عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 13 Nov 2013, 06:55 AM
نور الشمس
** أم عمـــر **
وسام الشرف - مشرفة قروب - أخوات البحث العلمي - جزاها الله تعالى خيرا
نور الشمس غير متصل
Saudi Arabia     Female
لوني المفضل Olivedrab
 رقم باحث : 13417
 تاريخ التسجيل : Dec 2012
 فترة الأقامة : 4716 يوم
 أخر زيارة : 21 Aug 2023 (03:12 PM)
 المشاركات : 8,847 [ + ]
 التقييم : 35
 معدل التقييم : نور الشمس is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
Exclamation قوة العفو أقوى أم شهوة الانتقام؟؟؟



"

قـوة العفـو أقـوى أم شهـوة الانتقـام؟؟؟

طالب جامعي تقىّ نقىّ خلوق يدرس القضاء بإحدى الجامعات العربية رجع بيته فإذا زوجته تخونه على فراشه ، فلما رأوه ذعروا وخافوا ! فما كان منه إلا أن قال للرجل: البس ثيابك .

فقال له الزانى : أقسم بالله العظيم أنها من أغرتني فقال: البس ثيابك وستر الله عليك ، وأخرجه من منزله وهو يجتاش غيظا وقهرا ولكن أراد ما عند الله

فلما خرج الزانى ابتسم وقهقه ساخرا متعجبا من نجاته دون خسارة . !!

فقال الطالب الجامعي وهو مقهور منه : حسبي الله ونعم الوكيل .

ورجع إلى زوجته وقال لها: اجمعي ملابسك وأشيائك وأنا انتظرك بخارج الغرفة كي تذهبي إلى أهلك ، جلست تبكي وتفسر ما أصابها وأنها من نزوات الشيطان وتختلق كثيرا من التبريرات ، التزم الصمت حتى انتهت من كلامها وطلقها ثلاث طلقات وقال لها: ستر الله عليك وحسبي الله ونعم الوكيل

انتظرها بخارج الغرفة وسافر بها حوالي 300 كلم إلى أن أوصلها بيت أهلها .

و قال لها : ستر الله عليك واتقي الله الذي يراكي وسوف يرزقك من أوسع أبوابه!

فقالت له: فعلا أنا لا أستحق مثلك.

مرت السنون حتى تخرج من الجامعة ولم تغب عن عينه للحظة واحدة تلك الضحكة الساخرة من ذلك الهاتك لعرضه .

تزوج من امرأة ثانية وأنجب منها .. وتم تعيينه قاضيا بالمحكمة

ويقول: عوضني الله بإنسانة لم أحلم يوما بها فكانت عظيمة بكل ما تعنيه الكلمة.

أكمل دراسته حتى حصل على الدكتوراه بالقضاء الإسلامي ووصل إلى المحكمة الكبرى

يقول: طلبت من الله في كل صلاه أن أنسى ذلك الموقف .. ولكن دائما يمر بي كل ما رأيت شخص يضحك فاستعيذ بالله العظيم من الشيطان الرجيم.

وفي ذات يوم أتت لي أوراق القضايا كالعادة.. وكان الدور على قضية قتل للبتّ فيها.

وكانت المفاجأة التى لم أتصورها ، كان نفس الرجل الذي وجدته في فراش طليقتى ، وقد قام بقتل شخص زنى مع زوجته فى فراشه ! فسبحان من يمهل ولا يهمل ، كما تدين تدان و بالكيل الذي كلت به تكتال.

حضر إلىّ وهو مكبل بالحديد وحالته يرثى لها.

قلت له : ماذا أتى بك إلى هنا ؟ قال: لقد وجدت رجلا في فراشي مع زوجتي فقتلته .

فقال القاضي : ولماذا لم تقتل زوجتك حتى تكون الشجيع ابن الشجيع؟!!

فقال الرجل: لقد قتلت الرجل ولم أشعر بنفسي .

فقال القاضي: لماذا لم تتركه وتقول له ستر الله عليك؟! فقال الرجل: هل ترضاها يا شيخ على نفسك ؟

فقال القاضي: نعم أرضاها على نفسي ولا أقول إلا : حسبي الله ونعم الوكيل!

فما كان من الرجل إلا أن فتح فمه وقال: ..... لقد سمعت هذا الكلام من قبل !

فقال القاضي: نعم سمعته مني عندما غدرت بزوجتي وتستغل ذهابي للتحرش بها حتى أوقعت تلك المسكينة .

هل تذكر ضحكتَك عليّ وأنا أقول ستر الله عليك حتى تركتني أتحسب عليك والقهر يقطع جوفي؟

أمهلك الله لكنك تماديت بعصيانك وفجورك حتى أراد الله أن يقتص منك ، والآن سأصدر فيك حكم شرع الله عز وجل إلا إذا تنازل عنك أهل القتيل .

فقال الرجل: لا أريد منك إلا شيئا واحدا أن تسامحني وتدعوا لي بالرحمة ، نعم أطعت شيطاني وما قالته لك زوجتك صحيح ، فأنا من تحرشت فيها بوسائل عدة وهذه الحقيقة وياليتك قتلتني ذلك الوقت ولم أر ما رأيته .

فما كان للقاضي إلا أن قال: سامحك الله دنيا وآخرة.

بل وسعى هذا القاضى التقىّ النقيّ من ضمن أهل الخير ليقنعوا أهل المتوفَّى في التنازل ، ولكن حكمة الله فوق كل شيء أراد الله عز وجل أن يقتص من ذلك الرجل.

فانظر يا رعاك الله كيف أن قوة العفو والتسامح كانت أقوى من شهوة الانتقام !

وكيف أن الله دبر أمرهذا الشاب التقىّ ، والذى ضبط غضبه واتقى الله في زوجته حتى شفى غيظه وأرضاه من حيث لا يحتسب ، وكبت عدوه وخذله ليقرّ عين المظلوم من الظالم فسبحان اللطيف الخبير.




{منقووول للفآئدهـ}



"




 توقيع : نور الشمس



قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى:

‏🌱 اجعل نفسك دائماً في تفاؤل والذي يريده الله سيكون

‏ وكن مسروراً فرحاً واسع الصدر ،،

‏فالدنيا أمامك واسعة والطريق مفتوح ✨

‏فهذا هو الخير ،،،

‏ 📚 شرح رياض الصالحين - ج4 ص87

🦋🍃

رد مع اقتباس