22 Jun 2013, 03:44 AM
|
#6
|
|
وسام الشرف - مشرفة قروب - أخوات البحث العلمي - جزاها الله تعالى خيرا
** أم عمـــر **
|
بيانات اضافيه [
+
]
|
|
رقم باحث : 13417
|
|
تاريخ التسجيل : Dec 2012
|
|
أخر زيارة : 21 Aug 2023 (03:12 PM)
|
|
المشاركات :
8,847 [
+
] |
|
التقييم : 35
|
|
الدولهـ
|
|
الجنس ~
|
|
مزاجي
|
|
|
لوني المفضل : Olivedrab
|
|
رد: قصة يوسف عليــه الســلام
قال ابن إسحاق ، وغيره : لما كان التفريط منهم في بنيامين مترتبا على صنيعهم في يوسف قال لهم ما قال . وهذا كما قال بعض السلف : إن من جزاء السيئة السيئة بعدها . ثم قال : عسى الله أن يأتيني بهم جميعا . يعني يوسف وبنيامين وروبيل إنه هو العليم . أي بحالي ، وما أنا فيه من فراق الأحبة الحكيم فيما يقدره ويفعله وله الحكمة البالغة والحجة القاطعة وتولى عنهم أي أعرض عن بنيه وقال يا أسفى على يوسف
.
ذكره حزنه الجديد بالحزن القديم وحرك ما كان كامنا ، كما قال بعضهم :
نقل فؤادك حيث شئت من الهوى ما الحب إلا للحبيب الأول
وقال آخر :
لقد لامني عند القبور على البكا رفيقي لتذراف الدموع السوافك
. فقال : أتبكي كل قبر رأيته لقبر ثوى بين اللوى فالدكادك ؟
[ ص: 493 ] فقلت له إن الأسى يبعث الأسى فدعني فهذا كله قبر مالك
ومن زعم أن الوقف على قوله : لا تثريب عليكم . وابتدأ بقوله : اليوم يغفر الله لكم . فقوله ضعيف ، والصحيح الأول . ثم أمرهم بأن يذهبوا بقميصه ، وهو الذي يلي جسده فيضعوه على عيني أبيه فإنه يرجع إليه بصره بعد ما كان ذهب بإذن الله ، وهذا من خوارق العادات ودلائل النبوات وأكبر المعجزات ، ثم أمرهم أن يتحملوا بأهلهم أجمعين إلى ديار مصر إلى الخير والدعة وجمع الشمل بعد الفرقة على أكمل الوجوه ، وأعلى الأمور .
وعند أهل الكتاب أن يعقوب لما وصل إلى أرض جاشر ، وهي أرض بلبيس خرج يوسف لتلقيه ، وكان يعقوب قد بعث ابنه يهوذا بين يديه مبشرا بقدومه ، وعندهم أن الملك أطلق لهم أرض جاشر يكونون فيها ، ويقيمون بها بنعمهم ومواشيهم . وقد ذكر جماعة من المفسرين أنه لما أزف قدوم نبي الله يعقوب وهو إسرائيل أراد يوسف أن يخرج لتلقيه ، فركب معه الملك وجنوده خدمة ليوسف وتعظيما لنبي الله إسرائيل ، وأنه دعا للملك ، وأن الله رفع عن أهل مصر بقية سني الجدب ببركة قدومه إليهم . فالله أعلم .
وكان جملة من قدم مع يعقوب من بنيه ، وأولادهم فيما [ ص: 500 ] قاله أبو إسحاق السبيعي ، عن أبي عبيدة ، عن ابن مسعود ثلاثة وستين إنسانا . وقال موسى بن عبيدة : عن محمد بن كعب ، عن عبد الله بن شداد كانوا ثلاثة وثمانين إنسانا . وقال أبو إسحاق : عن مسروق دخلوا وهم ثلاثمائة وتسعون إنسانا . قالوا : وخرجوا مع موسى وهم أزيد من ستمائة ألف مقاتل ، وفي نص أهل الكتاب أنهم كانوا سبعين نفسا ، وسموهم .
قال الله تعالى : ورفع أبويه على العرش . قيل : كانت أمه قد ماتت . كما هو عند علماء التوراة . وقال بعض المفسرين فأحياها الله تعالى . وقال آخرون : بل كانت خالته ليا ، والخالة بمنزلة الأم . وقال ابن جرير ، وآخرون : بل ظاهر القرآن يقتضي بقاء حياة أمه إلى يومئذ فلا يعول على نقل أهل الكتاب فيما خالفه ، وهذا قوي ، والله أعلم . ورفعهما على العرش أي أجلسهما معه على سريره وخروا له سجدا . أي سجد له الأبوان والإخوة الأحد عشر تعظيما وتكريما ، وكان هذا مشروعا لهم ، ولم يزل ذلك معمولا به في سائر الشرائع حتى حرم في ملتنا وقال يا أبت هذا تأويل رؤياي من قبل . أي هذا تعبير ما كنت قصصته عليك من رؤيتي الأحد عشر كوكبا والشمس والقمر حين رأيتهم لي ساجدين ، وأمرتني بكتمانها ، ووعدتني ما وعدتني عند ذلك قد جعلها ربي حقا وقد أحسن بي إذ أخرجني من السجن . [ ص: 501 ] أي بعد الهم ، والضيق جعلني حاكما نافذ الكلمة في الديار المصرية حيث شئت وجاء بكم من البدو . أي البادية ، وكانوا يسكنون أرض العربات من بلاد الخليل من بعد أن نزغ الشيطان بيني وبين إخوتي . أي فيما كان منهم إلي من الأمر الذي تقدم وسبق ذكره ، ثم قال : إن ربي لطيف لما يشاء . أي إذا أراد شيئا هيأ أسبابه ، ويسرها وسهلها من وجوه لا يهتدي إليها العباد ، بل يقدرها وييسرها بلطيف صنعه ، وعظيم قدرته إنه هو العليم . أي بجميع الأمور الحكيم في خلقه ، وشرعه ، وقدره .
وعند أهل الكتاب أن يوسف باع أهل مصر ، وغيرهم من الطعام الذي كان تحت يده بأموالهم كلها من الذهب والفضة والعقار والأثاث وما يملكونه كله حتى باعهم بأنفسهم فصاروا أرقاء ، ثم أطلق لهم أرضهم وأعتق رقابهم على أن يعملوا ، ويكون خمس ما يشتغلون من زرعهم وثمارهم للملك فصارت سنة أهل مصر بعده . وحكى الثعلبي أنه كان لا يشبع في تلك السنين حتى لا ينسى الجيعان ، وأنه إنما كان يأكل أكلة واحدة نصف النهار ، قال : فمن ثم اقتدى به الملوك الأخيار في ذلك . قلت : وقد كان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه لا يشبع بطنه عام الرمادة حتى ذهب الجدب ، وأتى الخصب .
قال الشافعي : قال رجل من الأعراب لعمر بعد ما ذهب عام الرمادة : لقد انجلت عنك ، وإنك لابن حرة .
[ ص: 502 ] ثم لما رأى يوسف عليه السلام نعمته قد تمت ، وشمله قد اجتمع عرف أن هذه الدار لا يقر بها من قرار ، وأن كل شيء فيها ومن عليها فان ، وما بعد التمام إلا النقصان فعند ذلك أثنى على ربه بما هو أهله ، واعترف له بعظيم إحسانه وفضله ، وسأل منه وهو خير المسئولين أن يتوفاه أي حين يتوفاه على الإسلام ، وأن يلحقه بعباده الصالحين . وهكذا كما يقال في الدعاء : اللهم أحينا مسلمين ، وتوفنا مسلمين أي حين تتوفانا . ويحتمل أنه سأل ذلك عند احتضاره عليه السلام ، كما سأل النبي صلى الله عليه وسلم عند احتضاره أن يرفع روحه إلى الملأ الأعلى ، والرفقاء الصالحين من النبيين والمرسلين ، كما قال : اللهم في الرفيق الأعلى . ثلاثا . ثم قضى . ويحتمل أن يوسف عليه السلام سأل الوفاة على الإسلام منجزا في صحة منه وسلامة ، وأن ذلك كان سائغا في ملتهم وشرعتهم ، كما روي عن ابن عباس أنه قال : ما تمنى نبي قط الموت قبل يوسف فأما في شريعتنا فقد نهي عن الدعاء بالموت إلا عند الفتن ، كما في حديث معاذ في الدعاء الذي رواه أحمد وإذا أردت بقوم فتنة فتوفنا إليك غير مفتونين . وفي الحديث الآخر ابن آدم الموت خير لك من الفتنة . وقالت مريم عليها السلام : يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا [ مريم : 23 ] . وتمنى الموت علي بن أبي طالب لما تفاقمت الأمور [ ص: 503 ] وعظمت الفتن واشتد القتال وكثر القيل والقال ، وتمنى ذلك البخاري أبو عبد الله صاحب " الصحيح " لما اشتد عليه الحال ، ولقي من مخالفيه الأهوال .
فأما في حال الرفاهية فقد روى البخاري ، ومسلم في صحيحيهما من حديث أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا يتمنى أحدكم الموت لضر نزل به إما محسنا فيزداد ، وإما مسيئا فلعله يستعتب ، ولكن ليقل : اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرا لي ، وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي . والمراد بالضر هاهنا ما يخص العبد في بدنه من مرض ونحوه ، لا في دينه . والظاهر أن نبي الله يوسف عليه السلام سأل ذلك إما عند احتضاره أو إذا كان ذلك أن يكون كذلك .
وقد ذكر ابن إسحاق ، عن أهل الكتاب أن يعقوب أقام بديار مصر عند يوسف سبع عشرة سنة ، ثم توفي عليه السلام ، وكان قد أوصى إلى يوسف عليه السلام أن يدفن عند أبويه إبراهيم وإسحاق قال السدي : فصبره وسيره إلى بلاد الشام فدفنه بالمغارة عند أبيه إسحاق وجده الخليل عليهم السلام .
وقد ذكر أهل الكتاب أنه أوصى بنيه واحدا واحدا ، وأخبرهم بما يكون من أمرهم ، وبشر يهوذا بخروج نبي عظيم من نسله تطيعه الشعوب ، وهو عيسى ابن مريم ، والله أعلم .
وذكروا أنه لما مات يعقوب بكى عليه أهل مصر سبعين يوما ، وأمر يوسف الأطباء فطيبوه بطيب ، ومكث فيه أربعين يوما ، ثم استأذن يوسف ملك مصر في الخروج مع أبيه ليدفنه عند أهله ، فأذن له وخرج معه أكابر مصر وشيوخها ، فلما وصلوا حبرون دفنوه في المغارة التي كان اشتراها إبراهيم الخليل من عفرون بن صخر الحيثي ، وعملوا له عزاء سبعة أيام . قالوا : ثم رجعوا إلى بلادهم ، وعزى إخوة يوسف ليوسف في أبيهم ، وترققوا له فأكرمهم وأحسن منقلبهم ، فأقاموا ببلاد مصر ، ثم حضرت يوسف عليه السلام الوفاة فأوصى أن يحمل معهم إذا خرجوا من مصر فيدفن عند آبائه ، فحنطوه ووضعوه في تابوت فكان بمصر حتى أخرجه معه موسى عليه السلام فدفنه عند آبائه ، كما سيأتي . قالوا : فمات وهو ابن مائة سنة وعشر سنين . هذا نصهم فيما رأيته وفيما حكاه ابن جرير أيضا . وقال مبارك [ ص: 505 ] بن فضالة عن الحسن ألقي يوسف في الجب وهو ابن سبع عشرة سنة ، وغاب عن أبيه ثمانين سنة ، وعاش بعد ذلك ثلاثا وعشرين سنة ، ومات وهو ابن مائة سنة وعشرين سنة . وقال غيره أوصى إلى أخيه يهوذا . صلوات الله وسلامه عليه وعلى الأنبياء أجمعين .
(إنتهـــى )
|
|
|
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى:
🌱 اجعل نفسك دائماً في تفاؤل والذي يريده الله سيكون
وكن مسروراً فرحاً واسع الصدر ،،
فالدنيا أمامك واسعة والطريق مفتوح ✨
فهذا هو الخير ،،،
📚 شرح رياض الصالحين - ج4 ص87
🦋🍃
|