04 Oct 2013, 11:55 PM
|
|
|
|
|
|
مشرفة قروب ـ رياحين الإخاء جزاها الله تعالى خيرا
|
|
|
|
|
|
|
لوني المفضل
Cadetblue
|
|
رقم باحث : 8317 |
|
تاريخ التسجيل : Jan 2010 |
|
فترة الأقامة : 5760 يوم |
|
أخر زيارة : 08 Dec 2023 (11:50 PM) |
|
المشاركات :
2,584 [
+
]
|
|
التقييم :
18 |
معدل التقييم :
 |
|
بيانات اضافيه [
+
] |
|
|
|
|
وقفات مع الرياء
مصدر راءى يرائي ؛ أي عمل عملا ليراه الناس ،ويقال : مراءاة
كما يقال :جاهد جهادا ومجاهدة، ويدخل في ذلك من عمل العمل ليسمعه الناس ،ويقال له : مسمع
وفي الحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال :
من راءى راءى الله به ، ومن سمَّع سمَّع الله به .
لا يوجد تخريج لهذا المتن
والرياء خلق ذميم ، وهو من صفات المنافقين ،
قال الله تعالى
(وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا)
[سورة النساء - آية : 142] .
المقام الأول : في حكمه .
فنقول : الرياء من الشرك الأصغر ؛ لأن الإنسان قصد بعبادته غير الله ، وقد يصل إلىالأكبر
وقد مثل ابن القيم للشرك الأصغر ، فقال : " مثل يسير الرياء " ، وهو يدل
على أن الرياء كثير قد يصل إلى الأكبر .
المقام الثاني : في حكم العبادة إذا خالطها الرياء ،
الأول : أن يكون الباعث على العبادة مراءاة الناس من الأصل ، كمن قام - يصلي منأجل مراءاة الناس ، ولم يقصد وجه الله ،
فهذا شرك والعبادة باطلة .
الثاني : أن يكون مشاركا للعبادة في أثنائها ، بمعنى أن يكون الحامل له في أول أمره
الإخلاص لله ، ثم يطرأ الرياء في أثناء العبادة .
فإن كانت العبادة لا ينبني آخرها على أولها ،
فأولها صحيح بكل حال ، وباطل آخرها .
مثال ذلك : رجل عنده مائة ريال قد أعدها للصدقة ، فتصدق بخمسين مخلصا ، وراءى
في الخمسين الباقية ، فالأولى حكمها صحيح ، والثانية باطلة .
أما إذا كانت العبادة ينبني آخرها على أولها ، فهي على حالين :
أ - أن يدافع الرياء ولا يسكن إليه ، بل يعرض عنه ويكرهه؛
فإنه لا يؤثر عليه شيئا ؛
لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - :
إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به نفسها ما لم تعمل أو تتكلم .
صحيح البخاري الطَّلَاقِ (4968) ، صحيح مسلم
الإيمان (127) ، سنن الترمذي الطلاق (1183) ، سنن النسائي الطلاق (3435) ،
سنن أبي داود الطلاق (2209) ، سنن ابن ماجه الطلاق (2040) ، مسند أحمد
(2/491).
مثال ذلك : رجل قام يصلي ركعتين مخلصا لله ، وفي الركعة الثانية أحس بالرياءفصار يدافعه ؛
فإن ذلك لا يضره ، ولا يؤثر على صلاته شيئا .
ب - أن يطمئن إلى هذا الرياء ولا يدافعه ، فحينئذ
تبطل جميع العبادة ؛ لأن آخرها مبني على أولها ومرتبط به .
مثال ذلك : رجل قام يصلي ركعتين مخلصا لله ، وفي الركعة الثانية طرأ عليه الرياء
لإحساسه بشخص ينظر إليه ، فاطمأن لذلك ونزع إليه ،
فتبطل صلاته كلها لارتباط بعضها ببعض .
الثالث :ما يطرأ بعد انتهاء العبادة ،
فإنه لا يؤثر عليها شيئا ،
اللهم إلا أن يكون فيه عدوان ؛ كالمن والأذى بالصدقة ، فإن هذا العدوان
يكون إثمه مقابلا لأجر الصدقة فيبطلها ،
لقوله تعالى :
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى)
[ البقرة : 264 ] .
وليس من الرياء أن يفرح الإنسان بعلم الناس بعبادته ؛ لأن هذا إنما طرأ بعد الفراغ من العبادة .
وليس من الرياء أيضا أن يفرح الإنسان بفعل الطاعة في نفسه، بل ذلك دليل على إيمانه ،
وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - :
تلك عاجل بشرى المؤمن .
سنن الترمذي الْفِتَنِ (2165) ،
مسند أحمد (1/18). من سرته حسناته وساءته سيئاته ، فذلك المؤمن .
وقد سئل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك ، فقال : صحيح مسلم الْبِرِّ وَالصِّلَةِ
وَالْآدَابِ (2642) ، سنن ابن ماجه الزُّهْدِ (4225) ، مسند أحمد (5/156).
المصدر :
مجموع فتاوى ورسائل الشيخ محمد بن صالح العثيمين » كتاب التوحيد » باب ما جاء في الرياء .
بتصريف يسير
|