بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الجزاء من جنس العمل ..
إنه قانون ربَّانيٌّ مطَّرِد .. فمن صام في الدنيا عن
الطعام والشراب والشهوات نُودي يوم القيامه
.. (( كلوا واشربوا هنيئاً بما أسلفتم في الأيام الخاليه )) ..

قال مجاهد وغيره : نزلت في الصائمين .
وجاء في الأثر الإلهي (( إن الله قضى على نفسه أنه من عطَّش نفسه
لله في يومٍ حار ، كان حقاً على الله أن يرويه يوم القيامه ))
صفوة الصفوه 1 | 179

وعن بعض السلف قال : بلغنا أنه يُوضع للصُّوام مائدة يأكلون عليها
والناس في الحساب .. أي يوم القيامه ..
فيقولون : يااارب نُحاسب وهم يأكلون ؟!
فيقال : إنهم طالما صاموا وأفطرتم وقاموا ونمتم .
إلا الصيام ... فلماذا ؟؟
كل العبادات لله ولكن الله اختص الصيام فقال في الحديث القدسي
(( كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي ))
متفق عليه

وذلك تشريفاً بأن يتولى الكريم إعطاء الجزاء بنفسه ،
وقيل : لأنه سر بين العبد وربه ،
وقيل : إن جميع العبادات تُوفَّى منها مظالم العباد
فلا يبقى للعبد إلا الصيام ، فيتحمَّل الله عن عبده
ويقول : إلا الصيام ؛ فيُدخله به الجنه .
وهنيئاً عند الإحتضار ..
قال بعض السلف : إذا احتضر المؤمن يُقال لملك الموت :
شُمَّ رأسه .. فيقول : أجد في رأسه القرآن ، فيقال :
شُمَّ جَوفه .. فيقول : أجد في جوفه الصيام ، فيقال :
شُمَّ قَدميه .. فيقول : أجد في قدميه القيام ، فيقال :
حفظ نفسه .. حفظه الله عز وجل .
(( لطائف المعارف 247 ))
وصيتي إليك ..
إن الله كتب الإحسان على كل شئ ، فاجعل – أخي المسلم –
الإحسان والإتقان شعارك في أعمال الدنيا والدين .

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه
الأخيار وسلم تسليماً كثيرا
تقبلوا تحياتي
ولا تنسوني من صالح دعائكم
فراشة الربيع