موسوعة دراسات وأبحاث من الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح

موسوعة دراسات وأبحاث من الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح (https://1enc.net/vb/index.php)
-   منهج السلف الصالح . The Salafi Curriculum (https://1enc.net/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   ومـا إبليس ؟! (https://1enc.net/vb/showthread.php?t=6126)

مسك 2007 07 Apr 2008 07:57 PM

ومـا إبليس ؟!
 

وما إبليس ؟ لقد عُصي فما ضـرّ ، ولقد أُطيع فما نفـع .

( هذا من أقوال العالم الزاهد سلمة بن دينار رحمه الله )


إن إبليس لـيُـقِـرّ بذلك قبل غيره ، ويعترف به بنفسه .

وإنه ليقف يوم القيامة خطيبا في أتباعه فيُعلن هذه الحقيقة



( وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم

مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم مَّا أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُمْ

بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَآ أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ )




تأمل في قوله : ( وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي ) !


لم يكن لي عليكم من أمر ولا نهي

ولم يكن لي عليكم من قُدرة


بل كان كيدي ضعيفاً ( إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا )


لم يكن بيدي سلاح أُقاتلكم به
لم يكن بوسعي سوى الإغواء والتزيين !
ولم يكن منِّي إلا أن دعوتكم فسارعتم إلى الاستجابة لي !


فمن الملوم الآن في يوم الدّين ؟

( فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم )


فتزداد عندها حسرتهم

ويزداد ألمهم وتالّمهم عندما يُعلن لهم هذه الحقيقة ( مَّا أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ )

فلستُ بنافعكم ومنقذكم ومخلصكم مما أنتم فيه !


فليس أمامكم سوى الحسرة الطويلة ، والنّدامة المديدة !
هذه براءة الشيطان من أوليائه في الآخرة ، وهو قد تبرأ من أوليائه في الدنيا بعد أن ورّطهم !


فهذه صورة فردية عامة

( كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلإِنسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ )



وهذه صورة جماعية خاصة

( وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لاَ غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَّكُمْ فَلَمَّا تَرَاءتِ

الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لاَ تَرَوْنَ إِنِّيَ أَخَافُ اللّهَ وَاللّهُ شَدِيدُ

الْعِقَابِ )





فقد تمثّل يوم بدر بصورة سراقة بن مالك


قال ابن جرير : قال للمشركين ببدر وقد زين لهم أعمالهم : لا غالب لكم اليوم من الناس ، وإني

جار لكم ، فلما تراءت الفئتان وحصحص الحق ، وعاين حدّ الأمر ونزول عذاب الله بِحِزْبِه ( نَكَصَ عَلَى

عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لاَ تَرَوْنَ إِنِّيَ أَخَافُ اللّهَ وَاللّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ ) ، فصارت عداته

عدو الله إياهم عند حاجتهم إليه غروراً كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده

شيئا ووجد الله عنده فوفاه حسابه . اهـ .



قد أخبرنا ربنا سبحانه وتعالى عن عداوة الشيطان ، بل أخبر بعداوته المبينة ، وأمرنا أن نتّخذه عدوا

فقال تبارك وتعالى : ( إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا )


أما لماذا ؟


فلأنه ( إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ )


شقي الشيطان فما هان عليه أن يتفرّد بالشقاوة !

وطُرد من رحمة أرحم الراحمين فأراد تكثير سواد المطرودين !

حتى لا يكون في صفِِّـه وحيدا

ولا في مجاله فريدا !



فيا لشقاء من أطاع الشيطان
ويا لحسرته
ويا لطول ندامته

عبد الله ..

إن الشيطان ليس له سبيل على المؤمنين

وقال رب العالمين : ( إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * إِنَّمَا سُلْطَانُهُ

عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُم بِهِ مُشْرِكُونَ )



قال ابن القيم رحمه الله :

فتضمن ذلك أمرين :

أحدهما : نفي سلطانه وإبطاله على أهل التوحيد والإخلاص .

والثاني : إثبات سلطانه على أهل الشرك وعلى من تولاه .



وفي قوله تبارك وتعالى : ( إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلاً )

قال رحمه الله :

ليس له طريق يتسلط به عليهم ، لا من جهة الحجّة ، ولا من جهة القدرة ، والقدرة داخلة في

مسمى السلطان ، وإنما سميت الحجّة سلطانا لأن صاحبها يتسلط بها تسلط صاحب القدرة بيده

، وقد أخبر سبحانه أنه لا سلطان لعدوه على عباده المخلصين المتوكلين . اهـ .



وقال رب العزّة سبحانه : ( إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاَّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ )

فالغاوي هو من عرف الحق ولم يعمل به !

فما جزاء الغاوين ؟


( وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ * وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ تَعْبُدُونَ * مِن دُونِ اللَّهِ هَلْ يَنصُرُونَكُمْ أَوْ يَنتَصِرُونَ *

فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ * وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ )




هذا جزاء من عصى مولاه وأطاع عدوّه !

يُكب على وجهه في نار جهنم .

فكُن على حذرٍ قد يفع الحذرُ


كُن على حذر من عدوّك المبين الذي يتربّص بك في كل حركة وسكنة ، ومع كل نفس !

وكُن على حذر من خطواته ( وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ )



كتبه
عبد الرحمن بن عبد الله السحيم ..

ابن الورد 07 Apr 2008 07:58 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
أختي الفاضلة مسك 2007
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا معطرا بعطر الورد والعوده ممزوجا بالبركة والدعاء
نسأل الله الحي القيوم بأن يرتقي موقعنا المتواضع البسيط بكم إلى أعلى درجاته الدعوية والإرشادية والعلمية وأن ترتقوا به إلى أعلى مراتب الدنيا والآخرة لتنالوا من الله سبحانه عظيم الأجر والثواب في خدمة الإسلام والمسلمين في كل بقاع العالم .

نرجو أن تكونوا نبراس الموقع ونور صفحاته و مشكاة النصح والوعظ
وشكرا على هذه المواضيع المتميزة أدبا وموعظة ونصحا وثقافة وعلما وعطائكم من نفس طاهرة فكان غيث لقلوبنا وإرواء لعقولنا وأفكارنا
بارك الله فيكم
لاحرمنا الله من أمثالكم ولا حرمكم أجرنا
نفع الله بكم أمة الإسلام في كل مكان
وزادكم الله نورا على نور وهدى بكم الثقلين إلى صراطه المستقيم
وشكرا مكررا على إثراء الموقع عن الأنبياء والرسل المصطفين الأخيار وعن ملائكة الله الأبرار وعن بني الجان وأخبارهم وقصصهم وطرائفهم وأحاديثهم .
وإن شاء الله سيكون الموقع مرجعا لجميع أخبارهم للعالم بأجمعه بإذن الله تعالى
حفظكم الله ورعاكم وجميع المسلمين .
دمتم ودام عطاء الخير منكم معنا بإذن الله تعالى
وجزاكم الله عن الجميع خير الجزاء
وتقبلوا أجمل واطيب دعواتنا
rc4js@hotmail.com
abfahad100@hotmail.com
www.rc4js.com
admin@rc4js.com
rc4js@rc4js.com
support@rc4js.com
webmaster@rc4js.com

أبو خالد 07 Apr 2008 10:39 PM

بارك الله فيكي اختي الفاضله

وجزاكي الله خير

مسك 2007 08 Apr 2008 03:15 PM

أثابكم الله ورفع قدركم ..

sun 12 Apr 2008 05:04 PM

جزاك الله خيرا

ابو روان 12 Apr 2008 05:15 PM

اخـتي الغـاليــه

مسك 2007

شكرا لكي
على المجهود الطيب والاكثر من رائع

بارك الله فيك على كل ماتقدمين

والى الامام ننتظر منك

المزيد من الابداع

مسك 2007 13 Apr 2008 01:14 AM

وفيكما بارك الله ونفع بكما الاسلام والمسلمين ..

مكاوية 13 Apr 2008 01:52 PM

جزاك الله خير وبارك الله فيك..

مسك 2007 13 Apr 2008 05:20 PM

وفيك بارك الله أخيتي ونفع بك ..

ابرهيم الرفاعى 13 Apr 2008 06:11 PM

بارك الله فيكم
لاحرمنا الله من أمثالكم ولا حرمكم أجرنا
نفع الله بكم أمة الإسلام في كل مكان
وزادكم الله نورا على نور وهدى بكم الثقلين إلى صراطه المستقيم


الساعة الآن 09:47 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2011-2012
جميع الحقوق محفوظة لمركز دراسات وأبحاث علوم الجان العالمي