سمعت شيخا بقربي ونحن في التشهد الاخير وهو يقول ويردد اللهم نعوذ بك من فتنة المحيا والممات, وتسائلت متفكرا هل الحياة فتنة والموت فتنة فهل حياتنا منذ خلقنا وحتى سن البلوغ والتكليف فتنة , قال تعالى ( هو الذي جعل الموت والحياة فتنة )والهدف والقصد والسبب والحكمة ( ليبلوكم)اي ليختبركم ويمتحنكم في الدنيا فهي دار الابتلاء , والمادة (ايكم أحسن عملا ) على السنة صواب واتباع , لاابتداع ,ويكفي ان الله قال تعالى ( هو الذي خلق لكم مافي الارض جميعا ) يعني الاسباب وكل مافي هذه الحياة خلق من أجلنا ومسخر لخدمتنا ,ونحن مخلوقون للامتحان وللاختبار ,لطاعة الله جل وعلا , ففي الدنيا الشهوات والملذات والمفرحات والمبكيات وحسن القضاء ومر القضاء ,والشبهات أخطر من الشهوات لانها تؤدي الى الكفر أحيانا ,فنحن بين الشهوة والشبهة وشيطان يأمر بالمنكر وداعي يأمر بالمعروف وهوى مطاع ومتبع يهوي بصاحبه في النار , ولا عاصم اليوم من أمر الله الا هو ,وحب المال وحب الدنيا تتجاذبان الانسان بقوة زخرفها ويمسي العبد مؤمنا ويصبح كافرا يبيع دينه بعرض من الدنيا ,وأما الموت فله أهوال عظام ملكان عظيمان وسكرة الموت كألف ضربة سيف من يتحملها ,وزجر الملكان تطير منه العقول فكيف فيما بعده ,حشر ونشر وسراط وموقف وأهوال وجسر ونار وحساب وعقاب وصحائف باليمين والشمال وخطاطيف وكلاليب وما لا يخطر على بال ؟ والله انها الفتنة التي تستحق ان نتعوذ منها في كل صلاة فنحن في الحياة وطريقنا الى الممات ودمتم سالمين