موسوعة دراسات وأبحاث من الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح - الخلافات الزوجية سكين يذبح الأبناء خالد سعد النجار

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
الخلافات http://midad.com/assets/frontend/images/search_term.png الزوجية من أشد الأمور التي تؤثر نفسياً على الأبناء، لأنها تزرع الخوف داخلهم نتيجة الشعور بفقد الاستقرار والأمان، فالhttp://midad.com/assets/frontend/images/search_term.png أطفال في حاجة إلى محيط أسري هادئ، يشعرهم بالطمأنينة والأمن، أما النزاعات والاختلافات فهي بمثابة عاصفة عاتية تدغدغ مشاعر الطفل، وتقذف في قلبه الخوف وhttp://midad.com/assets/frontend/images/search_term.png القلق، فالابتسامة والحنان والمحبة والرعاية هي حق الطفولة، وهي من واجباتhttp://midad.com/assets/frontend/images/search_term.png الوالدين.
هناك العديد من المضاعفات http://midad.com/assets/frontend/images/search_term.png النفسية والجسمانية التي تلازم الأولاد الذين يعيشون في ظل أجواء عنيفة داخل العائلة، فحالة التوتر التي يعيش فيها الطفل توقعه في أزمات تجعله يفقد http://midad.com/assets/frontend/images/search_term.png القدرة على السيطرة الذاتية والتأقلم, وبالتالي تؤدي إلى خطر الفشل المدرسي خاصة، والفشل في الحياة عامة. فالأبناء هم أول من يحصدون النتائج السلبية المترتبة على المشكلات http://midad.com/assets/frontend/images/search_term.png الزوجية.
ومن الغريب أن نعرف أن الخلاف الصامت الذي يحاول الوالدان إخفاءه ظاهريا عن الأبناء أشد تأثيرا على الأبناء من الخلاف الصاخب؛ وقد عزت بعض الآراءhttp://midad.com/assets/frontend/images/search_term.png العلمية الحديثة أحد أسباب الربو في سنوات الطفولة الأولى إلى الخلاف المكتوم بين الأبوين الذي يستشعره الطفل وإن كان خافيا.
وعلى الجانب الآخر فالطفل الذي ينشأ في كنف والدين يبدو أنهما غاية في الاتفاق -أو هكذا يمثلان أمامه- ينقص تربيته جانب كبير يحتاجه لمواجهة الحياة الواقعية بمكوناتها، فالطفل لا بد أن يعرف أن هناك غضبا يحتاج للتنفيس أو التعبير عنه، وأن هناك انفعالات ثائرة تحتاج للتعبير، بشكل لا يتجاوز حدود اللائق.
وبما أن منع الخلافات تماما مناف للطبيعة البشرية, بل ولطبيعة الاجتماع البشري وما يحمله من احتكاكات يومية لا تخلو من اختلافات في وجهات النظر، الأمر الذي يجعل من الصعب -إن لم يكن من المستحيل- منعها, فسبيل الحل هو إيجاد أسلوب للتفاهم، الذي لا يقلل فقط من أثر تلك الخلافات على الأبناء، بل يتجاوزه إلى تدريبهم على فن إدارة الخلافات في حياتهم بشكل عام.

إلى كل زوج وكل زوجة :

1.لا يشك أحد في أن أولى حاجات الطفل في هذه الحياة هي أن يكون له أب وأم بينهما حب قوي لا ينتهي؛ لأن الاثنين هما أساس حياته، والطفل يرغب في أن يكون عالمه الخاص به متماسكًا لا تمزق فيه ولا تصدع، ولا يوجد حل لذلك إلا أن تجعلا الشيء الوحيد الذي تتفقان عليه أنت وزوجك -إن لم تجدا أي نقاط أخرى للاتفاق- هي مصلحة هذا الطفل البريء.
2.لا يوجد في العلاقات الإنسانية بين البشر بصورة عامة، وبين http://midad.com/assets/frontend/images/search_term.png الزوجين بصورة خاصة، قرارات نهائية قاطعة تستخدم فيها لغة «لقد رفضت رفضا قطعيا».. أو «إذا لم يستجب لطلبها فسوف تطلب http://midad.com/assets/frontend/images/search_term.png الطلاق».. فالوصول بالأمور إلى حافة الهاوية هو وسيلة للتفاوض والضغط بين الدول، أو للتعامل بين الأفراد في القضايا الاقتصادية أو غيرها، ولكن لا تصلح أساسا للعلاقة بين زوجين تقوم حياتهما على التفاهم والحوار في كل أمر من أمور حياتهما.
3.تجنب الاختلاف والمشاجرة الدائمة أمام الأبناء والتعهد على ذلك، فينبغي أن لا تكون الخلافات http://midad.com/assets/frontend/images/search_term.png الزوجية أمام الhttp://midad.com/assets/frontend/images/search_term.png أطفال هي الحالة الغالبة؛ إذ لا بأس أن يرىالhttp://midad.com/assets/frontend/images/search_term.png أطفال خلافًا بين الحين والآخر؛ لكن لابد أن يروا حالات الصفاء والود بينhttp://midad.com/assets/frontend/images/search_term.png الزوجين أكثر وأغلب.
4.عدم انتقاد أحد http://midad.com/assets/frontend/images/search_term.png الزوجين للآخر على أسلوبه في تربية ابنه أو ابنته في حضورهما، وليؤجل هذا النقد إلى وقت آخربعيداً عن الأولاد.
5.مضاعفة التسامح بين http://midad.com/assets/frontend/images/search_term.png الزوجين في الأوقات الحرجة، والتغافل عن هفوات بعضهما وعدم تتبع الأخطاء والمحاسبة على كل شاردة وواردة.
6.مراعاة مشاعر الآخر وفهمها لأن من أسباب الجفاء الذي يباعد بين http://midad.com/assets/frontend/images/search_term.png الزوجين إهمhttp://midad.com/assets/frontend/images/search_term.png الهما الثناء، أي الإشادة كل منهما على إيجابيات صاحبه.
7.كونا نموذجين يحتذى بهما، فالhttp://midad.com/assets/frontend/images/search_term.png أطفال يتعلمون من آبائهم الكثير، فمن الممكن أنيتعلموا أن تعدد الآراء أمر صحي، وأن الاختلاف في الرأي لا يجعل صاحبه (جيداً) أو (سيئاً)، فينبغي أن يكون الخلاف خلافًا يتجادل فيه http://midad.com/assets/frontend/images/search_term.png الزوجان لإثبات صحة رأي كل منهما أو الدفاع عن نفسه. ولا يتحول إلى سباب أو شتام، أو أن يحاول كل طرف إيذاء الطرف الآخربالإهانة أو السب أو الضرب أو نحو ذلك، أو التذكير بأخطاء أو عيوب سابقة.
8. تعودا أن ينتهي الأمر في الخلاف بالوصول إلى حل يرضي الطرفين، وذلك أمام الhttp://midad.com/assets/frontend/images/search_term.png أطفال. وهذافي غاية الأهمية؛ إذ من خلال ذلك يتعلم الhttp://midad.com/assets/frontend/images/search_term.pngأطفال أسلوب حل المشكلات، كما يتعرفون على الواقع أيضًا.
9.الحذر من إقحام الhttp://midad.com/assets/frontend/images/search_term.png أطفال في قضية الخلاف، فقد يميل أحد الأبوين -خصوصًا الأم- إلى استمالة http://midad.com/assets/frontend/images/search_term.png أطفالهما ليكونوا في صف أحدهما. هذا الموقف له آثارا خطيرة على نفسيةالhttp://midad.com/assets/frontend/images/search_term.png أطفال، ويضعهم في موقف صعب؛ إذ عليهم أن يختاروا بين أحد الأبوين، وهذا جد عسير على وجدان الطفل.
10.إذا فقدتما أعصابكما سريعاً أو رفعتما صوتيكما، سيتعلم http://midad.com/assets/frontend/images/search_term.png أطفالكما أن يفعلوا نفس الشيء، فحاولا أن تتحكما قدر الإمكان في ردود أفعالكما، وانتبها للألفاظ التي تستخدمانها، والأسلوب الذي تتحدثان به كي لا يخرج عن حدود اللياقة والآداب المعروفة.
11.في حالة وجود http://midad.com/assets/frontend/images/search_term.png أطفال صغار (حتى سن سبعة أو ثمانية أعوام)، غالباً يكون من الأفضل عدم اختلاف الأبوين أمامهم، لأن الhttp://midad.com/assets/frontend/images/search_term.png أطفال في هذه السن يتسمون بالجمود http://midad.com/assets/frontend/images/search_term.png النفسي، ولا يستطيعونفهم أن الشخص يمكن أن يتجادل مع شخص آخر دون أن يكرهه.