حكاية الفرس مع الامام أبن المبارك (رحمه الله )
نزل بعبدالله بن المبارك في بعض الايام عشرة من العلماء، ولم يكن عنده ما يضيفهم به ، وما كان يملك سوى فرس يحج عليها سنة ويغزو سنة ، فذبح ذلك الفرس وطبخ منه وقدمه بين يدي أضيافه فقالت له زوجته : سبحان الله ما كنت تملك سوى هذا الفرس من الدنيا فلم ذبحته ؟ فدخل سريعا بيته وأخرج من متاع بيته بقدر مهرها وطلقها في وقته وساعته وقال امرأة تبغض الاضياف لا تصلح لنا ..
فأتاه بعد ذلك بأيام رجل وقال له : يا أمام المسلمين لي بنت وقد توفيت أمها وهي في كل يوم تمزق دست ثيابها حزنا وغما ،واليوم تريد أن تقصد مجلسك فقل في تسليتها شيئا لعل قلبها يرق ، فلما جلس على المنبر ذكر من هذا الباب ما تسلت به الصبية عن أمها ، فلما عادت إلى البيت قالت يا أبت قد تبت ولا أعود اسخط الله تعالى ، ولكن لي إليك حاجة ، قال : ما حاجتك ؟
قالت : أنت تقول دائما أرباب الاحوال وأبناء الدنيا يطلبونك و يخطبونك ، فناشدتك الله لا تزوجني لغير عبدالله بن المبارك ، فإن كان ماله دينا فإن لنا دينا فزوجها أبوها بعبدالله بن المبارك ، وحمل اليه جهازا كبيرا ومالا كثيرا وانفذو اليه عشرة أفراس ليجاهد عليها في سبيل الله ..
فرأى عبد الله في بعض الليالي في منامه قائلا يقول : إن كنت طلقت من أجلنا عجوزا فقد أعطيناك صبية بكرا وإن كنت ذبحت فرسا واحدا فقد أعطيناك عشرة أفراس عوضا ، فتعلم أن الحسنة بعشرة أمثالها عندنا ، ولا يضيع عندنا أجر المحسنين ، وما عاملنا أحد فخسر ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ التبرك المسبوك للغزالي .. ــــــــــــــ