11 Jan 2013, 07:54 PM
|
|
|
|
|
|
من السودان الغالية - جزاه الله تعالى خيرا
|
|
|
|
|
|
|
لوني المفضل
Cadetblue
|
|
رقم باحث : 9685 |
|
تاريخ التسجيل : Sep 2010 |
|
فترة الأقامة : 5542 يوم |
|
أخر زيارة : 31 Jul 2025 (10:06 PM) |
|
المشاركات :
1,290 [
+
]
|
|
التقييم :
13 |
معدل التقييم :
 |
|
بيانات اضافيه [
+
] |
|
|
|
|
سحر الاجنة في المغرب
سحر الاجنة في المغرب (سحرة الاوفاق)
لا تكاد تخلو حضارة من الحضارات من اعتقادات خصوصا بارتباط الأرقام بالسحر الأسود وبالقدرة على تحقيق ما خفي من الأحلام والأطماع والأضرار, ويبدو أن ما حملته الرسالات السماوية من إشارات قدسية وعلوية لبعض الأرقام من خلال تكليفاتها التعبدية, كان له أكبر الأثر في انتقال هذه القداسة عبر الحكايات والأساطير والطقوس السحرية التي خاض فيها البشر على مر تاريخهم الطويل, فوجدنا أسحاراً خصوصا بالرقم ,9 وأخرى بالرقم 13 وثالثة تجمع بين الأرقام والحروف فيما يسمى ب¯ " أسحار الوفق " التي يشتهر بها المغاربة, ولكن ما لا يعلمه الكثيرون في عالم الأرقام والسحر هو وجود تعاويذ رقمية خصوصا بالأجنة, يلجأ إليها السحرة بإيعاز من ذوي الأغراض السحرية الخبيثة للإضرار بالأجنة في بطون أمهاتها إما لحقد أو لحسد أو لانتقام, وغالباً ما تحتوي هذه التعاويذ على طلسمات مكتوبة بأحبار شاذة وغريبة, تتكاتف فيها أرقام مخصوصة وعبارات مرصوصة تبعاً لنوعية الضرر المقصود.. ولا يمكن أن يؤتي " سحر الأجنة " طبقاً لما يسميه السحرة والروحانيون ثماره في إلحاق الضرر بالجنين إلا بعد الشروع في عمل طلسمات وتعاويذ من شأنها إخضاع الرحم الحاضن للجنين لتأثير السحر وهذا ما يؤكده رواش الروبي ساحر تائب من أن "سحرة الأوفاق" يعتمد على إحاطة الرحم المقصود به الضرر بما يعرف ب¯ "تعويذة الربط" وهي تشتمل على أرقام تبدأ من واحد إلى تسعة إشارة إلى اشهر الحمل تكتب ومعها أسماء الأم والزوج ( الأب ) حتى ولو كانت أسماء شهرة كل ذلك داخل مربعات الوفق وبأحبار نجسة من البول والمني والدم, ثم يقوم الساحر بربط هذا العمل السحري برسومات جنينية أي تشبه الجنين في بطن الأم محاطة بدائرة كبيرة في مركزها دائرة صغيرة يخرج منها ثلاثة أسهم مسنونة على رأس كل سهم حرف من حروف كلمة تساوي الضرر المقصود من السحر, فإذا كان الضرر هو الإجهاض كتبت حروف " س ق ط " بمعنى إسقاط, وإذا كان الضرر هو طمس معالم الجنين كتبت حروف " م س خ " بمعنى المسخ والتشويه وهكذا, بعدها تبدأ الأم بالشعور بأعراض السحر والآلام الناتجة عنه في المنام واليقظة, ففي منامها ترى أشباح ممسوخة في صورة نساء يعبثن برحمها, وتارة أخرى في صورة حيات يأكلن رأس رضيعها, بينما في اليقظة تعاني الأم غالباً من اضطرابات خلال الدورة الشهرية وآلام في البطن والرحم قد يصحبه نزيف متكرر من دون سبب ظاهر.
يقول الدكتور فؤاد عطية أستاذ الاتصالات البشرية بالجامعة الأميركية: ان التعاويذ والطلسمات المخصوصة بعالم الأجنة وتشويه مخرجات الأرحام تحكمها معادلات سحرية تخضع في الأصل لمنهج فلسفي يوناني يعتمد على فن ال¯ " جيماتريا " أو فن قياس كل ما في السماء وعلى الأرض, حيث تحمل الأرقام دلالات رمزية لقوى الغيب السحرية, وهذا النوع من السحر كما هو معروف ارتبط بالحضارات القديمة, وعرفه الناس من خلال التراث اليهودي فاليهود أول من تعاملوا معه ووضعوا الأسس الخاصة به فهم مثلا يرون في العدد واحد رمزاً للثور والقوة الحيوية الخلاقة وأصل الأشياء لذلك فهو يدخل في كل المعادلات السحرية, أما الرقم اثنان فهو بيت الطاقة وعلامة ظهور الفساد والتشوه, ومن هنا فإن الواحد والاثنين بينهما تكمن طلسمات عديدة لتسخير القوى الغيبية في الانتقام والتدمير وبالطبع ليست الأجنة والأرحام ببعيدة عنهما.
ولا تتوقف المعادلات السحرية في إضرارها بأرحام النساء وبأجنتهن التي في بطونهن فقط عند القوى الرمزية للأرقام, إنما تتعدى ذلك إلى ما يعرف لدى السحرة ب¯ "توثيق السحر" أي ربطه بالكواكب السيارة حتى يتجدد باستمرار عند فكه, حيث يذكر الشيخ ربيع عبد الدايم أن السحرة لا يتورعون عن اتخاذ طرق عدة لسحر الأجنة والأرحام وقتلها وتشويهها, فهناك السحر المعدي الذي يربطه الساحر بالزوج عن طريق مادة عالقة لا تلبث أن تصيبه وتصيب زوجته عند الجماع, وهناك السحر الحراري الذي يصيب الرحم نهاراً باشتداد حراري وتضخم ليلي, وهناك سحر الأفلاك وهو أشد أنواع السحر الذي يمكن أن يستخدم في الإضرار بالرحم والجنين والمولود حسب طبيعته ومقصده, وذلك لأن السحرة يعقدونه موافقاً للكواكب السيارة بحيث يتجدد السحر ذاتياً كل ليلة قمرية, فالسحرة المتعبدون للقمر يصنعون سحرهم بهذه الطريقة حتى إذا هام شيطان السحر أو خادم القمر تجدد السحر بنفسه حتى يسترد الخادم عافيته فيعود لإيذاء المسحور مجدداً, ويعد سحر النار من الأسحار المدمرة لحياة الزوجين, حيث يعمد عباد الشمس والنار من السحرة إلى تسليط إناث الشياطين لإفساد العلاقة الزوجية عن طريق إسقاط الأجنة أو الإضرار ببيئتهم الحاضنة في بطن الأم ومن ثم قتلهم والقضاء عليهم.
يضيف الشيخ ربيع عبد الدايم أن هناك من الأسحار العددية والرقمية ما يضاف إلى سلسلة الأسحار الخبيثة والمدمرة لحياة الأجنة والمواليد ويأتي في مقدمتها لدى أسحار المغاربة والأفارقة ما يعرف ب¯"جدولية العقم والإجهاض " وهي عبارة عن طلاسم وتعاويذ مكتوبة على رقاع تجمع بين الكلمات والأرقام والحروف المفردة والآيات القرآنية المقلوبة يقوم الساحر بنقشها مصحوبة بإشارات لفظية تستدعي حارساً من الجن حيث يتعهد الجني بحراسة الجدولية بعد أن يلبي له الساحر ويكتب ما يعرف ب¯ " طقوس العهد " ومن ثم يقوم الساحر بوضع الطلاسم والعهد المكتوب في إحدى المقابر المهجورة والمطموسة المعالم, بعدها يكون المسحور أو المسحورة واقعين تحت تأثير السحر, وتحت سيطرة الجني الحارس إلى أن يتم الضرر المقصود والانتقام المراد.
|