15 Aug 2013, 10:29 PM
|
|
|
|
هل ينسب الشر إلى الله؟؟؟
لا ينسب الشر إلى الله إلا في ثلاث حالات ، واسم المنتقم ليس من أسماء الله .
قال ابن تيمية في الفتاوى ج: 8 ص: 94
و لهذا لا يجيء في كلام الله تعالى و كلام رسوله صلى الله عليه و سلم إضافة الشر و حده إلى الله
بل لا يذكر الشر إلا على أحد و جوه ثلاثة:
_إما أن يدخل في عموم المخلوقات فإنه إذا دخل في العموم أفاد عموم القدرة و المشيئة و الخلق
و تضمن ما اشتمل عليه من حكمة تتعلق بالعموم .
-وإما أن يضاف إلى السبب الفاعل .
-وإما أن يحذف فاعله .
1-فالأول كقوله تعالى الله خالق كل شيء ونحو ذلك و من هذا الباب أسماء الله المقترنة كالمعطي المانع
والضار النافع المعز المذل الخافض الرافع فلا يفرد الاسم المانع عن قرينه و لا الضار عن قربنه
لأن اقترانهما يدل على العموم و ثم ما في الوجود من رحمة و نفع و مصلحة فهو من فضله تعالى
و ما في الوجود من غير ذلك فهو من عدله فكل نعمة منه فضل و ثم نقمة منه عدل كما في الصحيحين
عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال :(يمين الله ملأى لا يغيضها نفقة سحاء الليل و النهار أرأيتم ما أنفق
منذ خلق السموات والأرض فإنه لم يغض ما في يمينه و بيده الأخرى القسط يخفض و يرفع فأخبر أن يده اليمنى
فيها الإحسان إلى الخلق و يده الأخرى فيها العدل و الميزان الذي به يخفض و يرفع ، فخفضه و رفعه
من عدله و إحسانه إلى خلقه من فضله 2-وأما حذف الفاعل فمثل قول الجن :(وأنا لا ندري
أشر أريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربهم رشدا )و قوله تعالى في سورة الفاتحة (صراط الذين أنعمت
عليهم غيرالمغضوب عليهم و لا الضالين و نحو ذلك .
3_و إضافته إلى السبب كقوله (من شر ما خلق) و قوله( فأردت أن أعيبها )مع قوله (فأراد ربك أن يبلغا
أشدهما و يستخرجا كنزهما )و قوله تعالى( ما أصابك من حسنة فمن الله و ما أصابك من سيئة فمن نفسك )
و قوله (ربنا ظلمنا أنفسنا) و قوله تعالى( أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم انى هذا قل هو من عند
أنفسكم )و أمثال ذلك ولهذا ليس من أسماء الله الحسنى اسم يتضمن الشر و إنما يذكر الشر في مفعولاته كقوله
(نبىء عبادي أني أنا الغفور الرحيم و أن عذابي هو العذاب الأليم) و قوله (إن ربك لسريع العقاب
وإنه لغفور رحيم )و قوله (اعلموا أن الله شديد العقاب و أنه غفور رحيم) و قوله (إن بطش ربك
لشديد, إنه هو يبدىء و يعيد ,و هو الغفور الودود) فبين سبحانه أن بطشه شديد و أنه هو الغفور
الودود.
-(واسم المنتقم ليس من أسماء الله الحسنى الثابتة) عن النبي صلى الله عليه و سلم و إنما
جاء في القرآن مقيدا كقوله تعالى (إنا من المجرمين منتقمون) و قوله (إن الله عزيز ذو انتقام) و ثم الذي
في عدد الأسماء الحسنى الذى يذكر فيه المنتقم فذكر في سياقه البر التواب المنتقم العفو الرؤوف
ليس هو عند أهل المعرفة بالحديث من كلام النبى صلى الله عليه و سلم بل هذا ذكره الوليد إبن
مسلم عن سعيد بن عبد العزيز أو عن بعض شيوخه و لهذ لم يروه أحد من أهل الكتب المشهورة
إلا الترمذى رواه عن طريق الوليد بن مسلم بسياق و رواه غيره بإختلاف في الأسماء و في ترتيبها
يبين أنه ليس من كلام النبى صلى الله عليه و سلم و سائر من روى هذا ثم عن أبى هريرة ثم عن
الأعرج ثم عن أبى الزناد لم يذكروا أعيان الأسماء بل ذكروا قوله صلى الله عليه و سلم إن لله
تسعة و تسعين إسما مائة إلا و احدا من أحصاها دخل الجنة و هكذا أخرجه أهل الصحيح
كالبخارى و مسلم و غيرهما و لكن روي عدد الأسماء من طريق أخرى من حديث محمد بن
سيرين عن أبى هريرة و رواه إبن ماجه و إسناده ضعيف يعلم أهل ثم أنه ليس من كلام النبى صلى
الله عليه و سلم و ليس في عدد الأسماء الحسنى عن النبى صلى الله عليه و سلم إلا هذان الحديثان
كلاهما مروى من طريق أبى هريرة ..) أهـ
وبهذا قال ابن القيم في اسم المنتقم كما في النونية .
*وزيادة في الفائدة:
هل " المنتقم " من أسماء الله تعالى ؟
*ملتقى أهل الحديث.
|