عرض مشاركة واحدة
قديم 26 Feb 2013, 02:28 PM   #115
طالب علم
باحث علمي ـ جزاه الله خيرا


الصورة الرمزية طالب علم
طالب علم غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 2783
 تاريخ التسجيل :  May 2008
 أخر زيارة : 09 Aug 2024 (06:43 PM)
 المشاركات : 2,582 [ + ]
 التقييم :  11
لوني المفضل : Cadetblue
رد: البيان في أحكام وأخبار الجان . Albayan in Jinns Stories



الباب الرابع عشر بعد المائة في بيان طلوع الشمس بين قرني الشيطان

روى أبو داود والنسائي من حديث عمرو بن عبسة قال قلت يا رسول الله أي الليل أسمع قال جوف الليل الآخر فصل ما شئت فإن الصلاة مشهودة مكتوبة حتى تصلي الصبح ثم أقصر حتى تطلع الشمس فترتفع قيد رمح أو رمحين فإنها تطلع بين قرني شيطان فيصلي لها الكفار ثم صل ما شئت فإن الصلاة مشهودة مكتوبة حتى يعدل الرمح ظله ثم أقصر فإن جهنم تسجر وتفتح أبوابها فإذا زاغت الشمس فصل ما شئت فإن الصلاة مشهودة مكتوبة حتى تصلي العصر ثم أقصر حتى تغرب الشمس فإنها تغرب بين قرني شيطان ويصلي لها الكفار.
وروى مالك عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن عبد الله الصنابحي أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال إن الشمس تطلع ومعها قرن الشيطان فإذا ارتفعت فارقها ثم إذا استوت قارنها فإذا دنت للغروب قارنها ونهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الصلاة في تلك الأوقات
قال ابن عبد البر تابع يحيى على قوله في هذا الحديث عن عبد الله الصنابحي جمهور الرواة منهم العقبي وغيره وقال مطرف عن مالك عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي عبد الله الصنابحي وتابعه إسحاق بن عيسى الطباع وهو الصواب وهو أبو عبد الله الصنابحي واسمه عبد الرحمن بن غسيلة وهو من كبار التابعين ولا صحبة له توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبل قدومه المدينة بخمس ليال وللعلماء في معنى الحديث قولان أحدهما أن ذلك اللفظ على حقيقته وأنها تغرب وتطلع على قرن شيطان وعلى رأس شيطان وبين قرني شيطان على ظاهر الحديث حقيقة لا مجازا من غير تكييف لأنه لا يكيف ما لا يرى وحجة من قال هذا القول حديث عكرمة عن ابن عباس أنه قال له أرايت ما جاء عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في أمية بن أبي الصلت آمن شعره وكفر قلبه قال هو حق فما أنكرتم من شعره قالوا أنكرنا قوله:
والشمس تطلع كل آخر ليلة حمراء يصبح لونها يتورد
ليست بطالعة لهم في رسلها إلا معذبة وإلا تجلد
فما بال الشمس تجلد فقال والذي نفسي بيده ما طلعت الشمس قط حتى ينخسها سبعون ألف ملك ويقولون لها اطلعي اطلعي فتقول لا أطلع على قوم يعبدونني من دون الله فيأتيها ملك من الله عز وجل يأمرها بالطلوع فيستقبل الضياء بني آدم فيأتيها شيطان يريد أن يصدها عن الطلوع فتطلع بين قرنيه فيحرقه الله تعالى تحتها وما غربت الشمس قط إلا خرت لله تعالى ساجدة فيأتيها شيطان يريد أن يصدها عن السجود فتغرب بين قرنيه فيحرقه الله تعالى تحتها فذلك قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما طلعت إلا بين قرني شيطان ولا غربت إلا بين قرني شيطان

وقال آخرون معنى هذا الحديث عندنا على المجاز واتساع الكلام وأنه أريد بقرن الشيطان هنا أمة تعبد الشمس وتسجد لها وتصلي في حين غروبها وطلوعها تقصد بذلك الشمس من دون الله وكان - صلى الله عليه وسلم - يكره التشبه بالكفار ويجب مخالفتهم فنهى عن الصلاة في هذه الأوقات لذلك وهذا التأويل جائز في لغة العرب معروف في لسانها لأن الأمة تسمى عنده قرنا والأمم قرونا وقال عز وجل “ وكم أهلكنا قبلهم من قرن “ وقال تعالى “ وقرونا بين ذلك كثيرا “ وقال تعالى “ فما بال القرون الأولى “ وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خير الناس قرني وجائز أن يضاف القرن إلى الشيطان لطاعتهم له وقد سمى الله تعالى الكفار حزب الشيطان ومن حجة من تأول هذا التأويل من طريق الآثار حديث
عمرو بن عبسة السلمي الذي قدمناه وحديث أبي أمامة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والله أعلم .
من كتاب : آكام المرجان فى احكام الجان للشبلي



 
 توقيع : طالب علم



رد مع اقتباس