مـآ سـبب إئتـلاف الأروآح واختـلافها ؟؟؟
"
ما سبب ائتلاف الأرواح واختلافها؟
الأستـآذ : حامد المهيري
من الظواهر الاجتماعية التي شاع انتشارها في الاجتماعات العامة ميل كل امرئ إلى من يشاكله ويناسبه روحا وخلقا، أو دينا وأدبا، أو مبدأ ومذهبا، أو حرفة وعملا.. فيلاحظ الناظر بعد مدة وجيزة من بدء اجتماع، أن المجتمعين قد انقسموا جماعات تتجادل كل جماعة في شؤونها الخاصة وأمورها المشتركة، وتتغيّر نفوسها إذا رأت دخيلا بين جماعتها لا تربطه بهم صلة.
وتجلس في ركوب عام، قطار أو سفينة أو حافلة أو "مترو" أو سيارة أو طائرة أو في مجلس من المجالس، فتجد نفسك منجذبا إلى بعض الحاضرين نافرا من آخرين وربما لم يكن قبل هذا اجتماع ولا تعارف ولا تعاد وتخاصم.. فما سر هذا التآلف والتحابب؟ وما علة هذا الاختلاف والتنافر؟
هذا ما تجده- أيها القارئ الكريم- في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم كما رواه البخاري عن عائشة ومسلم عن أبي هريرة "الأرواح جنود مجنّدة، فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف".
الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2638
خلاصة حكم المحدث: صحيح
إذا حاولنا تحليل ألفاظ هذا الحديث وجدنا أن الروح ما به الحياة والحركة، وأن الجنود هم الأعوان والأنصار، وبعبارة أخرى الجيش والعسكر، وأصل المادة الغلظ والتجمع، يقال للأرض الغليظة ذات الحجارة: جند، وتجنيد الجند جمعهم، فمعنى مجندة أي مجموعة، والتعارف معرفة بعضها بعضا والمعرفة إدراك الشيء بتفكّر وتدبّر لأثره. والتناكر ضده والإئتلاف الاجتماع مع التئام وبعبارة أخرى: الإئتناس والمحبة وضدّه الاختلاف.
فالحديث يقول: إن أرواح العباد ونفوسهم جنود مجتمعة وجيوش مجيشة، فالتي بينها تعارف وتشاكل وتوافق وتناسب يألف بعضها بعضا ويسرّ باجتماعه ويفرح للقائه لاتفاق في المبدإ وتقارب في الروح. روى أبو يعلى في مسنده عن عمرة بنت عبد الرحمان قالت: كانت امرأة بمكة مزاحة فنزلت على امرأة مثلها في المدينة، فبلغ ذلك عائشة فقالت "صدق حِبِّي "الحبيب المحبوب" سمعت رسول الله عليه وسلم يقول: "الأرواح جنود مجنّدة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف".
أما التي بينها تناكر وتباين وتباعد وتغاير فإنها تختلف، وينفر بعضها من بعض ولا يودّ لقاءه. فالأخيار الأبرار الأمجاد الأطهار إذا وجدوا في مجتمع جذبوا أشباههم أو انجذبوا إليهم وسرى بينهم تيار من المحبة جمّع قلوبهم ووثق فيها روابط الصلة وعرى الإخاء والمودّة. أما من لا يشاكلهم فتنفر منه قلوبهم وكذلك الأشرار الفجّار إذا حلّوا بناد من النوادي بادر إليهم أضرابهم وجذبهم قرناؤهم ونفروا ممّن لا يتخلّق بخلقهم ولا يسير في سبيلهم.
فإذا عرفت رجالا بالبر والاستقامة ونفرت منهم نفسك ونبا عنهم قلبك فاعلم أن فيك عيبا ونقصا، وأنك دونهم في الطهارة فداو نفسك من عيوبها، وطهّرها من أوزارها حتى تتقارب الأرواح، وتتشاكل النفوس فتحلّ الألفة محل النفرة، وإذا رأيت نفسك ميالة إلى من تعرفهم بالشر والفسق والخلاعة والعهر فاعلم أنك من طبقتهم ونسبك في شجرتهم، فإذا كانت نفسك تحدثك بأنك البر الأمين أو الصوفي العظيم أو التقي المخلص أو الإنسان المهذّب فكذّب نفسك في حديثها واعتقد أنك غرّ مخدوع وأبله مفتون، ففتّش في زوايا قلبك تجد للباطل ركنا وللشيطان حظا وللفساد جوا، وهذا ما جذب قلبك إلى الأشرار.
وإذا رأيت نفسك تميل إلى الأخيار وتحب مجالسهم وتنجذب إليهم مع علمك بسوء سيرتك واعوجاج طريقتك، فأدرك أن فيك بقية من الخير ولا يزال فيك أمل فرَبّ هذه البقية وقوّ هذا الأمل حتى يرحل عنك الشر وتدخل بجملتك في حزب الخير. وكذلك إذا كنت طاهرا نقيا برا تقيا ورأيت في نفسك بعض الميل للمجرمين، أو الركون إلى الظالمين فاعرف أن الشيطان قد نفث فيك نفثه وثغر في قلبك ثغره فتحصّن منه بـ"قل أعوذ برب الفلق، من شر ما خلق، ومن شر غاسق إذا وقب، ومن شرّ النفاثات في العقد، ومن شر حاسد إذا حسد" "الفلق"..
فالحديث النبوي يكشف الغطاء عن طبيعة من طباع النفوس البشرية لننتفع بها فنجنّبها الشر ونغمرها بالخير. وهذا نفس الفهم الذي فهمه علماء الاسلام في الماضي البعيد، وفي بداية القرن الرابع عشر هجري/ القرن العشرين ميلادي، وما زال صالحا في المستقبل البعيد. والواقع الحياتي أثبت صحة مضمون هذا الحديث النبوي الشريف، لماذا لا نعلّمه ونفسّره لمختلف الأجيال حتى لا يقعوا في ما لا يحمد عقباه؟.
اجعلوا- يا أيها المسلمون- دائما أمام بصائركم قول الله تعالى "وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب" "المائدة2" وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم "إذا أردت أن تفعل أمرا فتدبر عاقبته فإن كان خيرا فأمضه وإن كان شرّا فانته".
الراوي: عبدالله بن مسور الهاشمي المحدث: السيوطي - المصدر: الجامع الصغير - الصفحة أو الرقم: 414
خلاصة حكم المحدث: مرسل ضعيف
. وقال عليه الصلاة والسلام "البر ما سكنت إليه النفس واطمأن إليه القلب، والإثم ما لم تسكن إليه النفس ولم يطمئن إليه القلب وإن أفتاك المفتون"
الراوي: أبو ثعلبة الخشني المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 2881
خلاصة حكم المحدث: صحيح
"
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى:
🌱 اجعل نفسك دائماً في تفاؤل والذي يريده الله سيكون
وكن مسروراً فرحاً واسع الصدر ،،
فالدنيا أمامك واسعة والطريق مفتوح ✨
فهذا هو الخير ،،،
📚 شرح رياض الصالحين - ج4 ص87
🦋🍃
|