موسوعة دراسات وأبحاث من الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح

موسوعة دراسات وأبحاث من الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح (https://1enc.net/vb/index.php)
-   منهج السلف الصالح . The Salafi Curriculum (https://1enc.net/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   إن الإنسان لفي خسر.. (https://1enc.net/vb/showthread.php?t=8492)

نبراس الكلمة 27 Sep 2008 07:33 AM

إن الإنسان لفي خسر..
 
:98:

إن الإنسان لفي خسر.. سر التقدم والتخلف.

{والعصر.إن الإنسان لفي خسر.إلا الذين امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر}.

صدق الله العليم الخبير بالإنسان وصيرورة وجوده، فهذه السورة القصيرة فيها عبرة عظيمة وجذرية يمكنها أن تقي الإنسان من الصيرورة لحياة من الحسرة والندامة حين لا تنفع حسرة ولا ندامة، وهذه الصيرورة السلبية غير مؤجلة للحياة الآخرة، إنما لها مذكِرات في الدنيا فيما يسمى بأزمة منتصف العمر عندما لا يشعر الإنسان إلا وقد انتصف عمره وصارت سنوات الشباب خلفه والشيخوخة أمامه، ويتساءل كيف مضى أو ضاع العمر، وتغمره الحسرة والكآبة التي قد تصل لحدود مرضية، والتي تتجاوز أثر الخلل الهرموني الكيمائي الحيوي الناتج عن التقدم في العمر، ومما يؤكد هذه الحقيقة معاينة كيف تمر هذه المرحلة بسلاسة على الفئات التي عاشت حياة غنية وزاخرة بالإنجاز العملي والروحي والإيماني العميق، إنما يأسف على عمره من ضيعه بغير إنجازات يشعر أنها تستحق الثمن الغالي الذي أنفقه، وهو أغلى ما يملك؛ سنوات عمره، وسورة العصر تقرر حقيقة أن الإنسان يخسر في كل لحظة وكل ساعة وكل يوم وكل سنة وكل عقد جزءاً من رصيد عمره لن يعود أبدا، ولذلك الكل خاسر إلا من كان متمتعا بالوعي بحقيقة وجوده وعَمَرَ ساعات عمره بأنواع الإنجاز المادي والمعنوي والعملي والمعرفي والروحي والإيماني والاجتماعي، هذا وحده هو الذي لن يعاني من الكآبة المرضية التي تعاني منها نسبة كبيرة من الناس، وربما هو مفاجأ للكثيرين أن الدراسات المحلية أظهرت أن نسبة الكآبة في المملكة لمختلف المراحل العمرية تصل لحدود الخمسين في المائة تقريبا، ولا عجب فنحن نعاني من انعدام تقدير الوقت وانعدام الاستغلال الأمثل له، ففي الغرب والدول التي حققت نهضة معرفية وتنموية كالهند وماليزيا والصين، الجدول اليومي للطالب منذ طفولته حافل بأنواع النشاطات المعرفية والرياضية والفنية والأكاديمية والدينية والتطوعية التي تساعد على توعيته بقيمة الوقت وتبرمجه على الاستغلال الأمثل له وخاصة في العطل وتنميه في بيئة مهيكلة تكسب شخصيته هيكلية ناضجة، بينما لدينا يترك النشء من الجنسين بلا أدنى نشاط مجد في أوقات الفراغ، فلا عجب أن ينغمسوا في الفرجة على التلفاز والشات ويزدادوا بدانة ويتعودوا الكسل والخمول والتسكع في الأسواق والتفحيط، ولا عجب أن يكون الانطباع السائد أن الشباب في مجتمعنا يفتقرون لثقافة الجدية في العمل ويبحثون عن التخصصات التعليمية والوظيفية التي يرون أنها توفر لهم الاستمرارية في نمط الحياة الذي تعودوا عليه، وهو نمط الحد الأدنى من النشاط والجهد والإنجاز، أي الوظائف التي يمكنهم فيها أن يعيشوا البطالة المقنعة، ثم ماذا يفعل المتقاعدون وكبار السن في مجتمعنا؟ في الغرب ينخرط الكثيرون منهم في برامج العمل الاستشاري والتطوعي، وقد أثبتت الدراسات أن نمط الحياة الفاعل لدى كبار السن يقيهم من الخرف والذهان والكثير من اعتلالات الشيخوخة العقلية والنفسية والجسدية. ولهذا لو تمثل المسلمون دلالات سورة العصر لكانت مفتاحا لنهضة نوعية، وصدقت الحكمة القائلة “إذا لم يكن الآن.. فمتى».

للكاتبة/ بشرى فيصل السباعي.

http://www.okaz.com.sa/okaz/osf/2008...0927230922.htm

أبو خالد 27 Sep 2008 06:10 PM

بارك الله فيكي اختي الفاضله

وجزاكي الله خير

أبوحذيفة 28 Sep 2008 12:47 AM

{وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ }العنكبوت64
بارك الله سعيك

نبراس الكلمة 28 Sep 2008 07:19 AM

جزاكم الله خيرا ً على المرور النافع.


الساعة الآن 05:32 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2011-2012
جميع الحقوق محفوظة لمركز دراسات وأبحاث علوم الجان العالمي