عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 09 Feb 2014, 09:34 PM
رضوان
اللهم لك الحمد ولك الشكر
موقوف
رضوان غير متصل
Saudi Arabia     Male
لوني المفضل Blue
 رقم باحث : 4218
 تاريخ التسجيل : May 2011
 فترة الأقامة : 5277 يوم
 أخر زيارة : 14 Feb 2015 (01:13 AM)
 المشاركات : 1,979 [ + ]
 التقييم : 13
 معدل التقييم : رضوان is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
احذر من كلمة (شاطر)



بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله * والصلاة والسلام على رسول الله * وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه * ثم أما بعدُ :

فإنه من الألفاظ المنتشرة والكلمات الشائعة قولهم ( شاطر ) يعنون به الحاذق الماهر * وهذا ما لا تعرفه اللغة * ولا وجه له فيها ألبتة * بل إن المذكور في كتب اللغة – قديمها وحديثها – هو معنى مغاير تماما لما اصطلح عليه العامة .

ولما كان معنى هذه الكلمة المعروف في كتب اللغة هو ( الفاجر الخبيث ) لاحظت أنه من الضروري التنبيه على ذلك * ولستُ إلا ناقلا عن أهل الشأن وأربابه * فإليكم بعض ذلك :

قال الخليل بن أحمد الفراهيدي في كتاب ( العين 6/234) : ورجل شاطر وقد شطر شطورا وشطارة وشطارا : وهو الذي أعيى أهله ومؤدبه خبثا .

وذكر أبو بكر الأنباري في كتابه ( الزاهر في معاني كلمات الناس 1/115) أن في معنى كلمة ( شاطر ) قولين عند أهل اللغة : أحدهما (المتباعد من الخير) والآخر ( الذي شطر نحو الشر وأراده) .
وقال الزمخشري في (أساس البلاغة 1/476) : وفلان شاطر : خليع * وشطر على أهله : راغمهم .

وقال القلقشندى في (صبح الأعشى 1/248) :
فالشطار جمع شاطر* وهو في أصل اللغة: اسم لمن أعيى أهله خبثا * يقال منه : شَطَرَ وشطُر بالفتح والضم شطارة بالفتح فيهما * ثم استعمل في الشجاع الذي أعيى الناس شجاعة * وغلب دورانه على لسان العامة * فامتهن وابتذل .

وقال الفيروز آبادي في (القاموس المحيط – مادة شطر) : الشاطر من أعيى أهله خبثا * وشطر عنهم : نزح عنهم مراغما .

وجاء في المعجم الوسيط : (الشاطر) : الخبيث الفاجر * وعند الصوفية : السابق المسرع إلى الله * والفهِم المتصرف .

وجاء في العامي الفصيح – أحد إصدارات مجمع اللغة العربية بالقاهرة – الشاطر في العامية : الماهر في عمله * وفي الفصحى : الخبيث الفاجر .

وقال الشيخ بكر أبو زيد – رحمه الله – في (معجم المناهي اللفظية ) : الشاطر هو بمعنى قاطع الطريق * وبمعنى الخبيث الفاجر * وإطلاق المدرسين له على المتفوق في الدرس خطأ * فليتنبه .
نعم * (الشاطر) في اصطلاح الصوفية : هو السابق المسرع إلى الله * فانظر كيف سرى هذا الاصطلاح الصوفي إلى تلقينه للطلاب . اهـ

وما ذُكِرَ – آنفا – من كلام أهل اللغة هو المعروف المستعمل في كلام الفقهاء والمحدثين وغيرهم * ومن ذلك :
قول ابن معين في ( الحًسين بن الفرج الخياط البغدادي ) : كذاب صاحب سكر شاطر .(الجرح والتعديل لأبي حاتم 3/62)

وذكر الذهبي في (السير8/437) عن الفضل بن موسى قال : كان الفضيل – ابن عياض – شاطرا يقطع الطريق .

فتبين بهذا كله قبح هذه الكلمة وسوء معناها * فليعدل عنها الآباء والمدرسون وغيرهم – ممن يستعملها – إلى ما لا قبح فيه كـ (ماهر) و(حاذق) و(ذكي) و(جيد) و(طيب) ونحو ذلك * والله أعلم * وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

منقول




مواضيع : رضوان


رد مع اقتباس