عرض مشاركة واحدة
قديم 21 Mar 2013, 11:02 AM   #2
الفاروق
مراقب عام جزاه الله تعالى خيرا


الصورة الرمزية الفاروق
الفاروق غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 1188
 تاريخ التسجيل :  May 2007
 أخر زيارة : 23 May 2015 (05:53 PM)
 المشاركات : 725 [ + ]
 التقييم :  14
لوني المفضل : Cadetblue
رد: السحر وخطورته على الفرد والمجتمع




ما ورد في القرآن الكريم عن موضوع السحر

قد بيّن الله تعالى خطر السحر، وبيّن صفات أهله وأنهم من المعرضين عن الوحي وعن القرآن وعن الشرع، ومن المقبلين على الشياطين المصدقين بالكذب، المعرضين عن الصدق والحق، كما مر علينا في سورة البقرة في قول الله تعالى عن اليهود : { واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان } يعني تضيف إلى ملك سليمان، { وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر } لم يكفر سليمان عليه الصلاة والسلام لأن السحر هذا كفر، وليس هذا السحر مما ورّثه سليمان بل هذا من الكذب والافتراء على نبي الله سليمان عليه الصلاة والسلام، فالشياطين ومثلهم كفرة اليهود يكذبون على نبي الله سليمان فيضيفون إليه الباطل وهو بريء من هذا، { وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت } يعني أن هؤلاء الشياطين يعلمون الناس السحر، وهذا هو الكفر، ويعلمون الناس ما أنزل على الملكين ببابل، وبابل هذه في العراق، وهذان الملكان سماهما الله تعالى هاروت وماروت، وقد أنزل الله جل وعلا على هذين الملكين هذا الشيء الذي حرمه ونهى عنه، وهذا من قضاء الله وتقديره الكوني القدري، والله حكيم عليم لا يسأل عما يفعل وهم يسألون، خلق الخلق كله وخلق الكون كله بما فيه من خير وشر، خلق الإنس والجن، خلق الملائكة والشياطين، وخلق إبليس وخلق كل شيء جل جلاله، فخلقه سبحانه وتقديره لما فيه بعض الشرور هذا لما يتضمنه من الأمور والحكم والغايات التي لا يعلمها إلا الله تعالى، فمن الاختبار والابتلاء أن أنزل على هذين الملكين السحر فيعلمانه من يأتيهما، ولكنهما يحذران من يأتي إليهما تحذيراً شديداً قال تعالى : { وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر } يعني يخبرانه بأن هذا ابتلاء وفتنة، وهذا من تدبير الرب جل جلاله وحكمته البالغة، يبينان لمن يأتيهما أنما يدرسه ويسألهما عنه هو من الكفر { فلا تكفر } وبهذا نعرف أن السحر كفر وخروج من الملة وخروج عن الوحي وخروج عن رسالة الرسل، ومعصية للرب جل جلاله، فهو وإن قدره ولكنه نهى عنه، وأخبر أنه كفر، فالمؤمن يطيع الله ويجتنب الكفر ولا يتعلم السحر ولا يعمل به ولا يأتي إلى أصحابه، أما الكافر المكذب المعرض عن الوحي فإنه لا يبالي بأوامر الله ونواهيه.

ثم أخبر سبحانه وتعالى عن هذا الذي يتعلمه السحرة { فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه } { يتعلمون } أي السحرة { منهما } من الملكين {ما يفرقون به بين المرء وزوجه}، ما يحصل به التفريق، والتفريق هو أن يبغض الزوج زوجته حتى لا يستطيع أن يعاشرها، ولا يستطيع أن يجلس معها، وينظر إليها فتتقبح في وجهه، وهي كذلك إذا نظرت إليه تراه في شكل قبيح مقزز، وتشمئز نفس كل واحد من الآخر، وهذا كله بسبب السحر، وما يصنعه السحرة.

{ فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله } يبين الله أن الأمر والتدبير بيده، ليس بيد هؤلاء، هؤلاء الشياطين والسحرة لا يدبرون ولا يملكون، ولكنه قد يقع شيء بتقدير الله سبحانه، وهذا فيه برهان من براهين التوحيد ووجوب إخلاص العبادة لله والتعلق به سبحانه دون ما سواه، لأن الأمر عنده وبإذنه وبتقديره.

فقوله : { وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله } أي إذنه الكوني القدري، لا الإذن الشرعي؛ لأنه لم يشرع السحر، بل نهى عنه وحرمه، ولكن قد يقع، فهو كون وقضاء قضاه وكونه وقدره.

وقوله تعالى : { وما هم بضارين به من أحد } يدل على أن السحر له ضرر، وضرره عظيم بالفعل قد يقع منه التفريق، وقد يقع منه القتل، وقد يقع منه الجنون، وقد يقع منه العمى وغير ذلك من الأمور التي هي ضرر { وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله } .

قال تعالى : { ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم } لأن السحر ليس فيه نفع بأي وجه من الوجوه، بل هو ضرر عظيم، ضرر على الناس، وضرر على الساحر نفسه، وضرر على المجتمع والفرد، ثم قال سبحانه : { ولقد علموا لمن اشتراه ماله في الآخرة من خلاق } وهذا برهان أيضاً على كفر الساحر، وهو أنه ليس له في الآخرة نصيب، ولو كان فيه إيمان أو ذرة إيمان لدخل الجنة بعد أن يمحص من الذنوب فيكون له جزء من الخلاق والنصيب، ولكن هذا ليس له خلاق ولا نصيب في الجنة نسأل الله العافية والسلامة، وهذا شأن الكفار { ولقد علموا لمن اشتراه ماله في الآخرة من خلاق ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون } إي والله بئس ما شروا به أنفسهم شروا أنفسهم أي باعوها بهذا السحر القذر الذي أرداهم إلى نار جهنم فبئس ما باعوا وبئس ما أخذوا في الدنيا، ماذا أعقبهم في الدنيا وفي الآخرة؟ لو كانوا يعلمون، لكنهم غرتهم أنفسهم الأمارة بالسوء وغرتهم الشياطين، وغرتهم الدنيا، وغرهم بالله الغرور، فهذه إشارة إلى ما ذكر الله في هذه الآية مقبحاً الشرك والسحر وأهله، نسأل الله أن يعافينا والمسلمين .



 
 توقيع : الفاروق



الروضة الشريفة/http://vr.qurancomplex.gov.sa/?cat=17
المواجهة الشريفة/http://vr.qurancomplex.gov.sa/?cat=4

عن أنس رضي الله عنه أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الساعة فقال: متى الساعة؟ قال: وماذا أعددت لها؟ قال: لا شيء إلا أني أحب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم فقال: أنت مع من أحببت

قال أنس: فما فرحنا بشيء فرحنا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: أنت مع من أحببت
قال أنس: فأنا أحب النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر وأرجو أن أكون معهم بحبي إياهم وإن لم أعمل بمثل أعمالهم
رواه البخاري



رد مع اقتباس