قال تعالى : ( شهْر رمضان الذي أُنزلَ فيه القرآنُ هُدىً للناس ، و بيّناتٍ منَ الهُدى ، و الفرقان ) البقرة 185 .
و بالتدقيق في الاية الكريمة نجد أنّ / 3 / كتُب سماوية قد نزلت في رمضان و هي :
1 _ ( القرآنُ ، هُدىً للناس ) و نلاحظُ أنّهُ [ هُدىً كامل ] لكلّ الناس .
2 _ ( و بيّناتٍ ، منَ الهُدى ) و هو [ الإنجيل ] لقوله تعالى : ( و لقدْ آتينا عيسى ابن مريم البيّنات ) البقرة 87 ، و بما أنّ الإنجيل ليس به تشريعات ، لذلك هو بيّنات [ منَ الهُدى ] و ليس [ هُدىً ] كامل .
3 _ ( و الفرقان ) و هو [ التوراة ] لقوله تعالى : ( و لقد آتينا موسى و هارون الفُرقان ) الأنبياء 48 ، و الفرقان هو ما يُعرف ب [ الوصايا العشْر = لا تسرق ، لا تزني ، لا تقْتلْ ..... ] و هي مُشتركة بين كلّ الأديان ، و الفُرقان نزل على الرسول صلى الله عليه و آله و صحبه أجمعين ، و يوجد في القرآن سورة باسم [ سورة الفرقان ] و بدايتها : ( تبارك الذي نزّل الفرقان على عبده ) الفرقان 1 ، و الله أعلم أنّ [ الفرقان ] قد نزل في / 17 رمضان / ، أيْ يوم [ معركة بدْر ] لقوله تعالى : ( و ما أنزلنا على عبدنا ، يوم الفرقان ، يوم التقى الجمعان ) الأنفال 41 .
أي : أنّ الكتب السماوية الثلاث قد نزلت في رمضان لذلك : ( كُتب عليكم الصيام كما كُتب على الذين منْ قبلكم ) البقرة 185 ، أي أنّ الصيام على الطريقة الإسلاميّة هو بنفس الطريقة التي كانت في الأديان السابقة ، فإنّ رمضان يجب أنْ يكون [ لقاء الأديان ] و الحوار بين أصحاب الأديان السماويّة الثلاث ، لأنّ الله يوضح أنّه ليس منْ حقّ أحد [ احتكار ] الخلاص لنفسه : ( ليس بأمانيّكم و لا أمانيّ أهل الكتاب ، مَنْ يعْمل سوءاً يُجْزَ بـه ..... و مَنْ يعْمل منَ الصالحات منْ ذكَرٍ أو أنثى و هو مؤمن فأولائك يدخلون الجنّة ) النساء 123
هذا و الله اعلم ،

منقول