عرض مشاركة واحدة
قديم 05 Sep 2013, 02:09 AM   #2
نور الشمس
وسام الشرف - مشرفة قروب - أخوات البحث العلمي - جزاها الله تعالى خيرا
** أم عمـــر **


الصورة الرمزية نور الشمس
نور الشمس غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 13417
 تاريخ التسجيل :  Dec 2012
 أخر زيارة : 21 Aug 2023 (03:12 PM)
 المشاركات : 8,847 [ + ]
 التقييم :  35
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
 مزاجي
لوني المفضل : Olivedrab
رد: كيـف يختـرق الجـآن حجآب الرؤيــه ؟؟!!



الاتصال السمعي وأدلته:
قال تعالى: (وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَـكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ) (البقرة: 102) وهذا شاهد قوي على إمكان ظهور الجن للإنس وليس رؤية الإنس للجن، فالتدريس والتعلم لا يتمان إلا من خلال وسائل اتصال حسية، أي عن طريق السمع والبصر، وهذا يقتضي أن الشياطين كانت تتصل باليهود سمعيا وبصريا، بل وحسب نص الآية (مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ) فقد جزمت الآية بأن الاتصال السمعي على وجه الخصوص، لأن التلاوة تقتضي السماع بلا منازع في هذا القول.

كما تتنزل الشياطين على الكهنة فتقرقر في آذنيه بما استرقوه من السمع، وهذا من خلال وسيط من الجن حاضر على جسده، قال تعالى: (هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَن تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ * تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ * يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ) [الشعراء: 220: 223]، فالسحرة يسمعون الشياطين،

فعن عروة بن الزبير قالت عائشة رضي الله عنها سأل أناس النبي صلى الله عليه وسلم عن الكهان فقال: (إنهم ليسوا بشيء)، فقالوا: يا رسول الله فإنهم يحدثون بالشيء يكون حقا قال: فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (تلك الكلمة من الحق يخطفها الجني فيقرقرها في أذن وليه كقرقرة الدجاجة فيخلطون فيه أكثر من مائة كذبة).( )

فالقرقرة أسلوب لا يتفق وطبيعة الإنس، لأن (القر: ترديدك الكلام فـي أذن الـمخاطب حتـى يفهمه. و قَرُّ الدجاجة: صوتُها إِذا قطعته، يقال: قَرَّتْ تَقِرُّ قَرّاً و قَرِيراً. فإِن رددته قلت: قَرْقَرَتْ قَرْقَرَةً، ويروى: كقَزِّ الزجاجة، أَي كصوتها إِذا صب فـيها الـماء). ( ) فالقرقرة تتصف بسرعة في الإلقاء تتفق وقدرات الجن، إذًا فعندما يلقي الشيطان كلماته بسرعة، هو يلقيها إلى شيطان آخر حاضر إلى جسد الساحر، قادر على استيعاب القرقرة، ومن خلاله هذا الشيطان الوسيط يسمع الساحر كلام مسترق السمع.

قالت عائشة: سأل أناس رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الكهان فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ليسوا بشيء قالوا يا رسول الله فإنهم يحدثون أحيانا بالشيء يكون حقا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تلك الكلمة من الحق يخطفها الجني فيقرها في أذن وليه قر الدجاجة فيخلطون فيها أكثر من مائة كذبة). ( )

عن عائشة قالت: قلت: يا رسول الله إن الكهان كانوا يحدثوننا بالشيء فنجده حقا قال: (تلك الكلمة الحق يخطفها الجني فيقذفها في أذن وليه ويزيد فيها مائة كذبة).( )

عن عائشة رضي الله عنها قالت: هزم المشركون يوم أحد هزيمة تعرف فيهم فصرخ إبليس أي عباد الله أخراكم فرجعت أولاهم فاجتلدت هي وأخراهم فنظر حذيفة بن اليمان فإذا هو بأبيه فقال: أبي أبي قالت: فوالله ما انحجزوا حتى قتلوه فقال: حذيفة غفر الله لكم قال: عروة فوالله ما زالت في حذيفة منها بقية خير حتى لقي الله.( )

عن كعب بن مالك قال: كان أول من ضرب على يد رسول الله صلى الله عليه وسلم البراء بن معرور، ثم تتابع القوم، فلما بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صرخ الشيطان من رأس العقبة بأبعد صوت سمعته قط: يا أهل الجباجب، والجباجب المنازل، هل لكم في مذمم والصباة معه قد أجمعوا على حربكم؟ قال علي يعني ابن إسحاق: ما يقوله عدو الله محمد؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (هذا أزب العقبة، هذا ابن أزيب، اسمع أي عدو الله، أما والله لأفرغن لك).( )

فهذا الحديث شاهد على إمكان ظهور الجن عيانًا خاصة في صورة الهوام كالحيات وغيرها، بحيث يراه جميع الحضور، وغير ممتنع على إطلاقه، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (فإذا رأيتم منهم شيئًا)، وشاهد آخر عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه صلى صلاة قال: (إن الشيطان عرض لي، فشد علي ليقطع الصلاة علي، فأمكنني الله منه فذعته، ولقد هممت أن أوثقه إلى سارية حتى تصبحوا فتنظروا إليه فذكرت قول سليمان عليه السلام رب (هب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي) فرده الله خاسيا).( )

عن عبد الله بن عمر قال: ما سمعت عمر لشيء قط يقول إني لأظنه كذا إلا كان كما يظن بينما عمر جالس إذ مر به رجل جميل، فقال: لقد أخطأ ظني، أو إن هذا على دينه في الجاهلية، أو لقد كان كاهنهم، علي الرجل، فدعي له، فقال له ذلك، فقال: ما رأيت كاليوم استقبل به رجل مسلم، قال: فإني أعزم عليك إلا ما أخبرتني، قال: كنت كاهنهم في الجاهلية، قال: فما أعجب ما جاءتك به جنيتك؟ قال: بينما أنا يوما في السوق جاءتني أعرف فيها الفزع، فقالت: ألم تر الجن وإبلاسها، ويأسها من بعد إنكاسها، ولحوقها بالقلاص وأحلاسها، قال عمر: صدق بينما أنا نائم عند آلهتهم إذ جاء رجل بعجل فذبحه، فصرخ به صارخ لم أسمع صارخا قط أشد صوتا منه، يقول: يا جليح أمر نجيح، رجل فصيح، يقول: لا إله إلا الله، فوثب القوم قلت: لا أبرح حتى أعلم ما وراء هذا، ثم نادى يا جليح، أمر نجيح، رجل فصيح، يقول: لا إله إلا الله، فقمت فما نشبنا أن قيل هذا نبي. أخرجه: البخاري (3577). ( )

(الكشف السمعي والبصري اليقظي والمنامي):
وهو ما يطلق عليه الأطباء النفسيين مسمى (هلاوس سمعية وبصرية)، فمن علامات المس ما يراه البعض من أشخاصٍ وأشباحٍ، يقظة ومنامًا، وقد يسمعهم يكلمونه ويخاطبونه، أو يصرخون ويصيحون ويضحكون ويبكون، وهذا يسمى (الكشف البصري والسمعي)، وهذا ما يتم في أثناء عقد الجلسات، وللأسف أن المريض يظن أن المعالج ساحرًا يخيل له ما يراه، وبالتالي يفر منه على اعتبار أنه دجال، والحقيقة أن هذه الرؤى أمر طبيعي يتم نتيجة اتصال عين الجن المتلبس بالجسد بعين المريض، ومركز الإبصار في مخ الجني مع مركز الإبصار في مخ الإنسي، هذا إذا حضر الجن على جسد الممسوس، وبالتالي يرى المريض نفس ما يراه الجن، وهذا مما يساعدنا على اكتشاف ما يحدث للجن أثناء الجلسات، وبالتالي نحصل على معلومات هامة عن مدى تطور الحالة، فهذا من إيجابيات (الكشف البصري)، كما أنه أمر سلبي قد يؤرق المريض ويقلقه، وهذا لا يتم تبعًا لإرادة الجن، ولكن بعد تأثره بالدعاء المخلص لله تعالى، ليرى المريض بواسطة عين الجن ما لا يراه الشخص الطبيعي، فإذا شفي المريض من المس انتفى عنه إمكان هذه الرؤى نهائيًا.

فعن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لابن صائد: (ما ترى؟) قال: أرى عرشًا على الماء أو قال: على البحر حوله حيات، قال صلى الله عليه وسلم: (ذاك عرش إبليس).( )

فابن صائد وهو في شبه الجزيرة العربية، رأى عرش إبليس على الماء أو البحر، رغم المسافة البعيدة بين المكانين، وقد كان ساحرا، ويظن انه الدجال .

حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن سالم عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بابن صياد في نفر من أصحابه فيهم عمر بن الخطاب وهو يلعب مع الغلمان عند أطم بني مغالة وهو غلام فلم يشعر حتى ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم ظهره بيده ثم قال: (أتشهد أني رسول الله؟) فنظر إليه ابن صياد فقال: أشهد أنك رسول الأميين ثم قال ابن صياد للنبي صلى الله عليه وسلم: أتشهد أني رسول الله؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (آمنت بالله وبرسله) قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ما يأتيك؟) قال ابن صياد: يأتيني صادق وكاذب فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (خلط لك الأمر) ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إني قد خبأت لك خبيئا) وخبأ له ( يوم تأتي السماء بدخان مبين ) فقال ابن صياد: هو الدخ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (اخسأ فلن تعدو قدرك) فقال عمر: يا رسول الله ائذن لي فيه فأضرب عنقه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن يكن هو فلن تسلط عليه، وإن لا يكن هو فلا خير لك في قتله). ( )

حدثنا محمد بن المثنى حدثنا سالم بن نوح عن الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد قال لقيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر في بعض طرق المدينة فقال له رسول الله صلى اللهم عليه وسلم أتشهد أني رسول الله فقال هو أتشهد أني رسول الله فقال رسول الله صلى اللهم عليه وسلم آمنت بالله وملائكته وكتبه ما ترى قال أرى عرشا على الماء فقال رسول الله صلى اللهم عليه وسلم ترى عرش إبليس على البحر وما ترى قال أرى صادقين وكاذبا أو كاذبين وصادقا فقال رسول الله صلى اللهم عليه وسلم لبس عليه دعوه). ( )

القسم الأول: (الكشف البصري والسمعي المنامي):
وإذا رأيتهم في حالة (غيبوبة) بين النوم واليقظة، فهذا يسمى (كابوس)، وهو يتم حقيقة وليس تخييلاً، وأحيانًا يكون تمثيل وتصوير بهدف التمويه وتضليل المعالج، وتفسير ما تراه وتصنيفه متروك لخبرة المعالج وتقديره، فعليك بالآذان ومهاجمته، وأبلغ المعالج بما تراه.

ويحدث الكشف البصري والسمعي والإنسان في حالة ما بين النوم واليقظة، فلا يكون مستغرقا في النوم بأي حال من الأحوال، حتى ولو بدى له ذلك، حيث يتفاعل الرائي مع كل ما يراه في هذا الكشف، فيتفاعل مع الأحداث ويغير من مجرياتها، وربما خاطب الجن وخاطبوه، بل ويمتد الأمر إلى حد قتالهم، ودفع ضررهم وعدوانهم.

القسم الثاني: (الكشف البصري والسمعي اليقظي):
ويتم الكشف البصري والسمعي اليقظي على حالتين، الأولى والرائي مفتوح العينين، والأخرى وهو مغمض العينين.

الإبصار والعينين مفتوحتين:
إذا رأيت الجن وحدك وأنت مفتوح العينين، ولم يره المحيطين بك، فهذا يسمى (تمثل)، ويعني أن الجن ماثل أمامك خارج الجسد، بشرط أنك إذا أغمضت عينيك لم تره، وهنا عليك مهاجمته، أو ردد الآذان إذا خفت منه، فسوف يجري وله ضراط، أو على أقل تقدير كرر التكبير والبسملة.

قال تعالى: (فَاتَّخَذَتْ مِن دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا) (مريم: 17)، ورؤية الملك كانت قاصرة عليها تراه وحدها فلا يراه غيرها، وهذا هو مفهوم التمثل، وهذا شاهد على أن الملائكة قد تتمثل للصالحين من عباد الله.

وكما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن المسيح الدجال أن الشياطين ستتمثل في صورة الإنس: (وإن من فتنته أن يقول لأعرابي: أرأيت إن بعثت لك أباك وأمك، أتشهد أنى ربك؟ فيقول: نعم، فيتمثل له شيطانان في صورة أبيه وأمه فيقولان: يا بنى اتبعه فإنه ربك..).( )

الإبصار والعينين مغمضتين:
إذا رأيت الجن يقظة وأنت مغمض العينين فهذا يعني أن من تراه من الجن موجودون داخل جسدك، فعليك بترديد الآذان ومهاجمته، ويمكن لك في هذه الحالة رؤيته أيضا إذا فتحت عينينك، ولكن تكون الرؤية باهتة نوعا ما، وليست في درجة وضوح الرؤية حين إغماض العينين، وربما تبهت إلى درجة ينعدم معها الإبصار تماما، فهي على درجات.

لذلك نعمد كمعالجين إلى أن نطلب من المريض إغماض عينيه، ربما أمكن الاستفادة من المكاشفة هنا في الحصول على معلومات تشخيصية تفيد في علاجه، وتنبئ المعالج إلى مدى تطور علاج المريض، فقد يموت شيطان فيرى المريض لك ويخبر به المعالج، فهذا دليل على أننا نجحنا في خطوة من العلاج، وقد يرى المريض الشيطان أمامه، فتبدو عليه علامات يعرف منها دينه وملته وقوته وجنسه ومواطن ضعفه وقوته، وتفضح مراوغاته وألاعيبه.

من الممكن أن يتلاعب الجن بعين المريض، فيخيل له ما يروع به فؤاده، أو من لا دراية له بالتعامل مع الجن، إلا أن هذا الدور المضلل يتقلص كثيرًا مع خبرة المعالج المحنك، وينعدم بالتزام الضوابط الشرعية التي من المفترض إلمام المعالج بها، والمريض يستطيع أن يفرق بين تخييل الشيطان وبين الحقيقة، فإذا شعر المريض بقسوة وغلظة في القلب، فاعلم أن هذا من تخييل الشيطان، وإن شعر بانشراح صدره فما يراه حقيقة وليس تخييلاً، وفي كثير من الأحيان ذا كان هناك ساحر يتابع مجرى أحداث الجلسات عن طريق الكشف البصري، ففي مثل هذه الحالة قد يصنع للمريض (سحر تخييل) ليضلل به المعالج، وخلاف ذلك فقد يصنع للمريض (سحر طمس) فينطمس سمع وبصر المريض ويتوقف الكشف السمعي والبصري، وهما من أهم الأدوات المساعدة للمعالج في إنجاز الجلسات الناجحة، وفي الحصول على المعلومات التي يحتاجها إكمال مسيرة العلاج، ففي حالة توقف الكشف البصري على المعالج أن يقوم على الفور بالدعاء بإبطال (سحر الطمس)، أما في حالة التعامل مع سحر التخييل فعلى المعالج توجيه ضربات مؤلمة إلى الساحر، وإعادة تحصين المكان ضد أسحار التجسس والتصنت.

(الحلم):
أما ماتراه في أثناء الإستغراق في النوم، فهذا يسمى (حلم)، وهو تخييل من الشيطان وتلعب، وعندها لا تستطيع الاندماج مع الحلم، كما في حالة الغيبوبة، وهذا لا يهمنا معرفته، ولا تخبر به أحد، فعن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إذا حلم أحدكم فلا يخبر أحدا بتلعب الشيطان به في المنام).( )

لا داعي مطلقًا للخوف من قتال الشيطان، وعموم رد عدوانه بما شرعه الله تعالى، هذا إذا ظهر أو بدا للمريض، قال تعالى: (إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءهُ فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ) [آل عمران: 175]، ولو وجد الخوف من الشيطان لما نصر الله معالجًا على شيطان أبدًا، ولتلبست به الشياطين فصرعوه، فكيد الشيطان سمته الضعف، قال تعالى: (الَّذِينَ آمَنُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُواْ أَوْلِيَاء الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا) [النساء: 76]، اللهم إلا الخوف الفطري، والذي يتبدد بلزوم الاستعاذة والأذكار المسنونة، لأن الله هو الذي يدافع عن المؤمنين، ويخسأ شياطينهم، وليس الجن المسلم أو غيرهم كما يزعم الكهان، ممن لهم تابعًا من الجن زعموا أنه يدفع عن المسلمين شر شياطين الجن!! وهذا شرك لا مراء فيه، قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ) [الحج: 38]، فالله وحده الناصر عليهم، وهذا ليس في قدرة أحد من خلقه، قال تعالى: (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ) [الحج: 39].

ويستثنى من جواز قتال الشياطين قتال عوامر البيت من الحيات والهوام، فربما كانت جنًا مسلمًا ظهر لأمر عرض له، أو لحاجة له بذلك، فعن أبي السائب مولى هشام بن زهرة أنه دخل على أبي سعيد الخدري في بيته قال: فوجدته يصلي، فجلست أنتظره حتى يقضي صلاته، فسمعت تحريكا في عراجين في ناحية البيت، فالتفت فإذا حية، فوثبت لأقتلها، فأشار إلي أن اجلس، فجلست، فلما انصرف أشار إلى بيت في الدار فقال: أترى هذا البيت؟ فقلت: نعم، قال: كان فيه فتى منا حديث عهد بعرس، قال: فخرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الخندق، فكان ذلك الفتى يستأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنصاف النهار فيرجع إلى أهله، فاستأذنه يوما، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خذ عليك سلاحك، فإني أخشى عليك قريظة)، فأخذ الرجل سلاحه، ثم رجع فإذا امرأته بين البابين قائمة فأهوى إليها الرمح ليطعنها به وأصابته غيرة فقالت له: اكفف عليك رمحك، وادخل البيت حتى تنظر ما الذي أخرجني، فدخل فإذا بحية عظيمة منطوية على الفراش فأهوى إليها بالرمح فانتظمها به، ثم خرج فركزه في الدار فاضطربت عليه، فما يدرى أيهما كان أسرع موتا الحية أم الفتى، قال: فجئنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرنا ذلك له، وقلنا ادع الله يحييه لنا فقال: (استغفروا لصاحبكم) ثم قال: (إن بالمدينة جنًا قد أسلموا، فإذا رأيتم منهم شيئا فآذنوه ثلاثة أيام، فإن بدا لكم بعد ذلك فاقتلوه فإنما هو شيطان). وفي رواية أخرى قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن لهذه البيوت عوامر، فإذا رأيتم شيئا منها فحرجوا عليها ثلاثا، فإن ذهب، وإلا فاقتلوه فإنه كافر)، وقال لهم: (اذهبوا فادفنوا صاحبكم).( )

فإذا كان جنًا مسلمًا انصرف عنا، أما إذا لم ينصرف فقد أصر على العدوان، وتأكد لنا كفره وأنه شيطان معتدي، ووجب علينا قتل الشيطان لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (وإلا فاقتلوه فإنما هو شيطان [كافر])، والشيطان لا سبيل له للاعتداء على من أقدم على قتله،

أما إذا اعتدينا على جن مسلم بغير وجه حق فقد استوجب القصاص ممن خالف الضابط الشرعي في التعامل بيننا وبينهم بالتحريج أو الآذان، وأمكن أن يعتدي علينا، وهذا ما جرى للفتى، فلم تعذره الجن بجهله بالحكم الشرعي لقتل الجن، إذًا فمن فرط في الضوابط الشرعية والأذكار المسنونة لن تعذره الجن وستتلبس به ولا بد، حيث انقضت عليه الحية فأجهزت عليه، فربما كانت الحية من الجن المسلم فانقضت عليه لأنه لم يحرج عليها.

وفي الأثر ما يؤكد ظهور الجن المسلم للإنس لمصلحة أو منفعة ما، (…فبينا رجل من المسلمين قد خرج في بعض حوائجه، فرجع إلى المدينة ليلا فمر به راكب في الليلة الثالثة من يوم نهاوند يريد المدينة، فقال يا عبد الله من أين أقبلت قال من نهاوند قال: ما الخبر، قال: الخبر خير، فتح الله على النعمان واستشهد، واقتسم المسلمون فيء نهاوند، فأصاب الفارس ستة آلاف، وطواه الراكب حتى انغمس في المدينة، فدخل الرجل فبات، فأصبح فتحدث بحديثه، ونمى الخبر حتى بلغ عمر، وهو فيما هو فيه، فأرسل إليه، فسأله، فأخبره فقال: (صدق، وصدقت، هذا (عثيم) بريد الجن، وقد رأى بريد الإنس فقدم عليه طريف بالفتح بعد ذلك فقال الخبر)

وفي منصف أبن أبي شيبة / كتاب الإيمان والرؤيا / رُؤْيَا عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ السَّهْمِيُّ عَنْ حَاتِمِ بْنِ أَبِي صَغِيرَةٍ عَنْ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ أَنَّهَا قَتَلَتْ جَانًّا فَأُتِيَتْ فِيمَا يَرَى النَّائِمُ فَقِيلَ لَهَا : أَمَا وَاَللَّهِ لَقَدْ قَتَلْت مُسْلِمًا ، قَالَتْ : فَلَمْ يَدْخُلْ عَلَيَّ أَزْوَاجُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقِيلَ لَهَا : مَا تَدْخُلُ عَلَيْك إلَّا وَعَلَيْك ثِيَابُك ، فَأَصْبَحَتْ فَزِعَةً وَأَمَرَتْ بِاثْنَيْ عَشَرَ أَلْفًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ .

مسند الحارث بن أبي أسامة كتاب الصيد والذبائح وما أمر بقتله باب في جنان البيوت حدثنا روح بن عبادة ثنا حاتم بن أبي صغيرة ثنا عبد الله بن أبي مليكة أن عائشة بنت طلحة حدثته أن عائشة أم المؤمنين قتلت جنانا فأريت فيما يرى النائم فقيل لها والله لقد قتلت مسلما فقالت والله لو كان مسلما ما دخل على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فقيل لها وهل كان يدخل عليك إلا وأنت متجلببة أو مخمرة فأصبحت وهي فزعة فأمرت باثني عشر ألفا فجعلتها في سبيل الله عز وجل

المصـدر





"



 
 توقيع : نور الشمس



قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى:

‏🌱 اجعل نفسك دائماً في تفاؤل والذي يريده الله سيكون

‏ وكن مسروراً فرحاً واسع الصدر ،،

‏فالدنيا أمامك واسعة والطريق مفتوح ✨

‏فهذا هو الخير ،،،

‏ 📚 شرح رياض الصالحين - ج4 ص87

🦋🍃


رد مع اقتباس