عليكم السلام ورحمة الله
أولا لا بأس طهور إن شاء الله لأخينا
أولا مسألة العهد بين الراقي والشيطان بالبدن هذه مسألة ما أنزل الله بها من سلطان إلا أن بعض الإخوة الذين صنفوا بعض الكتب في هذا الباب أوردوها دون تحقيق ولا تدقيق لثبوتها فهم حطاب ليل في هذا الأمر وقد بلغني أن بعضهم تراجع عن كثير مما أورده في كتبه فنحمد الله تعالى إليهم ونسأل الله لنا ولهم الهداية والسداد
قال تعالى في مسألة العهد بين المسلمين والكافرين: (كَيْفَ وَإِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لَا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً يُرْضُونَكُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ)
وقال بعدها (لَا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ؛؛ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَنُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ؛؛وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ) التوبة.
والذمة: العهد؛ والإل: القرابة
وسورة براءة هي من آواخر ما نزل من القرآن على رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ وهذه العهود بين الإنس والإنس وأما مسألة العهد بين الجن والإنس لم نرها من فعل رسول الله ولا من فعل سلفنا الصالح والوارد فيها من نصوص ضعيف لا يصح نسبته لرسول الله؛ ولم يكن هناك عهد بين الجن وسليمان عليه السلام وإنما تسخير إجباري لبعض الجن وليس كل جنس الجن من قبل الله تعالى زدليل ذلك قول الله تعالى: (وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَمِنَ الْجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَنْ يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ) سبأ
وها أنتم جربتم هذا الأمر وجربه معكم رقاة ومع ذلك لم يخرج ولم يرقب في المسلم إلا ولا ذمة
وجسد الإنسان ليس لم يجعله الله تعالى لعبة بيد الشيطان والله عز وجل هو العدل وهو أحكم الحاكمين فالشيطان الموجود بالبدن موجود بقدر الله تعالى ثم بأسباب إن زالت زال، فقول الراقي أنه أخذ عليه العهد وأنه خرج ثم بعد خروجه من عند الراقي يعود فهذا كذب فهو لم يخرج أصلا ليدخل ثانية؛ ولن نعطل قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في فضل الكرسي وجعل الله تعالى لها سببا في دفع الشيطان عن الإنسان.
أما الوسواس فهو من الشيطان المختلط بالبدن وغلب طبعه وروحه على طبع وروح المريض فتحكم فيه وأضف إلى ذلك وسوسة القرين وعلاج هذا الأمر سهل إن شاءا لله وهو باستفراغ الدماء بالحجامة المتكررة وأخص منها بعد الكاهل والأخدعين موضع السجود من الجبهة وبعض الأعشاب المهدئة كالزنجبيل والعسل والقسط؛ فخطأ منكم جسيم أن تدخلوه المشفى وأنتم تعلمون سبب مرضه وأن المشفى لا تعالج هذه الأمراض.
ومسألة العهد وخروجه دعها عنك ولا تلق سلاحك بعهد وتلبيسات واستعن بالله وحصن نفسك بالصحيح الثابت من الأحراز والبقرة أيضا
- وموضوع ربط الجني بالبدن أرجوا بيانه لنستطيع توجيهك فيه إذ أن هناك أكثر من ربط
ومسألة ربطه بالبدن واردة وإن كان مربوطا يفك ربطه؛ تسأل المريض عن أثقل مكان بالبدن وتضع يديك عليه وتقرأ بنية فك الربط لأطول فترة ممكنة تستطيعها بالبقرة ثم الكرسي ثم خواتيم البقرة ثم المعوذات كل منهم ما تستطيعه مع النفث قبل كل سورة
ومسألة زميله سحره هذه من كيد الشيطان فانتبه ولا تطيعه فتقع في الفتن ورمي الناس بالباطل بلا بينة فالله قال: (إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا) فاحفظ نفسك من الفتن بارك الله فيك ولا تتحدث معه على بدن المريض لأن هذا يزيد المريض مرضا؛ ولا تقرأ بنية إحضاره على البدن بل بنية الشفاء فهذا الأمر لا يجوز شرعا إن أن أصحاب الدجل والشعوذة يقرأون القرآن بنية حضور الجان لهم وهذا الفعل لا ينبغي لمسلم أن يأتيه ففرق بين كونك تريد الخير ورقية الناس وإفادتهم وبين استحضار الشيطان
وقد سئل أعضاء اللجنة الدائمة برئاسة الشيخ الجبل المجدد عبد العزيز بن باز سؤال في مسألة العهد نصه
ما حكم الدين في الذين يقرءون على الناس بآيات الله الكريمة وبعضهم يحضرون ويشهدون الجن ويتعهدونهم بعدم التعرض للشخص الذي يقرأ عليه هؤلاء؟
الجواب: رقية المسلم أخاه بقراءة القرآن عليه مشروعة، وقد أذن النبي صلى الله عليه وسلم في الرقية ما لم تكن شركًا، أما من يستخدم الجن ويشهدهم ويأخذ عليهم العهد ألا يمسوا هذا الشخص الذي قرئ عليه القرآن ولا يتعرضوا له بسوء - فلا يجوز.
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإِفتاء
قلت: ولو كانوا لا يؤذون المسلمين بمسألة العهد لبلغنا ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بأحاديث صحيحة ولكن حثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ودلنا على الأحراز التي تقي منهم وتدفعهم عنا بحول الله وقوته
هذا وأسأل الله تعالى لنا ولكم وللمسلمين أن يوفقنا للعلم والعمل