قال تعالى :( ومن أعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا ,,)طه 124 ..
قال ابن الجوزي - رحمه الله - فذكر كلامه الذي أنزله على رسوله والاعراض عنه ترك تدبره والعمل به , والمعيشة الضنك . فأكثر ما جاء في التفسير : أنها عذاب القبر .. قاله أبن مسعود وأبو هريرة و أبو سعيد الخدري وابن عباس - رضي الله عنهم - واصل الضنك في اللغة الضيق والشدة وكل ما ضاق فهو ضنك . يقال منزل ضنك وعيش ضنك . فهذه المعيشة الضنك في مقابلة التوسع على النفس والبدن بالشهوات واللذات والراحة .. فان النفــس كلما وسعت عليها ضيقت على القلب حتى تصير معيشة ضنكا .. وكلما ضيقت عليها وسعت على القلب حتى ينشرح وينفسح .. فضنك المعيشة في الدنيا بموجب التقوى سعتها فب البرزخ والاخرة وسعة المعيشة في الدنيا بحكم الهوى ضنكها في البرزخ والاخرة ..
فآثر أحين المعيشتين وأطيبهما وأدومهما واشق البدن بنعيم الروح ولا تشق الروح بنعيم البدن ..فان نعيم الروح وشفاءها أعظم وأدوم .. ونعيم البدن وشقاؤه اقصر وأهون ..
والله المستعان ..