|
Re: البيان في أحكام وأخبار الجان . Albayan in Jinns Stories
الباب الثاني والثمانون في نوحهم على الخليفة المتوكل
قال أبو بكر بن أبي الدنيا حدثنا عبد الله بن عمرو حدثني المؤمل ابن حماد الكلبي حدثني عمرو بن شيبان قال كنت ليلة قتل المتوكل في منزلي بالشام ولم أعلم أنها الليلة التي قتل فيها جعفر فلم اشعر إلا وهاتف يهتف في زوايا الدار يقول
يا نائم الليل في جثمان يقظان
أفض دموعك يا عمرو بن شيبان
ففزعت لذلك ثم إني نمت فأعاد الصوت فما زال على هذا ثلاث مرار كأنه يفهمني فقلت للجارية اعطيني دواة وقرطاسا فوضعته بجنبي فاندفع يقول يا نائم الليل البيت
أما ترى العصبة الأنجاس ما فعلوا
بالهاشمي وبالفتح بن خاقان
وافى إلى الله مظلوما فعج له
أهل السموات من مثنى ووحدان
فالطير ساهمة والغيث منحبس
والنيت منتقص في كل أبان
والسعر ينقض والأنهار يابسة
والأرض هامدة في كل أوطان
وسوف تأتيكم أخرى مسومة
توقعوها لها شأن من الشان
فابكوا على جعفر وارثوا خليفتكم
فقد بكاه جميع الإنس والجان
قال عبد الله بن محمد حدثني ميسرة بن حسان حدثني جعفر ابن مسعدة قال كنت بسامرا بعد قتل المتوكل فأريت في النوم كأن قائلا يقول
لقد خلوك وانصدعوا
فما ألووا وما ربعوا
ولم يوفوا بعهدهم
فتبا للذي صنعوا
ألا يا معشر الموتى
إلى من كنتم تقعوا
لنطلبها فإن القلب
قد أودى به وجع
ولم نعرف لكم خبرا
فقلبي حشوه الجزع
قال فبكيت في نومي أشد البكاء فانتبهت وقد حفظت الأبيات
فقال لي صاحب لي كان معي ما قصتك ما زلت سائر ليلتك تبكي في نومك
قلت المتوكل على الله هو جعفر أبو الفضل بن المعتصم بالله ابي اسحاق محمد بن هارون الرشيد بن موسى الهادي بن محمد المهدي ابن أبي جعفر المنصور قتل في شوال سنة سبع وأربعين ومائتين وكانت مدة خلافته أربع عشرة سنة وعشرة أشهر وثلاثة أيام وسنه اربعون سنة أباؤه كلهم خليفة وكذلك أخواه المعتز بالله والمعتمد على الله رضي الله تعالى عنهم
من كتاب : آكام المرجان فى احكام الجان للشبلي
|