أيُّها الإنسانُ(من كتاب ..لا تحزن..لعائض القرني)
أيُّها الإنسانُ : يا منْ ملَّ من الحياةِ ، وسئِم العيش ، وضاق ذرعاً بالأيامِ وذاق الغُصص ، أنَّ هناك فتحاً مبيناً ، ونصراً قريباً ، وفرجاً بعد شدَّة ، ويُسراً بعد عُسْرٍ .
إنَّ هناك لُطفاً خفيّاً منْ بينِ يديْك ومنْ خلقِك ، وإنَّ هناك أملاً مشرقاً ، ومستقبلاً حافلاً ، ووعداً صادقاً ، ? وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ ? . إن لضِيقِك فُرْجةً وكشْفاً ، ولمصيبتِك زوالٌ ، وإن هناك أنساً وروحاً وندىً وطلاً وظلاً . ? الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ ? . أيُّها الإنسانُ : آنَ أنْ تُداوي شكَّك باليقينِ ، والتواء ضميرِك بالحقِّ ، وعِوج الأفكارِ بالهُدى ، واضطراب المسيرةِ بالرُّشدِ . آن أنْ تقشع عنك غياهب الظلامِ بوجْهِ الفجرِ الصادقِ ، ومرارةِ الأسى بحلاوةِ الرَّضا ، وحنادسِ الفِتن بنورٍ يلقفُ ما يأفكُون . أيُّها الإنسانُ: إنَّ وراء بيدائِكمْ القاحلِةِ أرضاً مطمئنَّةً، يأتيها رزقُها رَغَداً منْ كلِّ مكانٍ وإنَّ على رأسِ جبلٍ المشقَّة والضَّنى والإجهاد ، جنَّةً أصابها وابلٌ ، فهي مُمرعةً ، فإنْ لم يصبْها وابلٌ فطلٌّ من البُشرى والفألِ الحسنِ ، والأملِ المنشودِ . يا منْ أصابه الأرقُ ، وصرخ في وجهِ الليلِ : ألا أيُّها الليل الطويلُ ألا انْجلِ ، أبشِرْ بالصبحِ ? أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ ? . صبحٌ يملؤُك نوراً وحبوراً وسروراً . يا منْ أذهب لُبَّه الهمُّ : رُويْدك ، فإنَّ منْ أُفُقِ الغيبِ فَرَجاً ، ولك منْ السُّننِ الثابتِة الصادقِة فُسْحةً . يا منْ ملأت عينك بالدمعِ : كفْكِفْ دموعك ، وأرِحْ مُقلتيْك ، اهدأْ فإنَّ لك منْ خالقِ الوجودِ ولايةً ، وعليك منْ لطفهِ رعايةً ، اطمئنَّ أيُّها العبدُ ، فقدْ فُرغ من القضاءِ ، ووقع الاختيارُ ، وحَصَلَ اللُّطفُ ، وذهب ظمأُ المشقَّةِ ، وابتلَّتْ عروقُ الجهدِ ، وثبت الأجرُ عند منْ لا يخيبُ لديهِ السعْيُ . اطمئنَّ : فإنك تتعاملُ مع غالبٍ على أمرِهِ ، لطيفٍ بعبادِه ، رحيمٍ بخْلقِهِ ، حسنِ الصُّنعِ في تدبيرِهِ . اطمئنَّ : فإنَّ العواقب حسنةٌ ، والنتائج مريحةٌ ، والخاتمة كريمةٌ . بعد الفقرِ غِنَّى ، وبعد الظَّمأ رِيٌّ ، وبعد الفراقِ اجتماعٌ ، وبعد الهجْر وَصْلٌ ، وبعد الانقطاعِ اتِّصالٌ ، وبعد السُّهادِ نومٌ هادئٌ ، ? لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْراً ? . لمعتْ نارُهُم وقْد عسْعَسَ الليـ ـلُ وملَّ الحادي وحار الدَّلِيلُ فتأمَّلتُها وفِكْري من البيْـ ـنِ عليلٌ وطرْفُ عيني كلِيلُ وفؤادي ذاك الفؤادُ المعنَّى وغرامي ذاك الغرامُ الدَّخِيلُ وسألْنا عن الوكيلِ المرجَّى للمُلِمَّاتِ هل إليهِ سبيلُ فوجدْناه صاحب المُلْكِ طُرّاً أكرم المُجزِلِين فردٌ جليلُ أيُّها المعذَّبُون في الأرضِ ، بالجوعِ والضَّنْكِ والضَّنى والألمِ والفقْرِ والمرضِ ، أبشرُوا ، فإنكم سوف تشبعون وتسعدون ، وتفرحون وتصِحُّون ، ? وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ{33} وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ ? . وحقٌّ على العبدِ أن يظُنَّ بربِّه خيراً ، وان ينتظر منهُ فضلاً ، وأنْ يرجُو من مولاهُ لُطفاً ، فإنَّ منْ أمرُه في كلمةِ ( كُن) ، جديرٌ أنْ يُوثق بموعودِهِ ، وأنْ يُتعلَّقَ بعهودِهِ ، فلا يجلبُ النفع إلا هو ، ولا يدفع الضُّرَّ إلا هو ، ولهُ في كلِّ نفسٍ لُطفٌ ، وفي كلِّ حركةٍ حكمةٌ ، وفي كلِّ ساعةٍ فَرَجٌ ، جعل بعدَ الليلِ صُبحاً ، وبعد القحْطِ غَيْثاً ، يُعطي ليُشْكر ، ويبتلي ليعلم من يصْبِرُ ، يمنحُ النَّعْماء ليسمع الثَّناء ، ويُسلِّطُ البلاء ليُرفع إليه الدُّعاءُ ، فحريٌّ بالعبدِ أن يقوِّي معه الاتِّصال ، ويُمدَّ إليه الحبال ، ويُكِثرُ السؤال ? وَاسْأَلُواْ اللّهَ مِن فَضْلِهِ ? ، ?ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً ? . انقطع العلاءُ بنُ الحضرميِّ ببعضِ الصحابةِ في الصحراءِ ، ونفِد ماؤُهم ، وأشرفُوا على الموتِ ، فنادى العلاءُ ربَّه القريب ، وسأل إلهاً سميعاً مجيباً ، وهتف بقولِهِ : يا عليُّ يا عظيمُ ، يا حكيمُ يا حكيمُ . فنزل الغيثُ في تلك اللحظةِ ، فشربُوا وتوضؤوا ، واغتسلوا وسَقوْا دوابَّهم . ? وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ ? . |
بارك الله فيك أختي (حسناء)...على هالنقل المبارك الذي نحن بأمس الحاجة إليه في الأوضاع التي تمر بها الأمّة الآن.
@@~~~@@@~~~@@~~~@@@~~~ عليم الله باسرار الخفايا و ما تخفيه اقدار البرايا لا تحزن إذا ما جاء سهم الليالي فالمقادير هدايا فالمقادير هدايا لا تحزن و بعد العسر يا إنسان يسرا فلا ترميك باليأس البلايا و كم حولك من فضل جزيل إذا أحصيت لم تبلغ نهايه و لا تحزن على ماضي تولي دوام الهم في الماضي غوايه و ان الحزن للقادم جهل فما يدريك عن سر الخفايا و ما عمرك الا اليوم فأعمل لهذا ليوم في صدق النوايا و لا تحزن إذا عاداك قوم إذا ما كنت محمود السجايا و لا ترجوا على المعروف شكرا فللنكران في الناس حكاية و يكفي ان للأحسان فيض من الاسعاد يسري في الحنايا و لا تفتح على الدين فراغ فقد ترميك بالوهم الرزايا فراغ المرء لص و أنتحار و تعذيب بطئ و نهايه و سلم لقضاء الله راضي فليس الهم حل أو وقايه و قل يا رب عوضني بخير فمن غيرك يا رب رجايا حول حامض الليمون حلوا ترى بعض المصيبات عطايا أذا أزهر بالأيمان قلب فما للحزن في القلب بقايا فما للحزن في القلب بقايا فما للحزن في القلب بقايا *********************** |
بارك الله فيكي اختي الفاضله
وجزاكي الله خير |
بوركتى اينما كنتى
جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم وجعلكم ذخرا لآمة سيدنا محمد (الامة المحمدية) |
و يكفي ان للأحسان فيض من الاسعاد يسري في الحنايا
اختي في الله سيادة المستشارة اخواني ابو خالد ابراهيم الرفاعي حفظكم الرحمن وبارك بكم .. اشكركم جزيل الشكر علي مروركم الطيب دمتم بخير |
مقال رائع اختي الغاليه حسناء
وفقك الله وبارك فيك.. |
وبارك فيك اختي مكاوية وفي حضورك الطيب
في حفظ الله |
كلمات مضيئة ومشرقة للشيخ الفاضل والخطيب المفوه عائض القرني والتي تبعث روح التفاؤل والأمل في نفس قارئها ..
بارك الله فيك أختي الغالية حسناء على هذا النقل الطيب المبارك ونفع بك وبما خطته يمينك .. |
وبورك بك اختي في الله مسك ..الحمد لله ان نالت اعجابك :)
حفظك رب السموات في رعاية الله |
| الساعة الآن 06:53 AM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2011-2012
جميع الحقوق محفوظة لمركز دراسات وأبحاث علوم الجان العالمي