الحمد الله والصلاة والسلام علي رسول الله ....

يبلغ الساحر بسحره إلي أن يحول الإنسان حماراًً والحمار أسداً

وقد أنكر جمهور العلماء هذا قالو أن السحر له تاثير علي المزاج المريض يؤثر في الأمراض والأيذي ولكن لا يتعد ذلك .

ومنهم من قال إن السحر إذا كان قوياً فهو يتعدي هذه المرحلة إلي مرحلة تغيير الحقائق وتبديلها حتي يستطيع الساحر أن يقلب الإنسان حماراً والحمار أسداً .

قال أبو هريرة الراقي :

( هذا حدث في قصة موسي عليه السلام مع السحرة إلي أن السحرة حولو بسحرهم الجماد إلي الحيات وهذا بقوة سحرهم ) و الله أعلم وأنا لا أميل إلي هذا القول بل مع قول الجمهور ولكن كتبت هذا من باب الفائده .

ويقول ابن حجر رحمه الله :

( الذين قالوا أن له حقيقة اختلفو هله له تأثير علي المزاج فقط بحيث يغير المزاج فيكون نوعاً من المرض أو هو تنتهي إلي الإحالة بحيث يصير الجماد حيواناً وعكسه والذي عليه الجمهور هو الأول وذهبت طائفة قليله إلي القول الثاني فإن كان النظر إلي القدرة الإلهية فمسلم وإن كان بالنظر إلي الواقع فهو محل الخلاف فإن كثيراً ممن يدعي ذلك لا يستطيع إقامة برهان عليه ) راجع فتح الباري " ج 10 / 322 "

وقال الإمام القرطبي :

( قال علماؤنا لا ينكر أن يظهر علي يد الساحر خرق العادات مما ليس في مقدور البشر من مرض وتفريق وزوال عقل تعويج عضو إلي غير ذلك مما قام الدليل علي استحالة كونه مقدورات العباد قالوا : لا يبعد في السحر أن يستدق جسم الرجل حتي يتولج في الكوات والخوخات والإنتصاب علي الرأس والجرى علي خط مستدق والطيران في الهواء والمشي علي الماء وركوب الكلب وغير ذلك ) انظر تفسير القرطبي " ج 2 / ص 47 " .


وقال القاضي :

( ولا يقع فيه إلا ماهو مقدور للبشر وأجمعت الأمة علي أنه لا يصل إلي إحياء الموتي وإبراء الأكمه وفلق البحر وإنطاق البهائم ) راجع الفروق " ج 4 ص 139 "

قال أبو هريرة الراقي :

( لا يمكن لساحر إحياء الموتي وأن فعل فإن هذا يأتي عبر التخييل كما يحدث عند خروج الدجال وهو كله ضرب من ضروب الخيلا ) و الله اعلم .

وأخيراً :

لا يمكن لساحر تحويل الإنسان إلي حيوان أو الحيوان إلي الإنسان وأن قال به بعض أهل العلم فقد أخطاؤ .

و الله أعلم .

كتبه أبو هريرة الراقي