عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 16 Feb 2013, 02:04 AM
في الجنة نلتقي
قروب ـ رياحين الإخاء جزاها الله خيرا
في الجنة نلتقي غير متصل
لوني المفضل Cadetblue
 رقم باحث : 11087
 تاريخ التسجيل : Mar 2011
 فترة الأقامة : 5352 يوم
 أخر زيارة : 18 Jun 2020 (10:25 PM)
 المشاركات : 718 [ + ]
 التقييم : 13
 معدل التقييم : في الجنة نلتقي is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
العلاقة بين سوء الخلق والحرمان من بركة العلم



اعلم أنه لا يتكبر إلا من استعظم نفسه ، ولا يستعظمها إلا وهو يعتقد لها صفة من صفات الكمال ، وجماع ذلك يرجع

إلى كمال ديني أو دنيوي ،
فالديني هو العلم والعمل ،
والدنيوي هوالنسب والجمال والقوة والمال وكثرة الأنصار ،


فهذه سبعة أسباب :




الأول : العلم ،وما أسرع الكبر إلى بعض العلماء فلا يلبث أن يستشعر في نفسه كمال العلم فيستعظم نفسه ويستحقر الناس ويستجهلهم ويستخدم من خالطه منهم .




وقد يرى نفسه عند الله تعالى أعلى وأفضل منهم فيخاف عليهم أكثر مما يخاف على نفسه ، ويرجو لنفسه أكثر مما يرجو لهم ،




وسبب كبره بالعلم أمران :




أحدهما :أن يكون اشتغاله بما يسمى علما وليس علما في الحقيقة ، فإن العلم الحقيقي ما يعرف به العبد ربه ونفسه وخطر أمره في لقاء الله والحجاب منه ، وهذا يورث الخشية والتواضع دون الكبر ، قال تعالى : (إنما يخشى الله من عباده العلماء) [فاطر : 28] .




ثانيهما :أن يخوض في العلم ، وهو خبيث الدخلة رديء النفس سيئ الأخلاق ، فإنه لم يشتغل أولا بتهذيب نفسه وتزكية قلبه بأنواع المجاهدات فبقي خبيث الجوهر ، فإذا خاض في العلم صادف العلم من قلبه منزلا خبيثا فلم يطب ثمره ولم يظهر في الخير أثره ،





وقد ضرب «وهب» لهذا مثلا فقال : العلم كالغيث ينزل من السماء حلوا صافيا فتشربه الأشجار بعروقها فتحوله على قدر طعومها فيزداد المر مرارة والحلو حلاوة ، فكذلك العلم يحفظه الرجال فتحوله على قدر هممها وأهوائها ، فيزيد المتكبر كبرا والمتواضع تواضعا ،وهذا ؛ لأن من كانت همته الكبر هو جاهل فإذا حفظ العلم وجد ما يتكبر به فازداد كبرا ، وإذا كان الرجل خائفا مع علمه فازداد علما علم أن الحجة قد تأكدت عليه فيزداد خوفا .





مقتطف من صيد الخاطر لابن الجوزي




 توقيع : في الجنة نلتقي


رد مع اقتباس