السَّادِسَةُ : مَا كَانَ مِنَ الْحَيَّاتِ فِي الْبُيُوتِ فَلَا يُقْتَلُ حَتَّى يُؤْذَنَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ ، لِقَوْلِهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ : إِنَّ بِالْمَدِينَةِ جِنًّا قَدْ أَسْلَمُوا فَإِذَا رَأَيْتُمْ مِنْهُمْ شَيْئًا فَآذِنُوهُ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ . وَقَدْ حَمَلَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ هَذَا الْحَدِيثَ عَلَى الْمَدِينَةِ وَحْدَهَا لِإِسْلَامِ الْجِنِّ بِهَا ، قَالُوا : وَلَا نَعْلَمُ هَلْ أَسْلَمَ مِنْ جِنِّ غَيْرِ الْمَدِينَةِ أَحَدٌ أَوْ لَا ، قَالَهُ ابْنُ نَافِعٍ . وَقَالَ مَالِكٌ : نَهَى عَنْ قَتْلِ جِنَانِ الْبُيُوتِ فِي جَمِيعِ الْبِلَادِ . وَهُوَ الصَّحِيحُ ; لِأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ : وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ الْآيَةَ . وَفِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : أَتَانِي دَاعِي الْجِنِّ فَذَهَبْتُ مَعَهُمْ فَقَرَأْتُ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنَ وَفِيهِ : وَسَأَلُوهُ الزَّادَ وَكَانُوا مِنْ جِنِّ الْجَزِيرَةِ ، الْحَدِيثَ . وَسَيَأْتِي بِكَمَالِهِ فِي سُورَةِ " الْجِنِّ " إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى . وَإِذَا ثَبَتَ هَذَا فَلَا يُقْتَلُ شَيْءٌ مِنْهَا حَتَّى يُحَرِّجَ عَلَيْهِ وَيُنْذَرَ ، عَلَى مَا يَأْتِي بَيَانُهُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى .
يتبع..