمذي (276)، وقال : حسن صحيح.
(3) في «السُّنن» (841)، وأخرجه أحمد (8955)، والتِّرمذي (269)، والنَّسائي (1090)، وقال الألباني في «صحيح أبي داود» (789): إسناده صحيح.
(4) في «المسند» (8106)، وحسَّنه الألباني في «صحيح التَّرغيب» (555).
(5) مسلم (431)، وأحمد (20806)، والنَّسائي (1185)، وفي «الكبرى» (1109).(6) أخرجه البيهقي في «السُّنن الكبرى» (2/121).
(7) برقم (498) من حديث عائشة رضي الله عنهما.




 توقيع : بالقرآن نرتقي





بالقرآن نرتقي

رد مع اقتباس