عن أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه - قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( فناء أمتي بالطعن
والطاعون قالوا: يا رسول الله هذا الطعن قد عرفناه، فما
الطاعون ؟ قال: وخز أعدائكم من الجن، وفي كلٍّ شهادة )
رواه أحمد
قال ابن الأثير : الوخز طعن ليس بنافذ. وأما
الطاعون فقال ابن سينا : " الطاعون مادة سمية تُحدِث
ورماً قتّالاً لا يحدث إلا في المواضع الرخوة، والمغاير من
البدن، وأغلب ما يكون تحت الإبط، أو خلف الأذن، أو عند
الأرنبة – مقدمة الأنف -، وسببه دم رديء مائل إلى
العفونة والفساد.. فيحدث القيء والغثيان والغشي
والخفقان .. فإن قلت: إن الشارع أخبر بأن الطاعون من
وخز الجن فبينه وبين ما ذكر من الأقوال في تفسير
الطاعون منافاة ظاهرا، قلت: الحق ما قاله الشارع،
والأطباء تكلموا في ذلك على ما اقتضته قواعدهم، وطعن
الجن أمر لا يدرك بالعقل فلم يذكروه، على أنه يحتمل أن
تحدث هذه الأشياء فيمن يطعن – يصيبه الطاعون - عند
وخز الجن، ومما يؤيد أن الطاعون من وخز الجن وقوعه
غالبا في أعدل الفصول، وفي أصح البلاد هواء، وأطيبها
ماء، ولو كان من فساد الهواء لعمَّ الناس الذين يقع فيهم
الطاعون، ولطعنت – أصابها الطاعون - الحيوانات أيضا"
اهــ من عمدة القاري شرح صحيح البخاري
للعلامةالعينى