بسم الله الرحمن الرحيم.
كيف نتدبر القرآن الكريم؟
الجواب :
الحمدلله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:يقول تعالى:"كتاب أنزلناه إليك
مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب"، فالمقصود من إنزال هذا الكتاب العظيم
أن يتدبره الخلق ويعملوا بما دل عليه من هداية وإرشاد، وإن مما يعين على تدبر
القرآن الكريم جملة أمور منها:
*يقرأه المؤمن على أكمل حالة وأهيئها، من حيث
أن يقرأه في مكان مهيأ لذلك، وأن يكون على حال حسنة من طهارة ونظافة، وأن يكون خالي
الذهن من الشواغل والصوارف التي تقطع الفكر وتشتت الذهن.
*إتقان تلاوته وترتيله، فأول ما يجب على المرء ليتدبر القرآن الكريم أن يحسن تلاوته وترتيله؛ لأن
ذلك من الأسباب المعينة على تدبره، يقول تعالى:(ورتل القرآن ترتيلاً).
*ومما يعين على حسن التدبر للقرآن الكريم فهم معانيه ومراميه، وذلك بالنظر في كتب التفسير
ولا سيما المختصرة منها، واستصحابها عند تلاوة القرآن الكريم.
*ومن أبلغ ما يعين على التدبر أن يعرض المؤمن نفسه على كتاب ربه وينظر كيف هو مما جاء به القرآن،
فإذا قرأ آية فيها أمر أو نهي نظر في حاله كيف هو مما دلت عليه الآية فإذا كان
ممتثلاً لما دلت عليه فليحمد الله وليسأله التثبيت، وإن كان مقصراً فليتدارك نفسه،
ومتى ما التزم ذلك في كل حاله مع القرآن الكريم كان حقاً قد جمع بين التدبر له
والعلم به والعمل بما دل عليه، وتلك كانت طريقة السلف –رضي الله عنهم- من الصحابة
ومن بعدهم في فهم القرآن وتدبره، يقول أبو عبد الرحمن السلمي:"حدثنا الذين كانوا
يقرئوننا القرآن كعثمان بن عفان وعبد الله بن مسعود وغيرهما أنهم كانوا إذا تعلموا
من النبي –صلى الله عليه وسلم- عشر آيات لم يجاوزوها حتى يتعلموا ما فيها من العلم،
قالوا فتعلمنا القرآن والعلم والعمل جميعاً"، وفي الأثر من اتقى الله فيما يعلم
أورثه الله علم ما لم يعلم...