عرض مشاركة واحدة
قديم 22 Sep 2013, 12:09 AM   #2
بالقرآن نرتقي
مشرفة قروب ـ رياحين الإخاء جزاها الله تعالى خيرا


الصورة الرمزية بالقرآن نرتقي
بالقرآن نرتقي غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 8317
 تاريخ التسجيل :  Jan 2010
 أخر زيارة : 08 Dec 2023 (11:50 PM)
 المشاركات : 2,584 [ + ]
 التقييم :  18
 مزاجي
لوني المفضل : Cadetblue
رد: حطــــــــمي قيـــــــــودك !!!



كيف نوقن بالآخرة؟
إذا علمت أن الوظيفة الأساسية التي خلقنا الله من أجلها هي عبوديته
( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ )
[الذاريات: 56]
... وأن العبودية المطلوبة من العبد لربه هي خضوعه واستسلامه وانقياده التام والمطلق له في كل أمور حياته
(قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لاَ شَرِيكَ لَهُ )
[الأنعام: 162]
... وأن الدنيا دار امتحان واختبار
(إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً )
[الكهف: 7]
، وأن هذا الامتحان يبدأ من البلوغ وحتى بلوغ الأجل..
وأن الرقابة على الامتحان يتولاها الله عز وجل بنفسه
( إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا )
النساء: 1]
، وأن هذا الامتحان يمكن أن ينتهي في أي وقت.. وأن الموت قادم لا محالة
(كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَة )ِ
[آل عمران: 185]
، وأنه بعد الموت.. قبر.. وبعث.. وحساب.. ثم جنة أو نار..
وأن النجاة من النار والفوز العظيم هو الفوز بالجنة
( فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُور )ِ )
[آل عمران: 185]
.. إذا تيقنت من ذلك فستعمل جاهدًا على الفوز بالجنة،
وستبحث عن الأسباب المؤدية لذلك.

مما سبق..
علمنا أن حب الدنيا وإيثارها على الآخرة هو السبب الرئيس للقيود والسلاسل
التي تقيد قلوبنا، وأن حب الدنيا هو القفص الذي سجنا أنفسنا فيه..
وأن حب الدنيا يعوقنا عن المسارعة إلى الخيرات والتنافس في الطاعات.

آن الأوان إذن لكي نسأل..
كيف نحطم هذه القيود؟
كيف نخرج من هذا السجن؟
كيف يمكن تحرير القلب من أسر الشهوات؟
هل يمكن أن نتخلص من جواذب الأرض وشواغلها؟

كيف نحطم هذه القيود؟
علمنا مما سبق أنه لا بديل عن تحطيم القيود التي تكبلنا وتمنعنا من الانطلاق إلى الله والمسارعة إلى ما يحبه ويرضاه .. وقلنا إن هذه القيود محلها القلب.. وإن السبب الرئيس لها هو حب الدنيا.. لذلك فتحرير القلب من هذه القيود هو الهدف الذي نتطلع إليه ونتمنى تحقيقه.. ولكن كيف يمكن ذلك وحب الدنيا قد تمكن من قلوبنا؟

إن العلاج يقوم على محاور ثلاثة:
1- الخوف من الله:
إن البداية الصحيحة لتحرير القلب من قيوده لِيستطيعَ السير إلى الله تحتاج إلى يقظة لتنبيه الغافلين وإيقاظ النائمين.. وهذه اليقظة لا بد لها من وجود مؤثر ضخم.. وهذا المؤثر هو الخوف من الله.. خوف يملأ القلوب.. خوف يدفع إلى العمل والانتباه.. لا خوفٌ يهز المشاعر ويرسل الدموع ثم يمضي إلى حال سبيله.. خوف مبعثه الإجلال والتعظيم والمهابة لله عز وجل.

الخوف من عاقبة المعاصي والذنوب :
(أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَّحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ )
﴾ [الجاثية: 21].

خوف من الشعور بالتقصير في حق العبودية.. خوف من سوء الخاتمة.. من سكرات الموت وظلمة القبر.. خوف من أهوال يوم القيامة
( يَوْمًا يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيبًا )
[المزمل: 17].

إذا استطعنا أن نفكر بصورة مستمرة في أسباب الخوف من الله كان ذلك البداية الحقيقية لسير القلب إلى الله
(وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى)
﴾[النازعات: 40].

والوسائل العلمية لاستجلاب الخوف كثيرة:
منها التفكر في عظمة الله عز وجل وقدرته.... وكثرة ذكر الموت.. والاستماع إلى المواعظ والقراءة في كتب الرقائق.. وإحصاء الذنوب.. وتذكر أهوال القيامة...


_____ يتبــــــــــــــع _____

2- إصلاح القلب وتطهيره:-
علمنا مما سبق أنه إذا نجحنا في استخدام سياط الخوف من الله في إيقاظ القلب من غفلته فإن الخطوة التالية هي تطهير القلب من آفاته وتحريره من شهواته وأهوائه ورغباته..

فالقلب هو مجمع الأهواء والشهوات والمشاعر،
فهو محل الإرادة واتخاذ القرار لقول النبي عليه الصلاة والسلام:
(ألا إن في الجسد مضغةً إذا صلَحت صلَح الجسدُ كله، وإذا فسَدت فسَد الجسدُ كله، إلا وهي القلب).

فإذا أردنا أن نبحث عن سموم القلب وآفاته فسنجد أن المعاصي والذنوب هي العامل الأساسي فيها.. فالمعاصي سبب في ظلام القلب وضيق الرزق وسواد الوجه والشعور بوحشة بين العبد وربه.. وهي سبب في حرمان الطاعة والتمادي في المعصية.. وهي سبب لهوان العبد على ربه.. وهي سبب في غضب الله ومقته.. وهي سبب في ضعف السير إلى الله وإلى الدار الآخرة..

ويمكن تقسيم المعاصي إلى:
1- معاصي الجوارح:
معاصي اللسان :
(غيبة – نميمة – كذب – فحش في القول...)، معاصي العين (النظرة الحرام)، معاصي الأذن (الاستماع إلى الحرام)، معاصي اليدين والقدمين (السير إلى معصية الله).

2- معاصي القلوب:-
الكبر، الحقد والحسد، الإعجاب بالنفس والغرور، الشح، الرياء، حب المال والجاه.
إيانا والإصرار على الذنوب، ولنعلم أننا قد نحاول ترك الذنب فنقع فيه مرة أخرى، فلا نيأس ونبادر بالتوبة والاستغفار
(وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ )
[آل عمران: 135].

3- العودة الحقيقية إلى القرآن:
مما لا شك فيه أنه بعد تطهير القلب من المعاصي والسيئات وتحريره من أسر الشهوات سنحتاج إلى شغل قلوبنا بالقرآن.
فالقرآن وسيلة لزيادة الإيمان
( وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا )
[الأنفال: 2]
، وهو العلاج الناجع لأمراض القلوب ( يا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ) [يونس: 57]
، وهو أفضل وسيلة للتغيير والتقويم
(إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا) [الإسراء: 9]
، فهو لو استقبلته الجبال لتصدعت ولأصبحت رمادًا من قوة تأثيره
﴿لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ) [الحشر: 21]
، فالقرآن يعظم قدر الله داخل النفس... ويعرف الإنسان بحقيقة الدنيا ومداخل النفس ومصايد الشيطان، وهو كذلك يزهد في الدنيا... ويحطم داخلَنا جدارَ الخوف... الخوف على الرزق.. المستقبل.. الأولاد.. إلخ.

وخلاصة القول:-
القرآن هو الوسيلة الأكيدة لإيقاظ الفرد من غفلته وجعله في حالة دائمة من الانتباه، فيسهل عليه بعد ذلك أداءُ ما هو مطلوب منه في رحلته إلى ربه.

ولعلك تقولين :
ولكنني أقرأ القرآن وأختمه مرات ومرات، بل وأحفظ بعضه وأستمع إليه ليل نهار،
ومع ذلك لا أشعر بتغيير.. لا أجد همةً ولا روحًا تدفعني إلى الآخرة..
لا أزال أشعر بثقل القيود في قلبي.

_____ يتبــــــــــــــــــع _____



 
 توقيع : بالقرآن نرتقي





بالقرآن نرتقي


رد مع اقتباس