الإخلاص
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على خير خلق الله وآله وصحبه ومن وآلاه ، وبعد...
من وجد الله فماذا فقد؟! ومن فقد الله فماذا وجد؟! إن في القلب شعثا : لا يلمّه إلا الإقبال على الله. وفيه وحشة : لا يزيلها إلا الأنس به في خلوته. وفيه حزن : لا يذهبه إلا السرور بمعرفته ، وصدق معاملته. وفيه قلق : لا يُسكنه إلا الاجتماع عليه ، والفرار منه إليه. وفيه نيران حسرات : لا يطفيها الا الرضا بأمره ونهيه وقضائه ومعانقة الصبر على ذلك الى وقت لقائه. وفيه طلب شديد : لا يقف دون أن يكون هو وحده مطلوبه. وفيه فاقة : لا يسدها إلا محبته ودوام ذكره والإخلاص له . وفيه مرض لا يشفيه إلا لقاء مولاه في يوم المزيد. فلله ما أحلى قيام قولب قالت : ربنا رب السموات والأرض لا تبغي به بدلا ، قاموا لله وبالله، ففُقدوا عمن سواه . قال تعالى : "فادعوا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون " غافر 14 قال الكفوي : الإخلاص هو القصد بالعبادة الى أن يعبد المعبود وحده ، وقيل : تصفية السر والقول والعمل. وقال ابراهيم بن ادهم : الإخلاص صدق النية مع الله تعالى. وقال الجنيد : الإخلاص سر بين الله وبين العبد ، لايعلمه ملك فيكتبه ، ولا شيطان فيفسده ، ولا هوى فيميله. وقيل لسهل : أي شيء أشد على النفس؟ فقال الإخلاص ، لأنه ليس لها فيه نصيب. وقال ابو طالب المكي : حقيقة الإخلاص سلامته من وصفين ، وهما الرياء والهوى ليكون خالصا. وقال الفضيل بن عياض : خير العلم والعمل ما خفي عن الناس. مع المخلصين سعد بن أبي وقاص مجاب الدعوة التقي النقي الخفي وصاحب العبور العظيم الذي لا مثيل له في التاريخ قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : "اللهم استجب له اذا دعاك " يعني سعد بن أبي وقاص ، رواه الترمذي. وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : " عصبة من أمتي يفتحون البيت الأبيض ، بيت كسرى" رواه مسلم. أمضى سعد شهرين في القادسية بعد المعركة ، وكاتب عمر بن الخطاب –رضي الله عنه- فيما يفعل ، فكتب اليه عمر بالمسير الى المدائن –عاصمة كسرى. وتحرك الجيش المنتصر باتجاه المدائن ، وسار المسلمون من نصر الى نصر حتى وصلوا الضفة المقابلة للمدائن ، وكان النهر عريضا طافحا بالماء ، يقذف بالزبد لشدة جريانه ، وموجه متلاطم ، وزاد المد فيه ، وارتفعت مياهه ارتفاعا كبيرا ، وفي ليلة من الليالي رأى سعد رؤيا خلاصتها ان خيول المسلمين اقتحمت مياه دجلة الهادرة وعبرت. فصدق الرؤيا ، وعزم على عبور النهر ، فجمع الجيش وقام فيهم خطيبا ، فحمد الله وأثنى عليه وقال : إن عدوكم قد اعتصم منكم بهذا البحر ، لا تخلُصون اليه معه ، وهم يخلصون اليكم اذا شاءوا فيناوشوكم في سفنهم ، وليس وراءكم شيء تخافون ان تُؤتوا منه ... وقد رأيت من الأوفق أن تبادروا جهاد العدو بنياتكم قبل أن تحصركم الدنيا ، الا اني قد عزمت على قطع هذا البحر اليهم . فقالوا جميعا : عزم الله لنا ولك على الرشد ، فافعل. واقتحموا دجلة ما يكترثون ، وانهم ليتحدثون اثناء عبورهم النهر الهادر كما يتحدثون في مسيرتهم على الأرض ، وقال لهم سعد وهم يخوضون : قولوا : نستعين بالله ونتوكل عليه ، حسبنا الله ونعم الوكيل ، ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم ، وعامت بهم الخيل وسعد يقول : حسبنا الله ونعم الوكيل ، والله لينصرن الله وليه ، وليظهرن الله دينه ، وليهزمن الله عدوه ، ان لم يكن في الجيش بغي او ذنوب تغلب الحسنات ، فقال له سلمان الفارسي رضي الله عنه : الإسلام جديد ، ذللت لهم والله البحور ، كما ذلل لهم البر ، أما والذي نفسي بيده ليخرجُن منه أفواجا كما دخلوه أفواجا. لم تضع منهم شكيمة فرس. فطبقوا الماء حتى ما يرى الماء من الشاطئ. ولما نظر جنود الفرس الى هذه الخيل التي ملأت دجلة ، جعلوا يقولون لبعضهم البعض : والله ما تقاتلون الانس وما تقاتلون الا الجن. قال ابو عثمان النهدي : طبقت دجلة خيلا ودواب حتى ما يرى الماء من الشاطئ احد ، فخرجت بنا خيلنا اليهم تنفض أعرافها ، لها صهيل ، فلما رأى القوم ذلك انطلقوا لا يلوون على شيء ، وفزع يزدجرد ملك الفرس ، وما استطاع ان يخرج من باب قصره المواجه للشاطئ ، وكان بينه وبين الشاطئ حوالي ثلاثة كيلومترات ... فدلاه من اعوانه من الشرفات الخلفية لثصره الأبيض في زنبيل ، ليفر من المدائن ومعه ألف طباخ وألف فهّاد وألف بازيار ، نعم في زنبيل يهرب من قصره ، سبحان الله !!! ودخل سعد رضي الله عنه الى المدائن ، وانتهى الى ايوان كسرى فأقبل يقرأ قوله تعالى : " كم تركوا من جنات وعيون وزروع ومقام كريم ونعمة كانوا فيها فاكهين كذلك وأورثناها قوما آخرين" سورة الدخان. سفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يكلم الأسد ويصحبه عن محمد بن المنكدر أن سفينة –رضي الله عنه- مولى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، أخطأ الجيش بأرض الروم او أسر في أرض الروم فانطلق هاربا يلتمس الجيش فاذا هو بالاسد فقال : أبا الحارث (كنية الأسد) انا مولى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، كان من أمري كيت وكيت ، فأقبل الأسد له بصبصة حتى قام الى جنبه كلما سمع صوتا أهوى اليه ، ثم أقبل يمشي الى جنبه فلم يزل كذلك حتى بلغ الجيش ثم رجع الأسد ، رواه الحاكم في المستدرك وقال : صحيح على شرط مسلم ، ووافقه الذهبي. من كلمات الربانيين قال رجل لأبي الدرداء رضي الله عنه : أوصني ، فقال له : اذكر يوما يصير فيه السر علانية . وقال ابو الدرداء رضي الله عنه : يا حبذا نوم الأكياس وفِطرهم ، كيف يغبنون به قيام الحمقى وصومهم ! والذرة من صاحب تقوى أفضل من أمثال الجبال عبادة من المغترين. وقال سفيان : كان يقال : من كانت سريرته أفضل من علانيته فذلك الفضل ، ومن كانت سريرته شرا من علانيته ذلك الجور. قال ذو النون المصري : ثلاث من أعلام السعادة : الفقه في الدين ، والتيسير للعمل ، والإخلاص في السعي. إن القلب المقفر من الإخلاص ، لا ينبت قبولا ، كالحجر المكسو بالتراب لا يخرج زرعا ، والقشور الخادعة ، لا تغني عن اللباب الرديء شيئا . ألا ما أنفس الإخلاص ، وأغزر بركته ، فانه يخالط القليل فينميه حتى يزن الجبال ، ويخلو منه الكثير فلا يزن عند الله الهباء. |
أستاذي (المقدسي)...
فتح الله عليك أسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يجعلها خالصة لوجهه الكريم... وأذكر مشهد لايزال يتكرر أمام عيني هو لشيخنا الإمام ابن باز رحمه الله وجعله في الفردوس الأعلى ... رأيته في أحد اللقاءات مع طلاب العلم والذي عرض على أحد القنوات كان هذا اللقاء مخصص للفتوى وعندما قام مقدّم اللقاء بتقديم الشيخ على الطلبة وذكر في تقديمه مدحا ً وثناء ً على الشيخ , كان الشيخ في نفس اللحظة يستغفر وكأنه يخاف على نفسه من أن تخالطها كلمات المدح و الثناء فتكون رياء ً وكان هذا ديدنه في أي مكان يلتقي فيه بالناس...رحمه الله رحمه واسعة .. (اللهم اغفر مالايعلمون... ولاتؤاخذني بما يقولون...واجعلني خيرا ً مما يظنّون).. |
كلمااااات من ذهـــــب نفعك الله بعلمك وجعله حجَّة لك و جعلها الله في ميزان حسناتك و أحسن الله إليك |
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الفاضل وشيخنا الحبيب الغالي المقدسي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شكرا معطرا بعطر الورد والعوده ممزوجا بالبركة والدعاء نسأل الله الحي القيوم بأن يرتقي موقعنا المتواضع البسيط بكم إلى أعلى درجاته الدعوية والإرشادية والعلمية وأن ترتقوا به إلى أعلى مراتب الدنيا والآخرة لتنالوا من الله سبحانه عظيم الأجر والثواب في خدمة الإسلام والمسلمين في كل بقاع العالم . نرجو أن تكونوا نبراس الموقع ونور صفحاته و مشكاة النصح والوعظ وشكرا على هذه المواضيع المتميزة أدبا وموعظة ونصحا وثقافة وعلما وعطائكم من نفس طاهرة فكان غيث لقلوبنا وإرواء لعقولنا وأفكارنا بارك الله فيكم لاحرمنا الله من أمثالكم ولا حرمكم أجرنا نفع الله بكم أمة الإسلام في كل مكان وزادكم الله نورا على نور وهدى بكم الثقلين إلى صراطه المستقيم وشكرا مكررا على إثراء الموقع عن الأنبياء والرسل المصطفين الأخيار وعن ملائكة الله الأبرار وعن بني الجان وأخبارهم وقصصهم وطرائفهم وأحاديثهم . وإن شاء الله سيكون الموقع مرجعا لجميع أخبارهم للعالم بأجمعه بإذن الله تعالى حفظكم الله ورعاكم وجميع المسلمين . دمتم ودام عطاء الخير منكم معنا بإذن الله تعالى وجزاكم الله عن الجميع خير الجزاء وتقبلوا أجمل واطيب دعواتنا rc4js@hotmail.com abfahad100@hotmail.com www.rc4js.com admin@rc4js.com rc4js@rc4js.com support@rc4js.com webmaster@rc4js.com |
بارك الله بك
اللهم اصلح سريرتنا وعلانيتنا |
بارك الله فيك شيخنا الفاضل
وجزاك الله خير |
| الساعة الآن 09:21 AM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2011-2012
جميع الحقوق محفوظة لمركز دراسات وأبحاث علوم الجان العالمي