الحمد لله أهل الحمد ومستحقه حمدا يفضل على كل حمد كفضل الله على خلقه والصلاة والسلام على من لانبي بعده وعلى آله وجميع صحبه
وبعد

كانت المعلمة الجديدة في عملها تقوم بأعمالها خير قيام ، تعيش حياتها بشكل طبيعي ، وكأي فتاة في عمرها تقدم لها بعض الخطّاب ، لكنها لم توافق على أحد منهم ، وفي أحد أيامها أخذت حياتها في التغيّر حيث بدأت تحس بآلام وتنمّل في قدميها ، وبدأ المشي يتعبها كثيرًا ، ثم تطور الأمر شيئًا فشيئًا حتى أصبحت مقعدة عن الحركة ..

بدأت في التغيّب عن المدرسة وأخذت إجازات مرضيّة متعددة ، ثم إجازات دون مرتب حتى استنفذت رصيدها فلم تستطع أخذ إجازة ولو بدون مرتب ، فقد طال مرضها وطالت معاناتها في المستشفيات طوال تلك الفترة التي بلغت حوالي أربع سنوات ..

وعندما بدأ أحد الرقاة من طلبة الشيخ مع بداية عام 1426هـ بالقراءة عليها بحضور أخيها ( بنيّة الهداية والشفاء) كانت تتألم في بطنها وتصرخ من شدة الألم ، وحين سألها الراقي إن كانت تتّهم أحدًا تذكّرت رؤيا سابقة شاهدتها فقد رأت ثعبانًا أصفر اللون مجروحًا في رأسة وكانت في منامها خائفة منه ، ففسر الراقي الرؤيا برجل في وجهه صفار وفي رأسه أثر جرح ، وحينما سألت أخاها عمن خطبها سابقاً ذكر لها أنه بهذا الوصف وأن في رأسه أثرًا من صدمة بسبب حادث ، فطلب الراقي أخذ الأثر منه ، وبعد أخذ الأثر وإضافة الماء إليه وشرب بعضه والاغتسال من باقيه بدأت تمشي بدون عصا ، ثم قرأ عليها الراقي مرة أخرى لكنها لم تتألم كما في السابق ، وتذكّرت بعد القراءة مديرتها ومعلمتين معها واتهمتهن بالعين مع حسن الظن بهن ، ولما أخذت من أثرهن زال ما بقي من آلامها وعادت بفضل الله إلى عملها وطالباتها .. فلله الحمد والمنه .
ومن خلال هذه القصة نعلم أنه ينبغي للمسلم أن يجعل العين أحد أسباب المرض ( ولا يهمل غيرها) فقد عدّها النبي صلى الله عليه وسلم أكثر أسباب الموت ، وذلك لكي لاتضيع أوقاته وأمواله خاصة إذا جهل سبب مرضه .
منقوووووووول